نعم صدق من قال الأزمات تظهر معادن الرجال,فلا يمكن لآى أمة أن تواجه تحديات العصر وهى متفرقة ومتنازعة الآمال والاهداف ,ومتخبطة التخطيط ومتلعثمة القول والفعل, ففى ظل حالة الفوضى التى تعيشها المنطقة ,وحالة عدم التوزان التى تسود النظام الدولى يتحتم على المجتمع المصرى والعربى أن يكون على قلب رجل واحد ,يسوده التعاون فى أبهى صورة وأكملها, حيث واجهت الدولة المصرية عقب ما عرف بالثورات العربية تهديدات تتعلق بوجودها, ولازالت المحاولات مستمرة من أجل النيل من وضعها ووزنها الدولى والاقليمى, وقد قدمت القوات المسلحة المصرية أعظم صور الوطنية والتضحية من أجل الحفاظ على الدولة وهو دورها الاساسي بل ومعاونة المجتمع الذى هم أبنائه على الخروج من كبوته والاستمرار فى مسيرة البناء ,وهنا يجب التوقف والمطالبة بدور أكثر للمجتمع بمؤسساته الدينية والثقافية والمدنية,وكافة أطياف المجتمع لممارسة دور أكثر فاعلية في مساندة دولته ومؤسساتها الوطنية من أجل وصول السفينه الى بر الأمان,أن التحديات التى تواجهها مصر سواء ما يتعلق منها بالامن المائى وأزمة سد النهضة أو التهديدات من الجوار سواء من الجنوب أو الغرب أو الشرق, وما يواجه المجتمع من أزمات ترتبط بالعالم مثل فيروس كورونا وغيرها,إنما هى أمور تتطلب تضافر نسيج المجتمع مع مؤسساته الوطنية لمواجهتها والتغلب عليها,ومن أهم هذه الجهود الثقة فى القيادة السياسية ومؤسسات الدولة وقدرتها على التصرف بحكمة فى هذه الاوقات,ففئران الليل دائما ما تسعى لتخريب الأمم ببث الاشاعات والفتن بين ابناء المجتمع,والنيل من الثقة فى مؤسسات الدولة وقدراتها,وتنشط عبر وسائل التواصل والقنوات الموجهه الى قلب الحقائق ,وغسل العقول وإظهار مواطن الضعف,بل إنها تظهر شماته فى النوائب رغم إدعائها بأنها فى صف المواطن,فآى منطق هذا , وهنا يأتى دور المواطن الواعى المدرك لأهداف تلك الفئران الخبيثة ,إن الحروب لم تعد تمارس بالمدافع ضد الجيوش النظامية,بل باتت تمارس بالاشاعات عبر وسائل الاتصال والعالم الإفتراضى وتستهدف إرادة المجتمع والدولة لتنال من عزيمتها وتفرق ابنائها وتشكك فى قدراتها, لذا فقد وجدنا القيادة السياسية فى أكثر من موضع تقولها فى العلن نحن قادرون على تحدى العالم بارادة المصريين, فمصر عبر التاريخ لم ولن تنحني أمام أي غزاة,وتحطمت جميع إطماع الامبراطوريات أمام صلابة وتماسك المصريين(التتار- الرومان- الفرس-000الخ), ومصر فى ظل التحديات الاقليمية والدولية والداخلية تبقى قوية بعزيمة ابنائها وتضافر قوة المجتمع وراء قيادته السياسية ومؤسساته الوطنية وفى مقدمتها القوات المسلحة والشرطة من أجل مواجهة التحديات والتغلب عليها, والقفز نحو البناء والتنمية,وعدم الانسياق وراء أصوات الفئران التى تسعى لهلك الزرع والنسل.