نعيش اليوم الذكرى الـ 77 للنكبة الفلسطينية في ظل أجواء نكبة كبرى جديدة مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية ضد أهالي غزة. ان النكبة الفلسطينية ليست مجرد ذكرى يحييها الشعب الفلسطيني أو حدثا عابرا بل تشكل حدثا تاريخيا لقضية وطن مسلوب وشعب مشرد يخوض نضاله المشروع من اجل استرداد حقوقه التي اغتصبت منه عام 1948 م.
ان مشروع التهجير الذي طرحه ترامب وحليفه نتنياهو قد فشل وهذا يؤكد ان صمود الفلسطينيين قادر على افشال الكثير من المشاريع التي يراد تمريرها كما ان أي سيناريو يتم فرضه بالقوة على الفلسطينيين لا يمكن ان يمر بسهوله في ظل مقاومة إسلامية شرسة تجاهد من اجل استعادة الأرض المحتلة.
منذ بداية عملية طوفان الأقصى والعدو الصهيوني لديه خوف وقلق من تكرار طوفان الأقصى لذلك يسعى العدو الصهيوني وبعض الدول العربية بكل الوسائل لابعاد الشعب الفلسطيني بأكمله وتهجيره خارج فلسطين المحتلة وأكثر ما يخيف العدو الصهيوني هو تفكيرهم في خطط الانفاق والتي كان بها الاف من افراد المقاومة بمعداتهم واسلحتهم ومركباتهم حياة كاملة تحت الأرض مخازن أسلحة , طائرات مسيره , مصانع ومئات الاسرى الإسرائيليين , عجزت عن الوصول لهم بكل امكانياتها وامكانيات حلفائها حاولت إسرائيل تدمير هذه الانفاق وفشلت . الامر الذى يعنى ان هناك عشرات الكيلو مترات من الانفاق تحت الأرض وهو مجهود كبير سوف يقف امامه علماء العالم في الهندسة لإستيعاب التخطيط وطرق التنفيذ فشبكة الانفاق تثير القلق العدو الصهيوني .
لن ينسى الفلسطينيون ان ترامب هو من شرعن الاحتلال أكثر مما فعله أي رئيس أمريكي قبله: اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، شرعن المستوطنات، قطع تمويل الاونروا. وامداد العدو الصهيوني بأحدث الأسلحة لإبادة اهل غزة ودعم صفقة القرن التي كانت تجهز فعليا على حلم الدولة الفلسطينية.
رغم كل شيء تبقى غزة ايقونة الصمود على مدى 17 عاما من الحصار الجائر والقهر المستمر مع بناء جدار الفصل العنصري الذي يمتد لأكثر من 700 كيلومتر وسياسيات التمييز التي تحد من حرية الحركة وتضغط على حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث يستمر العدوان الصهيوني الوحشي لأكثر من ٥٨٥ يوما في مشاهد تعيد للأذهان المجازر الدموية التي شهدها الفلسطينيون منذ بداية النكبة، لم ترفع غزة الراية البيضاء بل قدمت التضحيات تلو التضحيات وأثبتت ان الشعوب لا تهزم متى امتلكت الإرادة.. في كل عدوان يسقط الاف الشهداء وتدمر البنية التحتية وتنقطع المياه والكهرباء ولكن الحياة تعود واهل غزة لا يقاتلون من اجل ارضهم فقط بل عن كرامة امة بأكملها .
المحامى – مدير احد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا
