قال..
وأنا إذ صرت أخرسا..
مذ أدمنهم الرحيل..
وشغفهم التنائي أمدا بعيدا..
وكان صوت النزف بداخلي وحده..
ما يبقيني معلقا في فراغ لا متناهي..
كقوس يتيم بعد انطلاق سهمه بلا مقصد ..
بين الحياة والموت وقفت..
كساعة صدئة على جدار متهالك..
تمر الساعات وقد اعتلاها العطب..
وليس لها إلى نسيان مهمتها-في احتساب زمن لا يمر-من سبيل..
لتموت على أسنة العقارب مهمة الدقائق والساعات..
ويموت رويدا..
كل حي بداخلي..
فلا روح ذهبت مع من ذهب..
ولا عاد من حرب الغياب من احتطب البعد زادا..
فهل من دليل إلى وادي اللقاء يقودني؟!..
فلرب قائد اليوم..
مقود غدا..
ولربما من خرير جرح..
يُستطلب الشفاء..
فكيف بي إلى النسيان درب يُقطع؟!..
وكل الدروب على المشانق علقت..
بلا جرم..
إلا أنها حملت خطاي يوما إلى الشجرة المحرمة في عرف هؤلاء..
وأباحت محاذير المواعيد المؤجلة إلى آجال غير مسماة..
كأنها لم تخط في لوح..
ولم تعرف الطريق إليها صحيفة..
فاقترفت كبير ذنب لا يغتفر..
مهما خرت الهامات في محاريب السجود..
أو..
ربما أصدروا بشنقها حكما على غير تبيان..
فقط..
لأنها حلمت بالنور يشق غمد الظلام..
ليعانق أعينا أعماها الرماد..
إثر سنابك خيلهم وهم يقطعون السهول والربى إمعانا في الغي..
ولحوقا بقطعان التناد..
ومن يطلب غفران ذنب بأرض لا يقبل أهلها الذنب أصلا؟!..
مجنون قطعا..
وقد أقاموا في الساحات صوامع المتبتلين..
حتى ضجت..
فأين يذهب المذنبون مثلى وعلى عواتق قلوبهم من الأوزار كأمثال الجبال؟!..
وإلى أي عٍطفٍ يمضي عاص اغتاله ذنب الهوى جبرا..
واستطال في عمقه-حتى بلغ سموق النخيل-ذاااااك الخيال؟!..
حتما..
سيمضي إلى خيبة كفين عادا بعد طول دعاء..
خاليي الوفاض..
كمن عاد من حرب..
من كر وفر..
ومغانم كثيرة بخفي حنين..
وقد تربت يداه جدا..
ومن شدة التراب بهما..
بات يعشقهما التراب..
سينادي على الأعتاب طويييييييييلا جدا..
وما من مجيب..
قد غربت الشمس منذ أربعين وجعا..
لتشرق في زاوية أخرى من العالم..
لكنك لست أحد ساكنيه..
وهل تقبل التوبة بعد شروق الشمس من مغربها؟!..
يا حضرة العقلاء..
حتى تعود دفاتر الأمنيات ملأى..
بالرجاء..
بالدعاء..
على ملة..
(وقدمنا إلى ما عملوا…..)..
ويُستطلب المتاب بسكب حبر القلوب على رمال الفلاة وقت الهجير..
ولا متاب..
قد أعجمت الألسنة..
أبهمت المضامين..
ومات العتاب..
ها هو آخر سؤال يسير على شفاه تصحرت من قبل المسير..
ولا جواب..
هل لعاص أدلفه الهوى سراديب المجهول..
توبة؟!..
أيها النجباء..
مات الكلام..
أي نعم..
وقبله..
ماتت أذن كانت تسمع ذات زمن..
فأغراها الصمم..
فصامت عن السمع قبل أن تعشقه..
لا رغبة في صوم..
ولكن رغبة عن من علمها أن تسمعكل الكلام ألحانا..
لله درهم..
كم كانوا على كرم قلوبنا..
بخلاء..
عذرا لهذا الهرف..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..