خلف كل باب، حكاية تنطوي على قصة وفرصة جديدة، ولكن هناك من يظل أسيرا لأبواب الآخرين، يراقبهم بعيونٍ غمرتها الغيرة، ويغذي قلبه بالحسد، متمنيا زوال النعمة عنهم، غافلا عن الفرصة التي ضاعت وهو غارق في مراقبتهم.
لا يدرك أن ذلك الباب المغلق الذي يراقب من ورائه ليس إلا باب الخسارة التي يغلقها بيديه، وفي كل لحظة يلتفت فيها لرؤية الآخرين فيما أنعم الله عليهم أو لنجاحاتهم، يبتعد أكثر عن الطريق الذي كان بإمكانه أن يقوده إلى العظمة الحقيقية.
الحاسد رغم مظهره القوي، هو في الواقع أضعف الناس، لأنه يحمل في قلبه عبئا ثقيلا من أمراض النفوس “الغل والحقد” الذي لا يشبع، بل يغرقه في ظلامه نفسه.
الحاسد لا يدرك أن كل لحظة يضيعها في التفكير في الآخرين، هي لحظة ضائعة من عمره، وأنه لا يملك القدرة على التحكم في مصير غيره، ولكنه يملك القدرة على صنع مستقبله هو، إذا ما اختار أن يضع حقده جانبا ويحرر قلبه من عبء الغيرة.
الحاسد خاسر، لأنه ضيع فرصة أن يكون هو نفسه، وضيع بيده لحظات كان من الممكن أن تكون مفصلا في حياته، كل ذلك بسبب أنه غارق في مقارنة نفسه بالآخرين.
وفي الحقيقة، كلما ألقى الحاسد نظرته على الآخرين متمنيا لو كان مكانهم، كلما ابتعد عن ذاته أكثر، وكلما فقد من فرص النعم والنجاح ما لا يدركه، لأن قلبه محاط بحواجز الحسد التي تحول بينه وبين تحقيق ذاته.
أما من يرفع عينيه نحو السماء، شاكرا الله على ما أنعم عليه، ويعمل بكل عزيمة وإصرار من أجل ذاته، فإنه يرى أبوابا من الخير تفتح أمامه بلا حدود، تنتظره بكل رحابة، وتمنحه الفرصة ليكتب اسمه بين أولئك الذين ارتقوا بقلوب طاهرة، لم يكن الحسد يوما جزءا من إرادتهم أو قلوبهم.
@إشارة