تعجب الكثيرون من قرار الإدارة السياسية المفاجئ بسفر الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة الي الصين وعقد اجتماعات مع عدد من المسؤلين والمتخصصين في الدوائر الصحية والمعنيين بأزمة فيروس كورونا الذي هاجم الصين بضراوة وتسبب في خسائر بشرية بين قتلي ومصابين بأعداد كبيرة جدا بخلاف الخسائر المادية الجسيمة بعد أن أصبح التنين الصيني منعزلا عن العالم ومنعت معظم الدول السفر الي الصين أو استقبال القادمين منها ..
فجأة وبدون سابق إنذار قررت الإدارة المصرية مد يد العون للصين و ارسال وفد رفيع المستوى علي رأسه وزيرة الصحة للتأكيد علي أن الموافق النبيلة لا تقوم بها إلا الدول الكبيرة ذات التاريخ العريق .. مع هدية من الشعب المصري لنظيره الصيني تشمل مجموعة كبيرة من المستلزمات الطبية التي يحتاجها الصينيون ..
ومصدر التعجب لدي الكثيرين أن فيروس كورونا مازال يسيطر علي الموقف وان السفر الي الصين فيه الكثير من المغامرة .. ولكن تقديري الشخصي واجتهادي أننا يجب أن ننظر الي الأمر من الناحية الإيجابية وهي أنه اذا كان فيروس كورونا هو مسألة حياة أو اموت بالنسبة للصين التي أصبحت تحتاج لمن يساعدها ويلقي اليها بطوق نجاة ربما يكون بارقة امل في تخطي هذه الأزمة الطاحنة .. فإن سد النهضة هو أيضا مسألة حياة أو موت بالنسبة لمصر ومياه النيل أمن قومي .. والصين هي أكبر ممول لبناء السد ولها كلمة مسموعة تصل إلي حد الأمر بالنسبة لاثيوبيا ودورها سيكون مهم جدا خاصة في الوقت الحالي الذي تراجعت فيه .. وانسحاب إثيوبيا في الخطوات الأخيرة من المفاوضات التي كان مقررا لها 27 و28 فبراير الماضي بواشنطن بل وأصدرت بيانا منفردا يضرب عرض الحائط بكل الاتفاقات المبدئية التي وافقت عليها في بداية المفاوضات ..
الحسبة ببساطة أن مياه النيل تحتاج للكثير من التضحيات والمغامرات المحسوبة ووقوف مصر إلي جانب الصين في أزمة كورونا يمكن أن يخرجها من العزلة التي فرضتها الظروف عليها إذا حذت بعض الدول حذو مصر وساندت الصين .. وفي نفس الوقت لن تتخلى الصين عن مصر في مفاوضات الأمتار الأخيرة التي تتعلق بسد النهضة وسيكون لها كلمة ودور مهم خاصة في ظل الموقف الغامض للإدارة الأمريكية التي لم تكن حاسمة في التعامل مع الموقف الإثيوبي الأخير ..
بعد نظر الإدارة المصرية وراء قرار سفر وزيرة الصحة د. هالة زايد التي يجب أن نشيد بها لأنها استجابت للقرار فورا ولم تفكر في نفسها ولا اسرتها وشدت الرحال الي الصين لتنفيذ التكليف الرئاسى الذي لا يقل أهمية عن محاربة الإرهاب ..