انتشار الشائعات يعني العمل الممنهج تجاه تكريس حالة الخوف، والقلق، والرعب، في قلوب من توجه لهم، وهذا سلاح الآثمين، وأصحاب المآرب، والأجندات الذين يتبنون غايات غير حميدة حيال أوطان مستقرة، وشعوب آمنة، لها رؤيتها، ومخططاتها، تسعى من خلالهما إلى إحداث نهضتها، واستكمال إعمارها.
حالة العبث، والتضليل التي تنطلق من شائعات مغرضة تبثها أبواب ممولة، تستهدف تشويه الرأي العام المصري، ليس فقط، بل تحمل رسائل مزيفة، تقوم على منهجية غير منضبطة؛ حيث حالة التناقض، والتضارب التي تحملها تلك الشائعات، كما أن هناك تناغم وتنسيق بين شتى المنابر الإعلامية ومنصات الكتائب سواءً في المحتوى المزيف، أم طريقة التناول، أم العرض، وهذا يؤكد خبث النوايا، وضعف الحيلة.
الوعي الصحيح ينبري عن موثوقية المصادر التي يتم الرجوع إليها في كافة ما نتلقاه من معلومات تتصل بشئون بلادنا المجيدة، التي تسعى قيادتها السياسية، ومؤسساتها الوطنية على الدوام إلى استكمال مسار نهضة مستحقة، تستهدف توفير الحياة الكريمة، وتوفر مقومات جودة الحياة لهذا الشعب الكريم؛ ومن ثم كان لبناء الإنسان المصري الاهتمام البالغ من قِبل القائمين على إدارة شئون البلاد، والعباد.
نهيب بشعبنا العظيم، وأصحاب العقول الرشيدة أن نلتف جميعًا خلف هذا الوطن العظيم، وقائده الأمين، ومؤسساته الوطنية؛ من أجل أن نحقق غايته، ونرتقي به؛ كي تصبح بلادنا في مكانتها المستحقة، وفقًا لتاريخها المشرف، وحضارتها الغائرة، وجغرافيتها المتفردة؛ فمن يستهدفنا بشائعات كاذبة نرد له كيده في نحره، ولا نعبأ بمن يدعون الوطنية، وهم عنها ببعيد؛ ومن ثم تصبح مرجعينا في تعاطي الأخبار من مصادر موثوقة تابعة للدولة، وإعلامها الرسمي.
شائعات المغرضون، تستهدف تقويض نهضة وطننا الغالي؛ كي يقع المواطن في براثن التشكيك، ويصيبه الإحباط عبر تلقيه المزيد من الأخبار المغلوطة، بل تستهدف أيضًا زعزعة الاستقرار، وإضعاف الثقة بين جموع الشعب، ومؤسساته، وقيادته، وهذا ما يؤكد الفكر البالي لأصحاب الأجندات المغرضة؛ إذ تعتمد فلسفتهم الخبيثة على ماهية الاستقطاب المجتمعي؛ مما يؤدي إلى خلق حالة من الخلاف، والنزاع، والدخول في نفق مظلم قد يطيح بمقدرات هذا البلد الكبير.
إثارة البلبلة عبر المنابر الممولة، والكتائب المجيَّشة؛ لن ينال من عزيمة، وإرادة هذا الشعب العظيم، وقيادته السياسية الرشيدة، ولن يثنينا عن نهضة مستحقة، قد بات طريقها جليٌّ في قلوب، وأذهان شباب الأمة المصرية؛ حيث إن ثقتنا في مؤسساتنا الوطنية ثقة مطلقة، وإيماننا بماهية المواطنة، والهوية إيمان عميق، ولدينا قوة، وإرادة لا تلين تجاه تحقيق غايات الوطن، ونعاهد الله في علاه أن تظل بلادنا على قلب رجل واحد.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر