*حرية الإرادة في حماية بني الوطن.. أمنيا.. وصحيا.. وسياسيا
*هذا هو الفرق بيننا وبين من يتمنون انتخابات مبكرة.. أو غير مبكرة!
*من لا يستمعون للنصائح.. ولا يستفيدون من التجارب يضرون بمصالحهم.. ومصالح أجيالهم المقبلة
*كلية الطب.. مازالت أمل الأبناء والآباء
ألا يستحق أصحابها.. التقدير المادي والمعنوي؟!
*الإعلام يتراجع.. وطبعا عندهم حق!
*الجامعة الأمريكية تتحدى وترفع المصروفات رغم “الأون لاين”
*كورونا “تاني” انتبهوا.. واحذروا..!
*النصر الكروي بلاعبين أجانب.. فاقد الزهوة
ربما لا أضيف جديدا إذا قلت إن انتخابات مجلس الشيوخ تعد بمثابة دلالة جديدة من دلالات دعم البناء الديمقراطي في مصر.. بل إنها ترسخ أساس هذا البنيان ليكون العنوان في النهاية متألقا.. وجاذبا.. للاهتمام محليا وإقليميا وعالميا..
لكن ما أود التركيز عليه أن الانتخابات-أي انتخابات- إذا كانت تجري في وطن يتمتع بالاستقرار والاستقلالية..فإنما تعبر عن حرية إرادة أبناء هذا الوطن الذين يتسابقون بدورهم على حماية تلك الحرية أمنيا.. وصحيا وسياسيا..!
يعني.. يستحيل.. يستحيل.. في ظل هذه الحياة الجديدة التي نعيشها جميعا.. أن يخرج عن النص من يحاول تعطيل تلك الانتخابات.. أو التفكير –مجرد التفكير- في إلقاء حجر يمكن أن يعكر صفو المياه الجارية.
بالعكس.. ها هم المواطنون على اختلاف انتماءاتهم وتنوع توجهاتهم.. ومشاربهم ومذاهبهم.. حريصون على أن تجرى عملية الانتخابات في أمان واطمئنان وسلام.. ويعتبرون أنفسهم حماة لها سواء من الناحية الأمنية حيث التكاتف الجمعي لمنع اقتراب المهيجين.. ومثيري الشغب.. والمغرضين.. وأصحاب النوايا الخبيثة وغيرهم وغيرهم..!
أيضا.. نفس بني الوطن هم الذين خبروا جميعا.. كيفية التعامل مع فيروس “كورونا”.. وبالتالي فإنهم على بينة كاملة بأن هذا الفيروس يعود في موجة ثانية قد تكون أشد عنفا..!
لذا.. يتم اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية سواء داخل اللجان أو خارجها.. من حيث توفير الكمامات وتحقيق البعد الاجتماعي.. ومن لا يحمل كمامة لا يسمح له بالدخول وإن كانت الهيئة الوطنية للانتخابات قد وفرت الكمامات حتى لا تضيع الفرصة على أي مواطن جاء للقيام بواجبه الدستوري..!
***
أما من الناحية السياسية.. فلا جدال أن المواطن المصري حاليا أصبح يتمتع بوعي سياسي كافٍ.. يسمح له بالمشاركة في القرارات بموضوعية ودون تحيز.. وبعيدا عن أية نزعات ذاتية!
ولعلها مناسبة لأعيد تذكيرك بمفهوم الوعي السياسي ودلالاته ومقوماته.
الوعي السياسي باختصار يكمن في الرؤية الشاملة للبيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. داخل المجتمع الذي يعيش فيه الفرد وخارجه.. فضلا عن أنه الإدراك الواعي للواقع والإحساس بالمسئولية المشتركة.. التي قد تهدف من بين ما تهدف إلى إحداث التغيير المأمول في إطار الثوابت الوطنية والاجتماعية والعادات والتقاليد..
أحسب أن تلك المفاهيم أصبحت واضحة المعالم لدى المواطن المصري الآن الذي قرر أن يذود عن حرية إرادته بجانبالسبل الأمنية والصحية.. بالوعي السياسي الذي بات يتسلح به عن إيمان ويقين..
