قال لي ابني الوحيد وهو دكتور بيطري
انه ينوي الهجرة الي أوربا او امريكا مثل ابن عمه دكتور الأسنان الذي هاجر الي استراليا في أول عام ٢٠٢٤
ولما بادرته بالسؤال عن الأسباب رغم أني وفرت له كل أسباب المعيشة الكريمه وامامه مستقبل مشرق
فقال لي لن اعيش في بلد لاتحترم العلم ولا العلماء
في بلد تمجد الفن الهابط
وترفع شأن الغوغاء الي عنان السماء
يحلقون في عالم الشهرة والمال
بينما يقبع الطبيب والمهندس والمعلم في قاع المجتمع وبالكاد يبحثون عن حياة كريمه
وقال لي يا أبي الم تتابع ما حدث من أحد هؤلاء المطربين والمرافقين له في احد المستشفيات
الذين قاموا مع المطرب هذا
بالاعتداء علي طبيب أثناء تأدية عمله بالضرب بالشلوت
والسب والقذف باقذر انواع الشتيمه
وهنا توقفت بحزن شديد وتنهدت بوجع في قلبي وتخيلت إبني في هذا الموقف الصعب وماذا سيكون رد فعلي في موقف مثل هذا
في بلد اضمحلت فيه قيمة العلم والمعلم والعلماء
وتعاظمت قيمة الغوغاء الي عنان السماء
محلقة في عالم الشهرة والمال
وتغيرت كل المفاهيم منذ أن رحلت المملكة المصرية بقيمها الجميلة وعصرها المتميز
بفعل فاعل وانحدرنا من سيء الي اسوأ منذ عام ١٩٥٢ وتغير النسق القيمي والطبقي في المجتمع المصري تدريجيا نحو القاع الي ان وصلنا الي ثورة الشعب المجيدة في ٣٠-٦-٢٠١٣ لاستعادة مصرنا المسلوبة المفقودة و نحلم من جديد بوطن يحترم أبناءه ويدعمهم ويؤصل فيهم الانتماء ويرفع قيمتهم كما كنا من قبل في الزمن الجميل
حيث كان العلم علما بعلمائه مثل الدكتور طه حسين وزير المعارف
والكاتب القدير نجيب محفوظ رجل نوبل في الآداب
واساطير العلم والقانون من المصريين العظماء الذين قاموا بدعم مصرنا الغالية في جميع المجالات الطب والهندسة والصناعة والزراعة والتجارة وعالم المال والاعمال بقيمهم الجميلة واخلاقهم الرفيعة
وفي الفن مثل يوسف بك وهبي ونجيب الريحاني
والموسيقي مثل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وموسيقار الشباب والشعب الفنان هاني شنودة
وفي الغناء والطرب حدث ولا حرج الموسيقار محمد فوزي وصوت الشعب المطرب الرائع الراقي عبد الحليم حافظ وسيدة الغناء العربي ام كلثوم
تلك هي مصرنا الجميلة التي طالما حلمنا بها واردنا استرجاعها مرة أخري في ٣-٧-٢٠١٣
وحلم الجمهورية الجديدة مازال يلوح في الأفق
فجأه وبدون مقدمات تظهر هنا وهناك في ربوع الوطن الكثير من الأحداث الطاردة لشبابنا
لتبدأ من جديد هجرة العقول الي بلاد تحترم العلم والمعلم والعلماء وتقدرهم معنويا وماليا وتدعمهم في الوصول الي اعلي وارقي المناصب والمراتب
في مقابل وطن يتم اهانتهم فيه واقع مؤلم وحلم مفقود ومستقبل غير محدد المعالم في ظل سيطرة عقلية الحشد وغوغاء وصلوا الي عنان السماء
ارسل اليوم استغاثة
بصوت كل الأباء والأمهات وأبناء وبنات الشعب المصري الأصيل
انقذونا وانقذوا بلدنا الحبيبة مصر
لابد من تدخل سريع لوقف مسلسل انهيار القدوة والقيم المصرية الأصيلة من الحكومة المصرية
تحت قيادة الرئيس الوطني المخلص عبد الفتاح السيسي حورس مصر ومنقذها وصاحب نهضتها الحديثة
تحيا مصر
تحيا مصر
تحيا مصر
بأبنائها وكوادرها المخلصين