إن التصرفات التي يقوم بها بعض الأمهات أو الآباء، مثل فضح أسرار أولادهم على مواقع التواصل الاجتماعي أو في محيط العائلة بدافع المزاح أو البحث عن الشهرة، لها آثار نفسية واجتماعية سلبية خطيرة على الأطفال. يجب على الآباء أن يدركوا أنهم مسؤولون عن بناء سمعة أبنائهم وحمايتهم من أي ضرر قد يؤثر على مستقبلهم. وفيما يلي نوضح خطورة هذه التصرفات وتأثيرها:
- ضعف الثقة بالنفس:
الإفصاح عن أسرار الأطفال أو إظهارهم في مواقف محرجة يمكن أن يُضعف ثقتهم بأنفسهم، مما يجعلهم يشعرون بعدم الأمان أو الخجل من أنفسهم. - فقدان الثقة في الوالدين:
عندما يكبر الطفل ويشعر أن والديه لم يحترما خصوصياته، يتأثر شعوره بالثقة فيهم، مما قد يؤدي إلى عزلة عاطفية وابتعاده عنهم في المستقبل. - تعلم السلوكيات خاطئة:
عندما يرى الأطفال أن أهلهم يفضحون الأسرار أو يستخدمون السوشيال ميديا بشكل غير مسؤول، قد يقلدون هذه السلوكيات في المستقبل، مما يورثهم العديد من السلوكيات الخاطئة - التنمر الإلكتروني:
نشر محتوى عن الأطفال على وسائل التواصل يمكن أن يُعرضهم للتنمر، سواء من قبل زملائهم أو الغرباء، وهو ما قد يؤثر بشكل دائم على نفسيتهم. - الضغط النفسي:
الخلافات التي تُنشر على السوشيال ميديا بين الوالدين أو العائلة تضع الأطفال في مواقف محرجة وتجعلهم عرضة للضغط النفسي، مما قد يؤثر على تطورهم العاطفي والاجتماعي. - التأثير على سمعة الطفل مستقبلاً:
ما يتم نشره على الإنترنت يبقى لفترة طويلة، وقد يؤثر على سمعة الطفل عندما يكبر، سواء في بيئته الاجتماعية أو في حياته المهنية لاحقًا. - تسبب مشاكل نفسية عديدة: .
الطفل الذي يشعر أنه موضع سخرية أو استغلال قد يواجه صعوبات نفسية مثل القلق، الاكتئاب، أو مشكلات في الثقة بالنفس.
الحل في نقاط بسيطة:
- تذكير الأمهات والآباء بأن المزاح أو البحث عن التفاعل على السوشيال ميديا لا يجب أن يكون على حساب كرامة الطفل.
- توعية الأهل بخطورة نشر أسرار أو صور ومواقف أطفالهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
- عقد ندوات أو حملات توعية تُبرز الآثار السلبية لهذه التصرفات على نفسية ومستقبل الأطفال.
- تشجيعهم على التفكير بعواقب أفعالهم قبل نشر أي شيء يخص أطفالهم.
- وضع قواعد أسرية لاستخدام وسائل التواصل، تشمل الامتناع عن نشر أي محتوى يخص الأطفال دون موافقتهم (إذا كانوا في سن يسمح لهم بإبداء رأيهم).
- تشجيع الأهل على نشر محتوى هادف بعيدًا عن الخصوصيات.
- إذا حدث ضرر بالفعل للطفل، يجب التحدث مع الطفل وطمأنته بأنه ليس مذنبًا، والعمل على إعادة بناء ثقته بنفسه.
- الاستعانة بمختص نفسي إذا كانت الآثار النفسية عميقة.
- تشجيع الأهل على مشاركة محتوى يبرز نجاحات أبنائهم أو لحظات سعيدة تجمع العائلة بطريقة لا تنتهك الخصوصية.
وبشكل عام إن الحل يبدأ من وعي الأهل بمسؤوليتهم تجاه أبنائهم، وتغيير الثقافة السائدة بأن السوشيال ميديا مكان مفتوح لكل شيء. احترام خصوصية الأطفال وحمايتهم من التنمر والضرر النفسي هو جزء لا يتجزأ من التربية الصحيحة.
اخصائي الأمراض النفسية والعصبية