***
وهكذا يتبين الفرق الشاسع بيننا وبين من يتمنون أن يجروا انتخابات مبكرة.. أو غير مبكرة.. فهؤلاء الذين تمزقت صفوفهم وتباعدت غاياتهم.. من الصعب عليهم توفير المناخ اللازم لإجراء الانتخابات.
ولعل أبلغ مثل البلد العربي الجار والصغير.. لبنان الذي يدعو أهله الآن لإجراء انتخابات مبكرة في محاولة لإصلاح الأخطاء الصارخة.. لكنني أعود لأقول إنه أمر ليس يسيرا.. بل مستحيلا.. في ظل تلك الشرذمة السياسية.
***
استنادا إلى كل تلك الحقائق يمكن القول إن الحكومات أو الشعوب التي لا تستمع إلى نصائح من هم أصحاب الخبرة.. والتجربة.. والريادة وجميعها نصائح مخلصة خالصة.. فإنهم يضطرون إلى دفع الثمن مهما طال الزمن..!
والثمن بكل المقاييس.. ليس بسيطا.. بل إنه ثمن باهظ حيث إن الأضرار والسلبيات لابد وأن تنعكس تلقائيا على المصالح القائمة ثم تمتد تلقائيا إلى الأجيال المقبلة الذين يجدون أنفسهم محصورين في إطار ضيق.. وضعهم فيه الآباء والأجداد.. الذين غادروا الدنيا وقد تركوا بصماتالندم والحزن داخل أعماق أعز أعزائهم..!
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن الزيارة التي قام بها مؤخرا سامح شكري وزير الخارجية للبنان لابد وأن تكون قد لقيت قبولا وتقديرا من جانب أناس لم يعد لهم حول ولا قوة في عالم مليء بالأمواج المتلاطمة من كل حدب وصوب.. وبعناصر تخلت عن البقية الباقية من إنسانيتها فحدث ما حدث..!
سامح شكري توجه إلى المستشفى الميداني المصري.. والتقى بالإخوة اللبنانيين.. واستمع إلى أناتهم وأوجاعهم.. مؤكدا لهم أن مصر لم ولن تتخلى عنهم باعتبارها الأم.. والشقيقة الكبرى.. والجار.. والصديق.. لذا.. فإن الذين سبق أن رفضوا النصح.. وآثروا أن يسيروا في طريق الضلال.. قد رأوا بعيونهم حجم الكارثة التي تسببوا فيها بسلوكياتهم المريضة.. وتصرفاتهم الحمقاء.
عموما ها هي مصر.. ممثلة في وزير خارجيتها .. تعود إلى لبنان ساعية إلى تضميد جراحه.. وتخفيف آلام أبنائه.. الذين نرجو أن يفيق الشاردون منهم إلى رشدهم ويعود الماجنون والمهووسون إلى صوابهم..
***
والآن.. دعونا ننتقل من خلال هذا التقرير إلى قضية أساسية وحيوية في حياتنا نحن المصريين.. وهي قضية مكتب التنسيق والالتحاق بالجامعات.
وها هي الشواهد تقول إن كلية الطب مازالت تحتل القمة ومازالت أمل الآباء والأبناء.. لأن المهنة -ولا شك- لها بريقها ولها تقديرها واحترامها.. ويكفي أنها المهنة التي وهب الله سبحانه وتعالى أصحابها بصيصا من نور يعيد للأجساد العليلة.. حيويتها ونشاطها.. ويمنح القلوب التي تكاد أن تتوقف عن عملها قدرة الدفع من جديد.. بالدماء في الشرايين المتصلبة..!
إذن.. ألا يستحق المنتمون إلى تلك المهنة الراقية والرائقة أن ينالوا التقدير المادي والمعنوي الذي يتفق مع جهودهم.. وشخصياتهم وتضحياتهم..؟!
صدقوني.. مضاعفة مرتبات الأطباء خمس أو ست مرات لا تكفي.. وتقديمهم على غيرهم.. في الحصول على ميداليات التفوق.. وشهادات التقدير.. أقل واجب من جانب المجتمع تجاههم..!
لقد شرفونا خلال أزمة كورونا.. ومازالوا يضربون حتى الآن أفضل صور الخير والجمال.. بارك الله فيهم.. وفي البلد الذي هيـأ لهم الأرضية الخصبة التي ساعدتهم على التفوق والتميز.
