دعوة من الشاعر الكبير ا.عمارة إبراهيم للشعراء والأدباء لكتابة رأيهم النقدي عن قصيدة إنهن للشاعر الكبير ا.جمال الشاعر، قمت برصد معظم الآراء على تباينها ، مابين معتبرها ضربا من ضرب الإعجاز والروعة ، وما بين من نظر إليها على أنها رديئة ، نشرتها جميعا ، لعلها تحيي تبادل الآراء بين الأدباء والمحبين والمهتمين بالشعر .
لم أؤلف رابسودية واحدة
في حياتي
و لكن المايسترو الذي
يقبع في داخلي
جاهز لاستدعاء
أي أوركسترا فيلهارموني
سوف أترك السوليست
أبا العلاء المعري
والتينور هوميروس
يلعبان
من أجل تدشين
إلياذة رقمية جديدة
ورسالة غفران حداثية
تكتظ ب خزعبلات
” الإيه آي “
للأسف الشديد
انهزاماتي الرومانسية
المتوحشة
لم تعد تنتج غير لغة
” الآي آي “
حنانيك
يا كل قاتلة ملائكية
تهجر وليفها
في الهزيع الأخير
من الهيام
عذاباتي
صارت كافية جدا
ل قرع عشر دقات إضافية
إلي سيمفونية القدر
“تتا تا تا “
” تتا تا تا “
دعيني أولا أغسل
قدميك الصغيرتين
بماء الورد
.. النساء كلهن
في أودية المعيز والملح
يتقن إلى وضع أرجلهن
في إنائي الفخاري
سليهم
سلي بنات “الكات ووك”
لماذا يقطعن أيديهن
بالسكاكين الصدئة
في الدفيليهات العجائبية؟
كم واحدة منهن
تريد الحصول
علي مغفل جديد مثلي ؟
أنا الجرو الخارج للتو
من أكبر مخمصة
عاطفية في التاريخ
عندما طردوني
علقت شكاواي
على شباك الإمام الشافعي
.. استضحكته سذاجتي
ف أعطاني خمسة أوراد
طازجة و فسيلتين
من البلح البرحي
.. ثم أسكنني
قلب امرأة غزاوية ثكلى
لعلني أستعيد
جذوة روحي الشائخة
.. عندما استوقفتني
شرطة “دار الملاك”
ذات انفلات فوضوي ما
شكوت إلي البابا
ف اصطحبني
ك غلام يتيم
إلى سجن النساء
.. وأجلسني تحت أقدامهن
.. أعطاني كوزا من الماء
المصلى عليه
بالزعفران الأحمر
صاح .. اغسل أرجلهن
وابك على خطاياك
تنعتق ..
لم يكن لدي ما أقدمه
ك قربان حنيذ
سوي لحم
ينز نزا من دموعي
دعني أقبل عنك
أرجلهن يا سيدى
حتي تتساقط
غطرساتي
دفعة واحدة
من عليائها
.. السجينات الفضليات
الخائنات
يمكنهن الآن
الانتقام مني
بوسعهن ارتشاف
قهوتهن الصباحية
من حلقومي
و بمقدورهن
اختطاف السكاكر
من بؤبؤ عينيي
لا غضاضة عندي
في كل هذا
شريطة الفوز
بصك غفران
ممتد الصلاحية
استحلفك بالله يا أبتاه
أيما امرأة غررت بي
من قبل
لا تقبل توبتها بسهولة
ضع بعض خطاياي
في جرابها
.. واعطني
صولجانك القديم
كيما أقرع به
المرآوات الانكشاريات
في مستهل توبتي
ف الغوايات المستدامة
أيها السيد المبجل
حولت زمرة الرجال المغاوير
إلى أغوات
و غلمان
و الزمكانات كلها
تواطأت معهن
ف قل بربك
كيف سنصبح إذن
ربانيين
و توابين ؟!
