ليس هناك شك بنسبة واحد في المليون، بأن كل عمليات الإجرام الاغتيالية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بزعامة مجرم الحرب نتنياهو، ومنها الأخيرتين التي تم تنفيذهما إحداهما في بيروت باستهداف فؤاد شكر، أحد قيادات حزب الله، والأخرى التي تمت اليوم في قلب العاصمة طهران، باستهداف إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والوقت بينهما نحو 10 ساعات، يؤكد أنه بترتيب ومساعدة.
ومن المعلوم أن هاتين القيادتين التي تم استهدافها وهما فؤاد شكر وإسماعيل هنية يعلمون علم اليقين أنهما مستهدفان من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولذا كان يتحركان في سرية تامة، ولا يعلم المقربون منهما تحركاتهما إلا واحد او اثنين على الأكثر، حتى لا يتم تسريب أخبارهما، ومع ذلك تم الوصول إليهما، ولا يتم ذلك الا باستخدام تقنية تكنولوجية عالية جدا للتنصت على المكالمات، وتحديد هوية الأصوات من بين ملايين المكالمات، وأيضا استخدام أقمار التجسس عالية التقنية للرصد، وغيرها من التكنولوجيا المعقدة، بالإضافة إلى شبكة تجسس بشرية على أعلى مستوى، ومنتشرة في ربوع الوطن العربي، تحت ستار أعمال تجارية واقتصادية وجمعيات وأنشطة سلمية أخرى، ولا يتحقق ذلك إلا لدولة أمريكا.
وحتى التصريحات التي خرجت من الجانب الأمريكي على لسان بلينكن وزير الخارجية الأمريكي عقب العمليتين الأخيرتين، أكد خلالهما أن أمريكا كانت على علم بهاتين العمليتن. وأضاف أن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها، وأمنها. وقال إن أمريكا أيضا سوف تقف مع إسرائيل ضد أي تهديدات توجهه لها، ناهيك عن التسليح والعتاد المتطور وملايين الدولارات التي قدمتها أمريكا للكيان الصهيوني في حرب الإبادة والمذابح التي يرتكبها في حق أهلنا في غزة.
ولذا أتمنى أن تغشو الغمامة من الأعين ونعلم جميعا أن إسرائيل وأمريكا هما العدو الحقيقي، والأخير يعيث في الأرض فسادا وخرابا وقتلا وسفكا، وذلك تحت حماية أمريكا ورعايتها ودعمها، وأن الفكاك من ذلك والتخلص منهما لن يتحقق إلا بوحدة الأمة العربية جمعاء.