***
على الجانب المقابل.. لقد فقدت كليات الإعلام بريقها.. فانصرف عنها عشاقها.. أو من كانوا عشاقها ولهم الحق –كل الحق- بعد أن ضاقت المؤسسات الصحفية القومية والخاصة والحزبية بمن فيها ولم تعد قادرة على استيعاب وافدين جدد لاسيما في ظل تراجع المطبوعات الورقية.. وعدم تمكن الصحافة الإلكترونية من الوصول إلى الدرجة الكفيلة بإقناع الجماهير الذين مازال العديد منهم يقفون على عتبة التردد بين ما كان.. وبين ما هو كائن ويحاولون بذل أقصى الجهد للوصول إلى ما سيكون..!
واسمحوا لي أن أعود لأكرر مائة مرة ومرة بضرورة تجميد أقسام الإعلام في الكليات النظرية وما أكثرها.. لأن هذه الأقسام تسهم بدورها في تعقيد الأزمة أكثر وأكثر.. فهل نحن من هواة.. خلق المشكلة.. ثم الجلوس في حسرة وألم تحت أشجار النخيل.. نبحث عن الحل الذي قد لا يأتي أبدا..؟
***
أما الجامعة الأمريكية فحكايتها حكاية.. حيث يصر القائمون على أمرها أن يتصرفوا وكأنهم في عالم غير العالم.. وإلا كيف يفسرون لنا رفع المصروفات هذا العام بنسبة تتراوح ما بين 10 و15% رغم تعليمات الحكومة بعدم الزيادة.. علما بأن الدراسة ستكون “أون لاين” وبالتالي.. لا نفقات إنارة.. أو مياه.. أو مباريات رياضية.. أو ندوات ثقافية.. أو..أو..!
يا ناس حرام عليكم!!
هذا إذا كانوا يعرفون الفرق بين الحرام والحلال..!
***
ثم..ثم.. وقفة تأمل إزاء صديقنا “اللدود” فيروس كورونا الذي أخذ في التراجع قليلا.. ليستعد للانقضاض علينا من جديد..!
في العالم الآن.. موجة ثانية.. من هذا الفيروس يقولون إنها أشد حدة وأبلغ عنفا.. بينما نحن في مصر كعادتنا دائما.. أصابنا الملل.. فخلعنا الكمامات.. ونسينا الابتعاد الاجتماعي.. لنلتقي ببعضنا البعض إما في مودة وحب أو في غضب.. واحتجاج..!
النصيحة يا سادة.. ارجعوا إلى ما كنتم عليه منذ ظهور الفيروس وحتى أيام قليلة مضت.. وإلا أخشى ما أخشاه.. أن نقع مرة أخرى في براثن كورونا اللئيم والخسيس.. الخسيس جدا..!
***
أخيرا.. خمسة رياضة..!
هذه النوادي التي تتسابق فيما بينها لشراء لاعبين أجانب بأسعار خيالية.. هل سأل السادة الميهمنون عليها أنفسهم مرة واحدة:
هذا النصر الذي يحققونه أو افترضنا تحقيقه.. ماذا يساوي وقد صنعته.. أقدام “مستوردة” .. وأيادٍ لا تمت لنا بصلة..؟!
مثلا النادي الأهلى يلعب ضمن فريقه واحد من مالي وآخر من نيجيريا وثالث من أنجولا.. ورابع من السنغال وخامس من المغرب.. فضلا عن السادس الذي له وضع خاص وأعني به التونسي على معلول..!
بالله عليهم.. ما الفرقبينهم وبين رجال يرتدون ثيابا موشاة مزركشة.. يسيرون بها في الشارع في زهو ومباهاة بينما آخرون يرتدون ملابسهم الوطنية التي هي تعكس شخصياتهم.. وهوياتهم.. وتاريخهم..؟!
قطعا.. إذا كانت ضمائرهم يقظة فلابد أن يعودوا لمحاسبة أنفسهم بأنفسهم..!
أكرر.. إذا كانت ضمائرهم يقظة..!
وبديهي.. ما يجري في النادي الأهلى يتكرر في الزمالك والمصري وغيرهما وغيرهما..!
***
و..و..وشكرا