ريتا الحكيم :
نص بديع ومختلف وهذا ما يميزه.
سمير زيدان:
“اعترافات عاشق في محكمة الغفران”
….
يتميز هذا النص بكثافة رمزيته وتدفقه الشعري النثري، الذي يجمع بين أسلوب الحداثة والاستلهام من التراث الأدبي والديني والفلسفي. إليك بعض الجوانب الإيجابية والتحديات التي يمكن ملاحظتها في النص:
جوانب إيجابية
- اللغة الشعرية المكثفة:
النص يفيض بصور شعرية مبتكرة ومجازات غير تقليدية، مثل:
“أنا الجرو الخارج للتو من أكبر مخمصة عاطفية في التاريخ”
“كم واحدة منهن تريد الحصول على مغفل جديد مثلي؟”
هذا الأسلوب يمنح النص جاذبية خاصة، ويجعله ممتلئًا بالحياة والدراما الداخلية. - المرجعيات الثقافية العميقة:
استدعاء شخصيات تاريخية وأدبية كأبي العلاء المعري وهوميروس والإمام الشافعي والبابا يضفي على النص بعدًا فلسفيًا ودينيًا وفكريًا واسعًا.
التناص مع التراث الأدبي والفني (الإلياذة، رسالة الغفران، سيمفونية القدر) يضفي عمقًا يجعل القارئ يعيد التفكير في المعاني المطروحة. - الصراع الداخلي العاطفي والوجودي:
هناك حالة من التمزق بين العشق والغواية، بين التوبة والتورط، بين السخرية من الذات والاستسلام لقدر الحب، كما يظهر في:
“الغوايات المستدامة أيها السيد المبجل حولت زمرة الرجال المغاوير إلى أغوات وغلمان”
هذا الصراع يعكس تجربة إنسانية مألوفة ولكن بطريقة مبتكرة. - التجريب اللغوي والأسلوبي:
استخدام تراكيب غير مألوفة مثل: “أودية المعيز والملح” و“الدفيليهات العجائبية” يخلق نوعًا من المفارقة بين الفصحى والمفردات الحديثة والتعبيرات السريالية.
النص مليء بالصور الدرامية التي تجسد مشاعر البطل بطريقة مسرحية تقريبًا، كما في مشهد السجينات وغسل الأقدام.
الملاحظات: - التكثيف الزائد والمراوحة بين الصور
رغم أن النص ممتع بأسلوبه الغني، إلا أن كثرة الصور المتلاحقة قد ترهق القارئ وتضعف تركيزه، خاصة عند الانتقال السريع بين موضوعات متعددة دون تدرج واضح.
الانتقال من حالة الهجر العاطفي إلى السجن والتوبة ثم إلى نقد المجتمع والزمان قد يحتاج إلى ترابط أقوى بين المحاور. - بعض الغموض في الطرح
بعض العبارات تحتمل أكثر من معنى، مما يجعل القارئ يتساءل عن المقصود تحديدًا، مثل:
“نساء أودية المعيز والملح” – هل هو وصف مجازي أم نقد اجتماعي؟
“الغوايات المستدامة حولت الرجال إلى أغوات وغلمان” – هل هو تلميح لقوة النساء أم نقد للتحولات الثقافية؟
القليل من التوضيح كان سيجعل الفكرة أكثر بروزًا دون أن يفقد النص شاعريته. - النهاية المفتوحة والتشتت في الخاتمة
على الرغم من أن الخاتمة تحمل نداءً صوفيًا للتوبة والغفران، إلا أنها تظل مفتوحة على تساؤلات غير محسومة، وكأنها تترك القارئ معلقًا دون رؤية واضحة لمصير البطل.
