هي زهرةٌ يانعةٌ في بستان العفة، ترتوي من ماء الطهر والنقاء، لتعلو إلى سماء الريادة والعلياء.
مغلفةٌ بثيابٍ فاخرةٍ فلا يَرى ثمرَها كلُّ عابرٍ، بل هي مصونةٌ لفئةٍ تجني ثمارَها بحقٍ ووفاء.
انطفأ بريقها من شدة المعاناة، لكنّها استمرت على المواصلة رُغم اختلافها بين رفاقها، فقد جرفهم سيل الفتنة ونزعوا عنهم فاخر الثياب، أمّا هي فلا زالت باقية على غلافها لم تنزعه، ولم يُخترق من قبل أحدٍ، فهي في حصن من العفة تمنع أي ذئب من الاقتراب.
صبرت وجاهدت على جفافها من شدة الحر، ولم تنجرف لأسفل من أجل شربة ماء، بل ظلت شامخةً؛ لتنال من ربها عظيم الجزاء.
فغدًا في الجنة تلبس الإستبرقَ، والديباج، والأساور، وتشرب من الكوثر، ومن أنهار الجنة كما تشاء.