في الذكرى الرابعة عشرة لثورة 25 يناير العظيمة نستذكر بكل الفخر والشموخ الاحساس الجميل العظيم الفريد من نوعه لكل جيلنا الذين عاشوا سنوات من الكبت والعجز، ولا نعلم أنحن نعيش الحياة المفروضة علينا فرضا أم هى التي تعيشنا، ومع وقفة العزة والكرامة وقفة الشعب المصري بكل فئاته وطوائفه على قلب رجل واحد أحسسنا ولأول مرة أننا شعب حي وما زال يحتفظ بكرامته وكبريائه، ويحفظ ماء وجه تاريخه الجليل في وقوفه أمام الظلم ومناداته بالحرية والكرامة وحقه في الحياة وهى أهم أهداف الثورة التي نادت وتغنت وهتفت بها
«عيش، حرية، كرامة اجتماعية».
إنها الثورة التي وحدت جموع الشعب مرة أخرى بعد مئات السنين، إنها الثورة التي جعلت الكل في واحد ووحدت الصفوف واختلطت دماء الجميع المسلم والمسيحي، لم تحمل أي توجهات سياسية أو دينية « خاصة في بدايتها»، الثورة التي كانت ومازالت فخر الشعب المصري أمام كل شعوب العالم وظهر ذلك جليا واضحا في كل وسائل العالم الاعلامية والاحتفالات التي صاحبتها في كل المدن والاشادات التي نالها الشعب الذي خرج بالملايين للمطالبة بحريته وحقوقه في الحياة الكريمة والاصرار عليها والتي قدم لها كل غالٍ ونفيس من دماء شبابه الشهداء الأبرار.
هذا الشعب الذي دافع عن ثورته بكل ما أوتي من قوة حتى كللت بالنجاح ثم احتفل بها في موقعها التاريخي وسط القاهرة «ميدان التحرير»، ثم عاد لينظف ويزين الطرقات ليصبح الميدان مزارا تاريخيا وتوثيقيا مشرفا لأنبل وأعظم الثورات في تاريخنا الحديث، وأقيمت الاحتفالات والندوات لفترات كثيرة في الميدان وخرجت علينا الأغاني والأهازيج التي تغنت بنجاح الثورة، ورأينا شباب الثورة يهبون لحمايتها فيما يسمى بـ «لجان التفتيش» الذين تناوبوا على الحراسة في الميدان وكل الشوارع والطرقات المحيطة بل والمناطق الداخلية لحماية ثورتهم من الدخلاء والأعداء الذين أرادوا بها السوء من الداخل ومن الخارج ولكن هيهات، وقف الشعب وثواره أمام كل التحديات التي واجهتهم سياسية واجتماعية واقتصادية حتى وصلوا بالثورة الى بر الأمان، سقط الرئيس وأقيمت انتخابات نزيهة بإرادة شعبية حرة، وأصبح كل مواطن يعي تماما معنى وأهمية وتأثير صوته في الحياة بعدما كان يغفل ذلك تماما.
سنظل نتذكرها كثيرا بكثير من الفخر وستظل تاريخا مشرفا نفخر ونسعد به، وستظل دائما وأبدا صفحة جديدة كتبها الشعب العظيم بدمائه وسطرها في تاريخه بأحرف من نور، وستبقى مصر وشعبها وثورتها عظيمة جميلة أبد الدهر.. تحيا مصر وتحيا الثورة..
Omarfawzi3041966@gmail,com