الخاتمة:
النص مغامرة إبداعية تحمل مزيجًا من السخرية والوجدانية والتأمل الفلسفي، ويستخدم لغة شعرية آسرة. لكنه قد يستفيد من بعض التخفيف في الصور المتلاحقة، وربط الأفكار بشكل أكثر تماسكًا. ينجح النص في طرح تساؤلات حول الحب، والندم، والتوبة، لكنه يترك القارئ أمام متاهة من الرموز التي قد تحتاج إلى قراءة ثانية لاستيعابها بالكامل.
التقييم العام:
✦✦✦✦☆ (4/5) – نص إبداعي ومتميز، مع حاجة إلى بعض التنظيم لزيادة وضوح الفكرة.
أحمد قنديل:
الحقيقة أنا أراه نصا نثريا مصنوعا لإيهام القارئ بروعةٍ مفتعلة ، فهو الى الافتعال أقرب منه إلى الإبداع .. مع احترامنا للشاعر جمال الشاعر الذي كنا نحبه أكثر في نصوصه القديمة.
أحمد قنديل
الأستاذ جمال الشاعر في هذا النص النثري يقدح زناد فكرته المختبئة داخله هو والتي لم أستطع الوصول إليها لعدم مقدرتي على استيعابها – وقد يكون ذلك راجعا لضعف في مخيلتي أنا – ولم يستطع هو كشفها للمتلقي عبر لغته وأسلوبه المخاتل والمنحاز إلى لغة هائمة على سلالم المصطلحات الموسيقية ليشعل نارا يظن أنها حقيقية , ولكنها لا ضوء فيها ولا حرارة حتى يلمسها الذين يشعرون ببرد الشعر , ناهيك عن فقدان عنصر الربط الفكري والوجداني اللذين من خلالهما يمكننا الحكم على ماهية النص … مرة أخرى أقول نحبه في منتجه القديم أكثر وليس ذلك تحيزا للقديم بقدر ما هو عدم قناعتي بحديثه على هذا الشكل .
الشاعر جميل العبدلاوي
نص لا يستحق القراءة فلا هو من الشعر ولا هو من النثر كلام مرصوص جنب بعضة لا تفهم جملة واحدة تعطى معني محدد، يذكرنى جمال الشاعر بيونس شلبى فى مسرحية مدرسة المشاغبين،طول المسرحية يونس شلبى مبيجمعش جملة مفيدة، طول النص جمال الشاعر ميجمعش معنى مفيد.
رؤيتى الفنية
الشعر هو الكلام الموزون المقفى، والشعر شكل ومضمون ، والشكل هو الوزن على البحور الشعرية والمضمون الشعرى هو خيال الشعر ولغته الشعرية الخاصة والمتفردة تصب في القالب الشعرى وهو البحر الشعري، تطور الشعر العربي من الشعر العمودي إلى الشعر التفعيلي، وهما الشعر الموزون على البحور الشعرية، وجاءت بعدهما قصيدة النثر كتيار شعرى ؟ لا يلتزم بالوزن الشعري او بالقافية، هذا باختصار عن رؤيتي للشعر.
ونص الاستاذ جمال الشاعر يقع تحت بند قصيدة النثر ، وقصيدة النثر تيار شعرى كبير له من الشعراء الكبار والرواد في الوطن العربي الكثير، وأنا كشاعر من جيل السبعينيات وصدر له عشرة دواوين من الشعر الموزون. ،والشعر الجديد لا اكتب قصيدة النثر واعتز بمن يكتبها كما كتبها الماغوط أو من جاء بعده في مجلة شعر البيروتية.
إذا طبقنا معايير الشعر على النص المذكور للأستاذ جمال الشاعر فلا ينطبق عليه معايير الشعر العمودي ولا الشعر التفعيلي، إذن تبقى قصيدة النثر، فهل يندرج هذا النص تحت شكل قصيدة النثر، أنا كشاعر اقول لا يندرج.
عزت الطيري
رغم انى شاعر بدأت عموديا وانتهيت تفعيليا، وكذلك الشاعر الكبير والإعلامي الكبير جمال الشاعر إلا أنه أفلح في هذا النص ان يكون شاعرا نثريا بجدارة، مدججا بلغته وثقافاته المتعددة .
