بدأتُ الحديثَ مع شَخصٍ يعرفنى جيداً، يعرفُ انفعالاتى واضطراباتى الداخلية وهى “نفسى”، تركتنى أتحدث عن كل ما يدورُ حولى وعن مدى ما اتحمله من شحناتٍ سلبية تؤَّثِّر على حالتى النفسية، ليستوقِفَنى الحديث معها لأُلاحظ أنها تستمع فقطْ، لم أنتبه للأمر فى البداية فقد كنت مستمتعة بالحديث لشخصٍ يفهمنى، لم أتوقع قط أنَّه يقوم بتخزين ذلك الكلام ليثور بوجهى دفعة واحدة دون سابق إنْذَار، استمَعتْ للكثير من المشاكل والمواقف السيئه والسعيدة ، لتثور فجأة قائلة:” أتعلمين أنكِ من فعلتى ذلك بنفسك، أنتِ المذنبه فى حق نفسك، أجيبى كم عدد المواقف السعيدة التى مررتى بها فى حياتك؟؟!”
ليشل تفكيرى وتدمع عيناى فجْأة، أنا لم أصنع شيئا لنفسى، ماذا فعلت لكل هذا، أتماشى مع الوضع على أننى سعيدة ويثبت ذلك ابتساماتى المزيفه التى تظهر على وجهى، لكى أخفى ما يضمره قلبى من ضيق وخنقة، لأجد فى النهاية أننى عند نقطة الصفر من جديد. إنها محقه فيما تقول، أنا من فعلت ذلك بنفسى، لم أقل يوما “لا” على شئٍ يضرنى ولكنه يسعد غيرى، لم أهتَّم بنفسى بقدر ما اهتممت بغيرى، ليست أنانية منها لتقول ذلك لى، ولكنها محقه، أنا المذنبة، لها حق الثورة على، فهى تتألم بسبب اختياراتى الخاطئة دوما مقابلة ذلك بابتسامه قائلةً لا عليكِ سينتهى الأمر وستمر الصعاب ونبدأ من جديد، وأرتكب فى حقها غلطات أخرى، ولكن لم أفكر قط أن رصيدى عندها يستنفذ، لم أتوقع أننى كنت سبب هذا الجرح الكبير بداخلى، صراع دائم معها، لأجد نفسى المذنبه.
والحل ماذا أفعل!؟
لم ولن أفعل شئ سوى أننى أُنَمِّى من نفسى أكثر، أُكمل طريقا بدأته ولم أنتهى منه بعد.
انا لا اندم على معاملتى لأحد يوما ولم أندم على ما أعطيه، أنا لست خاطئة سوى ف اختيارى لبعض الأشخاص فقط، وهذا خطأ أعتبره درسا مفيدا لمعرفة الأشخاص.
على كل كلنا نخطأ فى حق أنفسنا، ولكن المخطأ حقا من لم يعترف بخطأه ويبدأ فى تغيره.