سفير السلطنة: سـیظل الـبلدان یـعملان عـلى تـعمیق الـثقة الـمتبادلـة وتـعزیـز الـتعاون الـعملي وتـوسـیع الـتواصـل الإنـسانـي
سالم الجهوري: استطاعت عمان والصين أن تقتربا أكثر من ذي قبل إدراكا منهما أن الأمم لابد أن تتكاتف في كل المجالات التي تخدم البشرية
تيان يوي هونج: ملتقى الصحافة العماني الصيني يأتي تكريسا لمسيرة الصداقة بين البلدين في كافة المجالات ومن بينها المجال الإعلامي
وانغ شياو: نقل اللبان والذي يعتبر منتجا خاصا بعُمان إلى الصين على الأقل في القرن الخامس قبل الميلاد
الاخبارية – وكالات
انطلقت اليوم في العاصمة الصينية بكين ملتقى الصحافة العماني الصيني، وذلك بتنظيم جمعية الصحفيين العمانية بالتعاون مع سفارة سلطنة عمان في بيكين، بحضور عدد من المعنيين من كلا الجانبين وعلى رأسهم سعادة الشيخ الدكتور عبدالله بن صالح السعدي سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية الصين، وقد بدأ الحضور بالتجول في معرض الصور المصاحب “ملامح من عمان” من تقديم لجنة التصوير الضوئي بجمعية الصحفيين العمانية، واستمع الحضور إلى شرح واف حول الصور قدمه المصور عمر الزدجالي عضو جمعية الصحفيين.
وانطلق الملتقى بكلمة سعادة الشيخ سفير السلطنة قال فيها: “تـشكل الـعلاقـات الـعمانـیة ـ الـصینیة واحـدة مـن أبـرز عـلاقـات الـتعاون الـمثالـیة بـین الـدول نـظرا لـتوفـر الـعدیـد مـن الـمقومـات المشـتركـة بـین الـبلدیـن مـن بـینھا الـعلاقـات الـتاریـخیة والـحضاریـة والـدبـلومـاسـیة والسـیاسـیة والـثقافـیة، ویـأتـي الـتطور والـنمو فـي الـعلاقـات الاقـتصادیـة لـیثبت الـثقة الـمتبادلـة الـتي تـتمتع بـھا تـلك الـعلاقـات بـین الـبلدیـن الصدیقین، إن مـلتقى الـصحافـة الـعمانـي الـصیني الـذي تـنظمه جـمعیة الـصحفیین الـعمانـیة بـالـتعاون مـع سـفارة سـلطنة عـمان فـي بـكین یـأتـي فـي إطـار الاھـتمام الـذي تـبذلـه مـؤسـسات الـدولـة الـمختلفة الـحكومـیة والـخاصـة، وكـذلـك مـؤسـسات الـمجتمع الـمدنـي فـي سـلطنة عـمان لـتعزیـز عـلاقـات الـتعاون الـثنائـي فـي مـساراتـه الـمتعددة وتـطویـره إلـى آفـاق أرحب، كـما یـأتـي فـي إطـار الحـرص المشـترك عـلى تـفعیل مـبادئ الشـراكـة الاسـتراتـیجیة الـتي أعـلن عـنھا قـائـدا الـبلدیـن فـي شھـر مـایـو عـام 2018 بـمناسـبة مـرور 40 عـامـا عـلى إقـامـة الـعلاقـات الـدبـلومـاسـیة بـین الـبلدیـن الـصدیـقین، وكـذلـك تـفعیلا لـمواد مـذكـرة الـتفاھـم الـتعاون فـي إطـار الحـزام الاقـتصادي لـطرق الحـریـر ومـبادرة طـریـق الحـریـر البحـري لـلقرن الـحادي والعشـریـن، الـتي وقـعھا الـبلدان فـي شھـر یـونـیو مـن عـام 2018، وسـیظل الـبلدان یـعملان عـلى تـعمیق الـثقة الـمتبادلـة وتـعزیـز الـتعاون الـعملي وتـوسـیع الـتواصـل الإنـسانـي وصـولا إلـى الأھـداف الـمبتغاة وھـي الارتـقاء بـعلاقـات التعاون في مجالاته المختلفة الى مستقبل أفضل”.