سامي نفادي
هذه ليست قصيدة و هذا ليس شعرا ؛ هذه تهاويم و تخاريف و خزعبلات يتوهم فيها كاتبها أنه يكتب قصيدة نثر حداثية ؛
ثانيا جمال الشاعر حينما كان يكتب القصيدة العمودية ثم قصيدة التفعيلة كان شاعرا عاديا مقبولا و لكنوليس متميزا أو مبدعا كبيرا ؛ فيبدو لى أنه اتجه إلى هذه الخزعبلات ظنا منه أنه يحلق عاليا .
ليته استمر فى كتاباته السابقة و عمله الإعلامى المتميز .
ضاحي عبد السلام
الآن أمامك عشرين رأي منها أذواق ومنها أحكام نقدية.. عن نفسي أضعت نصف ساعة وسيجارتين، بلا طائل.
تغريد بومرعي
هذا النص يحمل طابعًا حداثيًا يمزج بين الأسطورة و التناص الديني والتاريخ
- النص يعاني من تشظي الموضوع وتشابك الأفكار دون رابط واضح يجمعها في نسيج متماسك، مما قد يُربك القارئ ويضعف التأثير العام
- الإفراط في الاستدعاءات الثقافية والتاريخية، رغم ثرائها، يجعل النص يميل إلى الإغراق في الرمزية على حساب العاطفة المباشرة.
-كذلك بعض الصور الشعرية تبدو متكلفة أو مغرقة في الغموض، مما قد يفقدها جزءًا من قوتها التعبيرية. - إيقاع النص، رغم تميزه، يعاني من تكرار بعض الصيغ بشكل قد يبدو مفتعلًا في بعض المواضع.
-التوتر بين السخرية والجدية يجعل الرسالة النهائية للقصيدة غير واضحة تماما، مما قد يقلل من تأثيرها العاطفي والذهني على المتلقي.
رأفت السنوسي
النص به الشعرية المطلوبة لنتفق حول تصنيفه كشعر، وبه من الأساليب الشعرية و الانزياحات اللغوية التركيبية والدلالية ما يجعلنا ننحاز لها كتجربة يمكن الوقوف عندها لتصنيفها الدقيق وهي قصيدة النثر، وما دمنا عبرنا من بوابة الشعر إلى غرفة قصيدة النثر فيجب أن نحدث تغييرا جذريا في آليات التلقي وانفتاح الذائقة على عتبات قرائية صالحة للتعامل مع قصيدة النثر، والجميل في قصيدة النثر أن ما يصلح لقراءة نص لا يصلح لقراءة نص نثري آخر، النصوص تخلق بياناتها الجمالية التي تتعالي على الكتابة الرتيبة إلى الكتابة الموقف ، وهنا يمتزج الجمال بالحياة والحيوية، وتنفتح الدهشة والمخيلة على دوائر الفكر، فلا لجدار عروضي نلجأ لنختبئ خلفه، ولا لغة تراثية تقيك من المطر، والقصيدة مطر مرعد وصاعق، كما أنها حالمة ودافئة.
لذا جاءت القصيدة موضوع النقاش
- لافتة في اللغة
- مازجة اليومي بالتراثي
-متصرفة في اللفظ الأجنبي الدخيل ليحتل مكانه المناسب في جملة متسقة مع أقرانها اتساقا تاما.
-وحاول الشاعر تشعير الصورة البيانية تشعيرا خفيفا باهتا كتكنيك شعري خاص بقصيدة النثر، فالصخب البياني البديع يجب طمسه لكي لا ينشغل القارئ بفتنته.
