اسمحوا لي أن أبدأ هذا المقال بتوجيه سؤال محدد أطالبكم جميعا بالإجابة عنه لاسيما أننا كلنا معايشون الأحداث التي انبثق عنها الجمع والذين يتعاملون مع بعضهم البعض بتقدير واحترام بالغين.
السؤال يقول: هل تختلف عمليات العدوان ضد فلسطينيي غزة والضفة الغربية عما حدث ويحدث في الساحل السوري منذ عدة أيام فقط؟
أنا شخصيا أقول إن العنف عنف وإشعال النار لابد وأن يستمر طالما خفتت أصوات الحق والعدل والخير وحل محلها تهديدات وأعمال العنف والعنف المضاد وانصرف الجميع إلى تصفية الخلافات التي طالما تمنى السوريون أو المقربون منهم اختفاءها من فوق منصات الأمل والتفاؤل والتي لم يقدر لها أن تترسخ قواعدها أو أن تظل صامدة.. ومتأهبة للعودة على كل من يصرون على تحويل الشرق الأوسط إلى غنائم يتقاسمونها.
***
إن ما حدث ويحدث في منطقة الساحل السوري جرائم يندى لها الجبين ،إذ يعني إيه أن تقطع الرؤوس ويطوف بها ولدان النظام الجديد الشوارع والحواري وسط أهازيج النصر وأناشيد إسقاط نظام الأسد؟!
أبدا.. أبدا ليس هذا انتصارا ولا يعكس أية صورة من صور التعافي الذي يفترض فيه حياة الأسير ومنع إجراءات القتل بشتى السبل والوسائل.
وقد يقول من يقول إن الحكام الجدد لهم سماتهم التي تحكمهم سواء قبل الانتصار على النظام السابق أو بعد هذا الانتصار الذي لابد وأن يخفي وراء مظاهره كثيرا من الأبعاد والأسرار والخطايا التي لم تظهر للعيان حتى أمس.
على الجانب المقابل يجب أن يعي ورثة نظام الأسد وأعوانه وأصهاره ومريدوه ومنتفعوه أنه يجب أن يعترفوا بينهم وبين أنفسهم بأن النظام الذي تهاوى بين طرفة عين وانتباهتها كان يتمتع بكراهية شديدة لا مثيل لها.
ومع ذلك فإن تعرضهم لعمليات الإعدام الجماعي سوف يظل سُبة في جبين الحكام الجدد الذين سوف تطاردهم سمعتهم حتى أقصى فترة زمنية طويلة.
***
في النهاية تبقى كلمة:
لقد أثبتت كافة التجارب الإنسانية أن الوصول إلى الصعب يحتاج مقومات وإمكانات وملكات لا يحتاجها من يضع السهل داخل دائرة اهتمامه وبالتالي نرجو ونرجو ونتمنى أن تعود الأفكار المجنونة إلى العقول السوية والتي تبغي الخير بما ينطوي عليه من تعمير وبناء وتجديد لا تدمير أو نسف أو إشعال نيران قد تظل تحرق ضحاياها حتى يوم الدين.
***
و..و..شكرا