وأضاف سعادته: “إنـه لـمن حـسن الـطالـع أن یـنعقد ھـذا الـملتقى فـي أجـواء مـفعمة بـالـفرح والـسعادة غـداة الاحـتفال بـالـذكـرى السـبعین لـتأسـیس جـمھوریـة الـصین الـشعبیة، ویسـرنـي بھـذه الـمناسـبة أن أتـقدم إلـى الأمـة الـصینیة قـیادة وشـعباـ بـأجـمل الـتھانـي مـتمنیا لـلشعب الصیني الصدیق مستقبلا مفعما بالتنمیة والازدھار، وإن ھـذه الـندوة الـتي یـشارك فـي جـلساتـھا نـخبة مـن الأسـاتـذة والمھـتمین بـالـعلاقـات الـعمانـیة الـصینیة مـن الـجانـبین تھـدف إلـى إيجاد قـنوات تـواصـل وتـعاون مشـترك بـین جـمعیة الـصحفیین الـعمانـیة ونـظیرتـھا فـي جـمھوریـة الـصین الـشعبیة، وكـذلـك لـلاسـتفادة مـن الـخبرات والـتجارب الـثریـة الـمتبادلـة لـلصحفیین الـصینیین والـعمانـیین، كـما تُـعد فــرصــة للمھــتمین لــلإطــلاع عــلى الــعدیــد مــن الــجوانــب والــتطورات فــي الــمجال الإعـلامـي فـي كـلا الـبلدیـن ونـحن نـتطلع بـثقة إلـى أن تخـرج ھـذه الـندوة بـنتائـج مـثمرة تخدم التعاون بین الجانبین”.
رصيد العلاقات
وبدوره ألقى نائب رئيس جمعية الصحفيين العمانية الأستاذ سالم بن حمد الجهوري رئيس وفد الجمعية الزائر للصين، ألقى كلمة، جاء فيها: “قرابة 2000 عام يتجلى فيه رصيد حافل من العلاقات العمانية الصينية، التي تجذرت رواسخ لها بين البلدين في وقت شهد فيه التواصل بين الأمم معجزة كبيرة، إما برًا أو بحراً أو كلاهما محفوفان بنسب مخاطر عالية، كانت عمان والصين رائدتين في بناء الحضارة الانسانية وتسهمان بفاعلية في توثيق عرى التعاون والصداقة ونشر السلام والأمن، ولعل الزيارة التاريخية للوفد العماني في تلك الفترة برئاسة عبدالله العماني إلى امبراطور الصين ومشاهد الصواري التي يممت كانتون ناشرة أشرعة السلام وناخرة عباب أعالي البحار، واحدة من تلك المحطات المضيئة في ذلك التاريخ الناصع بين الدولتين والذي ترك اسهامات ملهمة للأجيال تواصلت بنفس النسق والاهتمام البالغ حتى تتويج الشراكة الاستراتيجية بين البلدين مؤخراً”.
وتابع: “تقف عمان والصين اليوم كبلدين فاعلين في السياسة الدولية، مستندتان إلى ذلك التاريخ الطويل، بدءا من طريق الحرير إلى الحزام والطريق يثبتان للعالم أن الأمم لا تجمعهما المصالح فقط، بل ما هو أثمن من ذلك، وهي القيم والمبادئ والإرث الممتد في كلا الامبراطوريتين اللتان بزغتا في شرق المعمورة، واللتان لا زالتا تسهمان في الحضارة الانسانية وتنيران دروب الأمل وترسخان مفهوم الشراكات والتعاون”.
واسترسل الجهوري قائلا: “استطاعت عمان والصين أن تقتربا أكثر من ذي قبل إدراكا منهما أن الأمم لابد أن تتكاتف في كل المجالات التي تخدم البشرية وتوفر لها المزيد من الرخاء والأمن والاستقرار اللذين يحفزان العقل البشري للإبداع وتطوير القدرات والمهارات للشعوب التي يمكنها أن تساهم في المزيد من العلم والمعرفة التي يحتاجها الانسان في كل مرحلة من مراحل التاريخ الانساني الذي يحقق قفزات متتالية في الابداع والتطوير، ويأتي تنظيم لملتقى الصحافة العماني الصيني في العاصمة الصينية بكين واحدة من المحطات التي تنفذها الجمعية في عدد من دول العالم، واختيار بكين يأتي تقديرا لتلك العلاقات المتوارثة بين أجيال البلدين وتعزيزاً لكل الجهود الدافعة والداعمة لمزيد من التقارب الذي مر بمراحل عبر التاريخ ، من خلال معرض الصور الضوئية ، والندوة التي سوف تتناول محاورها ركائز تلك العلاقات المتوازنة والمتواصلة”.