-وبقي لنا استراتيجية بناء النص لكي لا أطيل فقد اعتمد الشاعر بنية مراوغة استعرض فيها بعض الشي ثقافة طبقية بمفهومها الاجتماعي وثقافية بنسقها المعرفي اكسب القصيدة حداثة ظاهرية مقبولة رغم دلالتها الفاقعة وصعوبة تصريفها بميزان العربية الصرفي، ومن بناء النص انتقاله بين حالاته أو دفقاته الشعرية بمرونة ويسر يزيد من إحكام النص وحسن سبكه وفق مفهوم القدماء.
-ولا يؤخذ على النص
‘لا بعض جمله القريبة من لغة التفعيلة وتجاورها مع جملة قصيدة النثر فتختفي قليلا هارمونية وانسيابية النص وأربك القارئ.
-كما أن انقلاب الشاعر علي نصه دلاليا في نهاية النص، جعلني أشعر كمن يريد أن يوقف التداعي عند هذا الحد، وكما نعلم أن الخروج من النص يجب أن يكون مخططا له كما الانسحاب من المعركة.
أيمن صبري زنو ن:
النص لا يخضع لمعاير النقد الأدبي لفقدانه لمقومات العمل الأدبي المسمى شعراً فهو بالنسبة لي لا أراه إلا نثراً مشعورًا أو قل شعراً منثوراً كما قال شاعرنا علامة كلية دار العلوم عليه رحمة الله الدكتور والشاعر عبداللطيف عبدالحليم (أبو همام ) عن هذا النوع من الأدب إن جاز لنا أن نقول عنه أدباً .
هشام المنياوي
نص فني أدبي شديد التفرد!! يغريك بالتفكك بينما هو شديد الاتساق يطوف حول فكرة واحدة وهي كسرة العاشق أمام سطوة المحبوبة ، قد يشرق النص أو يغرب، لكنه ما يلبث يعود إلى عمود خيمته هذا الانكسار الذكوري أمام سطوة المحبوبة، هو نص حداثي بامتياز بسبك يشبه الترجمات اللاتينية لكنه مفعم بصور باهية للتناص مع الموروث العربي والعالمي بحضور هوميروس و المعري ، نص شديد التفرد كتفرد الرابسودية عن السييمفونية ، شديد الحداثة بحضور خزعبلات الذكاء الاصطناعي ومشية (الكات ووك) لكنه يعود لسجن النساء يغسل أقدامهن بماء الورد لتتساقط غطرساته أمام تلك السجينات الفضليات، وأي انكسار للعاشق أنكأ من ذلك ولو كان بماء الورد، نص لا يعبأ كثيرا برضا اللغويين حين جمع المرأة على المرٱوات أغلب الظن أنه تخيل في المرأة كل حسناء فخرج هذا اللفظ المتفرد، هذا نص متفرد يحدث جلبة وهذا حسبه!!
عمارة إبراهيم
. رؤيتي عن النص
لا شعر من دون موسيقي ولا موسيقا في نظم الشعر الموزون؛ بيد أن القصيدة الجديدة تمثل طرحا تقنيا مبنيا علي حداثة سردية واقع أحوالها؛ فتتولد موسيقاها غير المنضبطة بنظم الخليل، تتسق في مسار دوالها مع إيقاع أحوالها.
وهذا ما كتبت عليه القصيدة قديما قبل ولادة الفراهيدي وكان أيضا ارتجالها علي صوت إيقاع الضرب علي الأكف أو الأجسام الصلبة أو رقص الخيول، بسبب ضيق مساحات أحوال كتابتهم التي لم تخرج عن الذم والمدح والتباهي وقد استبدلت القصيدة الجديدة ” التثر” هذه الأغراض التي بنيت عليها القصيدة قبل ولادة الفراهيدي بأزمنة ليست قليلة ولا تزال شعريتها باقية في منجز امرئ القيس وعنترة وغيرهما، حتي أن الشعراء القلائل المعاصرين الذين تميزت شعريتهم لم يتجاوزوا شعراء ما قبل الفراهيدي الا من شوقي ،حافظ، البارودي، محمود حسن إسماعيل ،وبعدها توقفت الكتابة الشعرية عن المستجد الا من قليل القليل مثل شعرية أحمد غراب،العباسة محمود حسن وغيرهما القليل جدا.
