في ظل خوضنا لمعركة الحياة تستوقفنا أحداث نستجلي منها العظات والعبر، لنكمل مسيرتنا بمصباح البصيرة وضياء الأمل.
عندما تنطفئ شعلة قوتنا وعزيمتنا، نهرول لمن ظننا أنهم من سيضيئون عتمتنا، فإذا خاب فيهم أملنا، وتسلل اليأس إلى قلوبنا، إذا بسحابة نور تسطع فوقنا؛ لتضيء لنا ونواصل عزمنا، يسخّرها لنا من هو أقرب لنا ممن يسكن بجوارنا.. أقرب إلينا من حبل وريدنا.
وعندما تضيق نفوسنا ذرعا بغيمة الهم والحزن، فتتسارع خطانا؛ لننزوي عنها بمن توهمنا في يوم أنهم حصننا ودرعنا، ثم لا نلبث أن نكتشف وهن الأسوار وانقضاضها.. ثم يأتي قطار الفرج؛ ليصل بنا إلى محطة الفرح والبِشر من رب أقرب إلينا من جميع أهلنا..
فيا رفيقا خذ مني عبرة.. إذا داهمتك الخطوب وحطت رحالها، لا تلجأ لأحد من البرية، فربما زاد عليك ولم تظفر منه بما تحب وما تريد أن ترى..
بل هرول إلى ربك وحده، فليس له مثيل ولا قريب، فهو رحيم وهو ودود وهو الشافي والكافي لنا.