مسيرة الصداقة
ومن جانبه ألقى سعادة “تيان يوي هونج” الأمين العام للجنة الحزب باتحاد الصحفيين الصينيين كلمة أشار فيها إلى أن وقت الملتقى يعتبر سانحا جدا، حيث يقام في الوقت الذي تعيش فيه الصين احتفالات بمناسبة الذكرى السبعين على قيام جمهورية الصين الشعبية، مؤكدا بان ملتقى الصحافة العماني الصيني يأتي تكريسا لمسيرة الصداقة بين البلدين في كافة المجالات ومن بينها المجال الإعلامي، وقد تقدم بخالص التهاني لكافة الإعلاميين العمانيين والصينيين بافتتاح الملتقى.
وقد سرد في حديثه أبرز العلاقات المشتركة بين البلدين والتي امتدت لمئات السنين دون انقطاع، ومن ابرز تلك الاحداث التاريخية انطلاق سفينة صحار من السلطنة إلى الصين في عام 1980، والتجارية بين البلدين والتي أصبحت بصمة ثابتة ورمز للتعاون ودليل تاريخي ثابت، حيث اشتهرت السلطنة بتصدير اللبان والصين بتصدير الحرير، وأشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين شهدت تطورات مع مرور السنين، ومنها توقيع السلطنة على مبادرة “الحزام والطريق” التي تساهم في تعزيز التبادل التجاري مع الصين والعالم.
وأشار في سياق حديثه أن الكثير من الزيارات بين المسؤولين الإعلاميين من البلدين شهدتها السنوات الماضية، منها زيارة الدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس تحرير وكالة الانباء العمانية رئيس جمعية الصحفيين العمانية للصين في عام واحد 3 مرات، وقدمت له دعوتين في عام واحد كذلك، مؤكدا أن ذلك دليل حرص من الصين على أهيمة تعزيز التعاون في المجالات الإعلامية بين البلدين الامر الذي يؤدي إلى تهيئة صداقة بين الشعبين.
أهيمة الملتقى
ويهدف الملتقى إلى التأكيد على أهمية الشراكة العمانية الصينية، والتقريب بين الصحافة العمانية والصينية من خلال الوقوف على التجربتين، والعمل على تطوير التعاون الاقتصادي والسياحي بين البلدين، وتعزيز فرص الاستثمار بينهما، إلى جانب إبراز الإعلام العماني ودوره في تعزيز العلاقات العمانية الصينية.
9 أوراق عمل
تضمن الملتقى 9 أوراق عمل، مقسمة على ثلاث جلسات، بواقع 3 أوراق عمل في كل جلسة.
الجلسة الأولى حملت عنوان “تاريخ العلاقات العمانية الصينية”، والقى فيها كل من الدكتور محمد بن حمد الشعيلي، كاديمي وباحث في التاريخ العماني، والأستاذ حمود بن حمد الغيلاني خبير دراسات تاريخية بوزارة التراث والثقافة، والدكتور “وانج شياو فو” أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيكين، وعقبت أوراق أعمالهم جلسة نقاشية أدارها الإعلامي يوسف بن عبدالكريم الهوتي رئيس لجنة الحريات والعلاقات الدولية بجمعية الصحفيين العمانية.
وتضمنت الجلسة عدة محاور منها الرحلات البحرية من الموانئ العمانية إلى الموانئ الصينية، والطرق البحرية التي سلكتها السفن العمانية في رحلات إبحارها إلى الموانئ الصينية، والصادرات والواردات العمانية والصينية، وغيرها من المحاور التي تناولت الجانب التاريخي بين البلدين.
وبشيء من التفصيل حول ورقة الدكتور “وانج شيار فو” والتي حملت عنوان “مسار جديد في تاريخ العلاقات العمانية الصينية القديمة”، فقد تطرق إلى عدة نتائج منها أنه تم نقل اللبان والذي يعتبر منتجا خاصا بعُمان إلى الصين على الأقل في القرن الخامس قبل الميلاد، وفي سنة 100 ميلادي قامت كل من “مجان” و”ظفار” العمانيتين بإيفاد رسل إلى مدينة “لوه يانغ” لاستلام هدايا الإمبراطور الصيني، وأشار إلى أن رحلات البحار الصيني “تشنغ خه” التي قادته إلى المحيط الهندي تشير إلى أن الطرق التي سلكها قد تأثرت بشكل كبير بأنشطة البحارة العمانيين.