فالكتابة الجديدة تبني من واقع سردية الحدث عبر حركية الأفعال في اتساق الأحوال المتسعة في قضايا الإنسان وفضاءات حضور بيئتها وثقافاتها داخلها واتساع قاموسها.
كما أن الشعرية لم تبن دستور عملها من الوزن الخليلي، بل يكون دستور عملها الوجدان، الموهبة،الثقافة،احترافية العمل لإنتاج نص مختلف يمثل عصره وتطور حياة البشر الذين يصنعونه عبر تشبع الشعراء بقضاياهم وليس بحفظ تفعيلة بحر ينظم عليها كلام مقفي يفقد الروح والحركة.
وأحزن بشدة عندما أجد ناقدا، شاعرا، أكاديميا يوصم الكتابة الشعرية الجديدة (الشعر الحر ) بالنثر، وأحزن أكثر عندما أجد المتلقي غير المحايد لا يملك إجادة قراءة النص الشعري الحر لأن لا وقت لديه وربما عند الكثير لا يملكون ثقافة وعلوم حضوره، لأنهم ببساطة لم يمنحوا أنفسهم الوقت اللازم للخوض في بساتينها.
قصيدة ” إنهن” للشاعر المجدد دكتور جمال الشاعر تنتمي إلي الشعر الحر ،وقد امتلكت فضاءات ثقافتها وإيقاعها الذي أدي ضروراته الجمالية عبر دفقة حركية أفعال أحوال النص وتماوج هذه الحركية بتناص الموروث ولغة الأساطير في استدعاءات النص لها واتحادها في بنية سردية لم توقفها فاصلة، بل تضيف لها من جماليات العمل.
المرأة وهي تمثل أسطورة إنسانية تتوازي مع الرجل الإنسان الأسطوري في بعدها الجمالي في القصيدة وهي تمثل ركيزة أساسية في بناء جمالية النص.تعددت تقنية سردية النص حيث بدأ الشاعر من واقع استلهام شعريته من مصطلح الرابسودية وهي تمثل” قطعة موسيقي أحادية الحركة تتميز بالهيكل العرضي والمتكامل، تتدفق بحرية المزاج”، وربما كان هنا المأخذ الغني عند البعض هنا بدأ الشاعر وكأنه يستحضر ذهنيته لتتصدر دفقة الكتابة؛ فأوحت ما أوحت من تدخل ذهنيته.
يبدأ النص حضوره الحالي من أول هذا السطر الشعري الذي استوحته الكتابة من ما سبق توثيقه جماليا عبر بداية النص من
“و لكن المايسترو الذي يقبع في داخلي
جاهز لاستدعاء
أي أوركسترا فيلهارموني
سوف أترك السوليست
أبا العلاء المعري
والتينور هوميروس
يلعبان
من أجل تدشين
إلياذة رقمية جديدة
ورسالة غفران حداثية”
ليربط الشاعر بين استلهام الحضور الأنثوي بحضوره الإنساني الطاغي والذي يربك أحوال الرجل وربطه بالرابسودية وكأنها قطعة موسيقي يستدعيها المزاج بحريته مثل القصيدة؛ حتى أنني ربطت محور المرأة هنا بمنتجها الجمالي الذي تمثله القصيدة.
ويؤكد الشاعر في سياق عمله الشعري هذا التأويل الذي لم ابتدعه، بل كل أركان الاستدعاءات من تناص هنا صب عذوبة مياهه عبر هذا التأمل القرائي الذي وضعت قلمي عليه.
