في زمنٍ غطتني الوحدة فيها بعباءتها ، وجدتُ نفسي أنقش اسمي بين تفاصيلك… في أعماقك، حيث إيقاعك المجنون يلوح في الأفق . كنتُ أطلُّ من نوافذ الصبر، تلك النوافذ التي تطل على أحلام مؤجلة… أحلام تكاد تختنق تحت وطأة العواصف التي احملها . الصبر لم يكن عاديًّا، بل كان متخمًا بالانتظار، كبحرٍ هائجِ من التوقعات
لكن الليل…
يا له من ليلٍ هادئ ! كان يعوي بصمتٍ ، النجوم والضوء يعزفان معًا موسيقى طرية، في محاولة لتهدئة الروح المتعبة. تلك الموسيقى الليلية تجعل الأحلام ترقص، أحلامًا مشدودة الخصر، كأنها فتياتٌ يرقصن في حفلٍ خيالي ، وسط هذا المشهد، هناك نجمة صغيرة كانت تسكن أعلى جبل ترسل أملًا، ان هناك فجرا قادما. تلك النجمة، كأنها حارسة للضوء، تجلب معها دفئا جديداً.
ها قد أشرق الفجر أخيرًا، وجدتُ نفسي معها في دفءٍ لم أعهده من قبل… كنا نشرب الليل كأسا من السكون، نحتسي هدوءاً طال انتظاره. كان يحمل وعدا جديدا، وعدًا بأن الصبر لن يذهب سدى.