العلاقات الصينية العمانية
أما الجلسة الثانية فقد حملت عنوان “مستقبل العلاقات العمانية الصينية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين”، وتضمنت 3 أوراق عمل، قدمها ثلاثة متحدثين، أولهم المكرم الدكتور سعيد بن مبارك المحرّمي أستاذ الاقتصاد والمالية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس وعضو مجلس الدولة، وكانت ورقته بعنوان “التخطيط الاستراتيجي للتنويع الاقتصادي: رؤية سلطنة عمان لتكون مركزاً دولياً للوجستيات”، وركزت الورقة على آلية إعداد التخطيط الاستراتيجي للتنويع الاقتصادي ورؤية سلطنة عمان لتكون مركزاً دولياً للوجستيات من خلال تسليط الضوء على موقع سلطنة عمان، وجاهزية موانئ السلطنة لتكون بوابة لدول الخليج العربية، والاستقرار السياسي والأمني، والكوادر البشرية الشابة والمتعلمة، العلاقات الدولية المتميزة، والموارد الطبيعية.
إلى جانب جلال بن عبد الكريم اللواتي مدير التسويق وترويج الاستثمار بهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وحملت ورقته عنوان “مستقبل العلاقات العمانية الصينية.. الدقم نموذجا” وتطرق إلى عدة محاور منها الأهمية الاستراتيجية لموقع الدقم للمستثمرين الصينيين، والحوافز الاستثمارية المقدمة للمستثمرين في الدقم، ومشاريع البنية الأساسية في منطقة الدقم، والمشاريع الاستثمارية في المنطقة الاقتصادية، وغيرها من المحاور.
وأخيرا قدم البروفيسور الصيني “خوا يوشيانغ” عميد كلية العلوم شرق أوسطية بجامعة بيكين للدراسات الدولية، وحملت ورقته عنوان “حالة وآفاق التعاون السياحي بين الصين وعمان”.
وعقب ورقات العمل الثلاث عقدت جلسة نقاشية أدارها الإعلامي والكاتب حمود الطوقي رئيس تحرير مجلة الواحة.
الاعلام العماني
وآخر الجلسات كانت بعنوان “الاعلام العماني ودوره في تعزيز العلاقات العمانية الصينية”، وتضمنت كذلك ثلاث أوراق عمل، أولى أوراق العمل كانت بعنوان “الاعلام العماني ودوره في تعزيز العلاقات العمانية” قدمها الإعلامي يوسف الهوتي رئيس لجنة الحريات والعلاقات الدولية بجمعية الصحفيين العمانية، وركز في ورقته على التقارب الحضاري بين البلدين، وأساسيات التنمية الإنسانية، والتناغم الحضاري بين البلدين، وسعي البلدين لنشر قيم السلام.
وأما الورقة الثانية فقد قدمتها أمل بنت طالب الجهورية باحثة إعلامي أول مجلس الشورى العماني
مسؤولة القسم السياسي والمحليات بإذاعة الشبيبة أف أم، وكانت ورقتها بعنوان “المرأة في مسيرة الاعلام العماني”، مستعرضة تجربة المرأة العمانية في مسيرة الاعلام ومشاركتها الفاعلة منذ بداية النهضة المباركة التي تواجدت بصوتها عبر المذياع، و حضورها الجميل عبر شاشة التلفاز، ومشاركة بقلمها وفكرها في رصد المشهد التنموي عبر الصحافة المحلية.
وآخر أوراق الجلسة الثالثة والأخيرة قدمها “فنج جونيانج” نائب مدير القسم الدولي لوكالة شنغوا الإخبارية.
وفي ختيام القاء أوراق العمل، جرىى فتح باب النقاش في جلسة حوارية ونقاشية أدارتها الإعلامية خلود العلوية مدير عام إذاعة هلا اف ام.
يجدر الذكر بأن الملقى أقيم برعاية عدد من الجهات منها سفارة سلطنة عمان في بيكين، ووزارة الاعلام، وشركة عمران، وبدعم كل من المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والطيران العماني، وشركة المها، ونماء القابضة، وشركة هواوي الصينية.