لخص الرئيس عبد الفتاح السيسى منهجه فى قيادة سفينة الوطن وإدارة الدولة فى كلمة واحدة هى العمل .. وأكد عليها عدة مرات حتى يسمعها كل مصرى فى أى موقع.. وكذلك يسمعها العالم كله ليعرف أن مصر لا تعرف إلا البناء ولا تسعى أبدا للخراب ولا تحب لغة القوة والحروب واستخدام السلاح.. وفى الوقت نفسه شرح الرئيس الأسلوب الذى تتعامل به القيادة السياسية مع المواقف الصعبة والمفصلية والأمور المصيرية.. وأكد على التفاوض والوصول إلى الهدف من خلال هذا الأسلوب بعيدا عن الصدامات واستخدام القوة العسكرية.. وهو تأكيد على ما ذكره من قبل وأكد عليه كثيرا بأن الجيش المصرى رشيد.. يحمى ولا يعتدى.
وبهذه الخطوط العريضة وضع الرئيس النقاط فوق الحروف بالنسبة للجدل الدائر حول عدد من القضايا التى تشغل الرأى العام المصرى وكثر الجدل فيها وفى مقدمتها أزمة سد النهضة والمفاوضات المتعثرة مع إثيوبيا التى تتبع سياسة العناد وتتخذ خطوات وقرارات أحادية يمكن أن تضر مصر والسودان .. وفى الوقت نفسه أكد على أننا لا يمكن أن نفرط فى أى حق من حقوقنا التاريخية خاصة أن المياه بالنسبة لنا قضية وجود ولا يمكن أن نفرط فيها وسنصل من خلال التفاوض للنتيجة التى ينتظرها ويترقبها كل المصريين.
وأجمل ما قاله الرئيس تأكيدا على منهج العمل انه أشار إلى أن القلق الذى ينتاب الكثيرين بسبب سد النهضة علاجه الأول العمل لأن العمل يجعلك يقظًا وقويًا وقادرًا على مواجهة أى أزمة ومجابهة كل المشاكل ولديك القدرة على التفاوض من موقع قوة وتطالب بحقك دون تفريط والمؤكد أنك ستصل إلى حل يرضى طموحاتك فى حياة كريمة.. والجملة التى يجب أن نقف عندها طويلا أن على كل واحد منا أن يكون أسدا فى موقعه وبالتالى سنصبح جميعا قادرين على الدفاع عن حقوقنا ومقدراتنا وسيعمل العالم لنا ألف حساب لأن القوي ينظر إليه من حوله نظرة أخرى بخلاف الذين تأزمت مواقفهم بعد أن ضعفت شوكتهم.. أما العمل فهو المنهج والسبيل إلى النجاة.. واستعادة أمجادنا فى إحياء الصناعات التى كنا نشتهر بها مثل الغزل والنسيج فهى خطوة مهمة جدًا لأنها ستعيدنا إلى منصة الدول المصدرة وسيعرف من خلالها العالم كله أن مصر الجديدة على الطريق السليم وأنها دولة قوية وقادرة على الدفاع عن حقوقها بالتفاوض من منطق قوة وهى اللغة التى يفهمها ويحترمها العالم.
Hananghanem44@yahoo.com