تتعدد مشاهد شعرية النص عبر تقنية السرد الشعري الذي لم يقف عند لغة شعرية قتلها الشعر العربي حضورا ونسخا وتقليدا، بل كانت لغة الشاعر التي تنوعت بين الأعجمي والعامي والفصيح المستجد وعبر تشكيل، كانت البساطة الممتعة ذات التوظيف بالغ الدقة والجمال وقد منحت إيقاعا لم يخرج عن تون أحوال النص من أول بنية مشحون الدفقة الشعرية التي مثلت محور رئاسة موضوع الكتابة المرأة وحالة التفوق المادي الحياتي علي الرجل وما استشهد به الشاعر من تناصات الموروثات التي تعاتقت مع مشحونه الشاعر وحتي نهاية النص الذي أبهرني به شاعره .
قصيدة “إنهن” للشاعر/ جمال الشاعر
مقالة نقدية بقلم الدكتور/ محمود كامل (أكاديمية الفنون)
هذا النص الشعري المنشور على صفحة الشاعر الجميل جمال الشاعر ينتمي إلى تيار الحداثة الشعرية حيث تتقاطع فيه الأصوات وتتشابك المرجعيات الثقافية في بنية تفيض بالدلالات العميقة وتعكس أزمة الذات في عالم تتآكل فيه الحدود بين الماضي والمستقبل وبين الإنسان والآلة وبين الروح والمادة. واسمحوا لي بأن أتجرأ على هذا النص الشعري الجميل وأن أسلط عليه الضوء من عدة زوايا.
من حيث البناء والمضمون يطرح النص أسئلة وجودية متشابكة وينسج عالما محملا بالإحالات الثقافية المتعددة حيث يستدعي شخصيات تاريخية وأدبية مثل أبي العلاء المعري وهوميروس ويقارن بين ملحمتي “الإلياذة” و”رسالة الغفران” ولكن في سياق “رقمي” ما يشير إلى محاولة تحديث هذه الملاحم عبر عدسة التكنولوجيا الحديثة وخاصة الذكاء الاصطناعي. ويعكس هذا المزج بين الماضي والحاضر حالة من التمزق والتناقض بين الحنين إلى التراث وبين الشعور بالعجز أمام التقدم التكنولوجي اللاهث.
وفي السياق العاطفي تتجلى في القصيدة مأساة الحب والخيانة والهزيمة العاطفية حيث يبرز الشاعر جمال صورة الذات الجريحة التي تعرضت “لأكبر مخمصة عاطفية في التاريخ” لكنه يعيد تدوير هذه المعاناة عبر رمزية دينية وصوفية؛ فنجد حضورا لمفاهيم التطهير والتوبة والغفران سواء من خلال غسل الأقدام بماء الورد أم عبر استحضار شخصيات دينية مثل الإمام الشافعي والبابا ما يضفي على النص بعدا طقوسيا تطهيريا.
هذا ما يخص بناء القصيدة وموضوعها، أما من زاوية اللغة والأسلوب فنجد الإعلامي القدير يستخدم لغة متوترة تجمع بين الفخامة الكلاسيكية والمفردات الحديثة؛ فنجد ألفاظا مثل “رابسودية” و”تينور” و”كات ووك” و”الإيه آي”و”المرآوات الانكشاريات” إلى جنب تراكيب قرآنية ودينية مثل “استحلفك بالله” و”اغسل أرجلهن” و”صك غفران” ما يخلق مفارقة جمالية بين المقدس والمدنس وبين التراثي والحداثي.
كما يعتمد النص على الإيقاع الداخلي وتكرار العبارات (“تتا تا تا”) في إشارة إلى سيمفونية القدر لبيتهوفن ما يضفي على القصيدة بعدا موسيقيا يعزز حالة التوتر النفسي الذي تعيشه الذات الشاعرة.
