لعل من أهم الميزات التي يتمتع بها الحكم في مصر حاليا أنه لا يحصر نفسه داخل إطار واحد بل يمتد ليشمل كافة مجالات الحياة ويقيم صلات عديدة مع الشرق والغرب.. الأمر الذي يجد تقديرا إقليميا ودوليا لا حدود له.
أقول ذلك بمناسبة حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على التحدث أمام اجتماع اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات الايباد التي يتولى رئاستها مركزا في حديثه على صندوق التنمية الإفريقي وكذلك الخطة العشرية الفنية لتنفيذ أجندة 2063 بهدف التغلب على التحديات التي تواجه مسيرة التنمية في القارة السمراء مثل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتراجع معدلات الأمن الغذائي وأمن المياه والطاقة..
بكل المقاييس.. لا يتحدث عن هذه الأزمات إلا من خبر القضايا برمتها ودرسها دراسة متأنية وشغل باله بها من أجل صالح الإخوة الأفارقة وما يلقونه من مشاكل في حياتهم الجارية وهذا هو الفرق بين رئيس تناسقت أقواله مع أفعاله ورؤساء آخرين يتصورون أن التجاهل والتهديد ورفع سلاح المعونات .. عناصر كلها يمكن أن تؤثر في حياة الشعوب وهذا هو الخطأ بعينه، فالشعوب لا بد أن تكافح من أجل تحقيق مصلحتها مستجيبة للقدر الذي لابد وأن يحقق لها ما تريد.
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن الموقف الغريب الذي يتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لابد أن يؤدي إلى تعقيد المشكلة الفلسطينية أكثر وأكثر..!
مثلا.. يعني إيه أن حركة حماس سوف تعاني من جحيم لن يطاق إذا ما تأخرت عن تنفيذ الباقي من اتفاق الأسرى في موعده المحدد يوم السبت القادم..!
بديهي.. لم يخضع قادة حماس لهذه التهديدات بل ردوا عليها بتهديدات مثلها مؤكدين أنهم نذروا حياتهم للدفاع عن أرضهم ووطنهم وعرضهم وليس هناك من سبيل آخر إلا الاستشهاد انتماء وحبا للأرض التي تعاهدوا أمام الله سبحانه وتعالى أن يذودوا عنها طائعين مختارين.
***
على الجانب المقابل فإن الثوابت المصرية لن تتغير ولعل خير شاهد وأبلغ دليل ما أسفر عنه اللقاء الذي تم بين وزير خارجية مصر ونظيره وزير خارجية أمريكا والذي أعلن بعده الوزير الأمريكي أن الرئيس ترامب سيجبر المصريين والأردنيين على ضرورة قبول الفلسطينيين بينهم وفوق أراضيهم وبذلك يتناسى الرئيس الأمريكي ترامب أن التطهير العرقي والتهجير القسري يتنافيان مع أي قانون دولي أو شرعية دولية لكن المشكلة وماذا بعد؟!
***
أصارحكم القول بأن القادم سيكون أخطر وأخطر وأكثر دموية وأشد ظلما على شريحة من البشر يستحيل أن يقبلوا بعيشة الذل والهوان..!
من هنا فالرجاء كل الرجاء أن يتولى معاونو الرئيس ترامب تبيان ماذا يقوله القانون الدولي وماذا لا يقوله خاصة وعلى سبيل المثال أن الرئيس أعلن أن القوات العسكرية الأمركية ستقوم بإزالة الألغام والمتفجرات.. التي تمتلئ بها شواع غزة بينما القوانين الأمريكية ذاتها تمنع قواتها من القيام بهذا العمل فما هو الحل إذن ؟
هل سيقدم الرئيس على مخالفة قوانينه التي يعتبر هو المسئول الأول عن احترامها؟
***
ثم..ثم.. فإن الرئيس ترامب عليه أن يتوقف مليا أمام تصريحات قادة حماس بأن أرضهم ليست للبيع أو المساومة أو التأجير أو التهجير..!
فخامة الرئيس أرجوك.. أرجوك أن تكون داعما للسلام لا مشجعا لقرارات الحرب والهلاك..!
***
و..و..شكرا