هذا ما يخص اللغة والأسلوب، أما فيما يتعلق بالرمزية والتناص فنجد قصيدة “إنهن” للدكتور جمال الشاعر مشبعة بالرموز والإحالات الثقافية المتعددة فنجده يذكر أبو العلاء المعري وهوميروس حيث إن استحضارهما يشير إلى جدلية العمى والبصيرة؛ فهما رمزان للشاعر الحكيم الذي يرى الحقيقة رغم فقدان البصر. ونراه كذلك يذكر دار الملاك وسجن النساء وهما رمزية العبودية والخضوع والتكفير عن الذنوب عبر الطقوس القهرية. ونجد في النص الشعري كذلكم الإمام الشافعي والبابا اللذين يمثلان بعدي التوبة والغفران في سياق يحمل مفارقة ساخرة حيث يصبح الحب ذاته خطيئة تستوجب الغفران. الذكاء الاصطناعي (الإيه آي) يشير إلى التحولات الرقمية التي تلقي بظلالها على المشاعر الإنسانية، حيث يتم تفريغ العواطف من عمقها الحقيقي لتتحول إلى بيانات وخوارزميات.
وأما فيما يخص البنية الدرامية والتوتر العاطفي فإن القصيدة تتخذ طابعا دراميا متصاعدا، حيث تبدأ بمحاولة استدعاء الأوركسترا الداخلية، ثم تتفاقم الأزمة العاطفية إلى حد الرغبة في التطهير والاعتراف بالخطيئة، وصولا إلى مشهد استجداء المغفرة. وهناك تصعيد تدريجي من المعاناة الشخصية إلى أبعاد وجودية ودينية واجتماعية ما يعكس روح التمرد والاغتراب التي تسكن الذات الشاعرة.
وإذا ما أردنا تأويلا عاما للقصيدة فإنه يمكن قراءة القصيدة كصرخة وجودية لإنسان معاصر يعيش اغترابا روحيا في عالم مادي بارد، حيث تتحول العواطف إلى صفقات، وتختزل التجارب الإنسانية في معادلات رقمية، وحيث يجد الشاعر نفسه عاجزا عن استعادة جوهر الحب في عالم تسيطر عليه “الغوايات المستدامة”. إنها قصيدة التناقضات الكبرى بين العشق والخطيئة وبين القوة والانكسار وبين الماضي والحاضر وبين الإنسان والآلة.
وفي الختام فإني أعتبر هذه القصيدة للشاعر المفوه جمال الشاعر مغامرة شعرية تنتمي إلى الحداثة بكل تجلياتها، سواء من حيث الشكل أو المحتوى، حيث يمتزج التناص بالمفارقة، ويستدعى التراث في سياق رقمي ويصبح الحب طقسا للتطهير والتكفير بينما يتمرد الشاعر على المألوف محاولا خلق لغة جديدة تجسد مآسي الذات في عالم فقد بوصلته الروحية.
كمال يونس
أخفق تماما ا.جمال الشاعر ، وهو الذي ألفناه بليغا قد عقد لسانه أفكار عمله متناثرة ملآى بالألفاظ والمصطلحات فباعدت بين قارئها وتذوقها ،إلا لو كتب في بدايتها أنها مكتوبة للنخبة وحفريات المنصات التي تأبى أن تغادر المشهد الأدبي ،حتى السكين الصدئة فقدت معناها ومغزاها وتناصها ،ليس الذي كتب هذا الغالي ا.جمال الشاعر
معوض حلمي
روووووعه وإبدااااااااع بمعانيها السامية أستاذنا ونبراسنا وملهمنا الغالي
عبير العيسوي
نص مرتبك غير اصيل،مسافر دونما مراعاة لفروق التوقيت،استعاره الشاعر من أخيه الأصغر بعشرين سنة على الأقل دون أن يضع أية بصمة لمفردات وثقافة جيله،و دونما حاجة موضوعية لهذه الاستعارة،فتأرجح النص مابين الحداثة والركاكة وقد اختلط عليه التخريب من التجريب.