سيظل القضاء المصري الشامخ له كل الاحترام والتقدير الكامل على مر العصور، وسيظل قضاة مصر هم رمز الشموخ والعزة والعدل والكرامة، الذين يسطرون دائمًا سطورًا حروفها من نور وذهب لن تمحى من الذاكرة الوطنية ، وذلك في الدفاع عن الوطن و حقوق المصريين ونصرة المظلومين، والذين هم دائمًا خنجر مسموم في ظهور الخارجين عن القانون أو ناهبي حقوق العباد أو منتهكي الأعراض أو سافكي الدماء أو قاتلي الأرواح بدون ذنب، وغيرهم من الذين يرتكبون الجرائم مخالفين الشرع ونواميس الحياة.
وسيظل القضاء المصري يسكن جوانح المصريين وينعم بثقتهم؛ باعتباره حصن الدفاع الأول عنهم، برغم أي حادث عابر، ولن تنجح أي محاولة حقيرة أو تطاول يقوم بها قلة دنيئة مستغلين حادث عارض للنيل من هذا القضاء الشامخ؛ لأن كل المصريين الشرفاء يدركون النية الخبيثة لهؤلاء القلة معدومي الضمير، وهي هز ثقة الشعب المصري في القضاء ورجاله الأفاضل الذين حملوا على عاتقهم رسالة العدالة في دولة سيادة القانون وكانوا خير جنود أوفياء للوطن، وهيهات هيهات أن ينجح المتطاولون على القضاء ونبلائه وستطوي زوايا النسيان محاولاتهم وأفعالهم الخسيسة.
ويحرص دائمًا قضاة مصر الأجلاء على اتخاذ العدالة نبراسًا في أحكامهم وكثيرًا ما دفعوا ثمنًا غاليًا لهذه العدالة، وبلغت إلى حد أن اغتالت يد الإرهاب الغاشم الشهيد المستشار هشام بركات النائب العام، والشهيد المستشار محمد مروان، ولم يرضخ القضاة وأصروا على الدفاع عن سيادة ودولة القانون؛ لأنهم يضعون نصب أعينهم قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا)
وحفاظًا على هيبة القضاء ورجاله أتمنى أن يتم منع نشر أي أخبار مدح أو قدح عنهم في كافة وسائل الإعلام، مثلما كان يحدث في الماضي، حتى يظل ثوب القضاء ناصع البياض في عيون الناس، وتزداد ثقتهم في أحكامهم.
وأتذكر أنني في أوائل التسعينيات أجريت حوارًا مع المستشار مقبل شاكر، بصفته رئيس نادي القضاة حين ذاك، وذكر لي أنه لا يتم نشر أي سلبيات عن القضاة، على الرغم من أنها نادرة الحدوث، وذلك في وسائل الإعلام حتى لاتهتز ثقة الناس في القضاء ورجاله، مؤكدًا أن مهنة القضاء هي المهنة الوحيدة التي تعاقب رجالها بالشبهة، فهل يتم الاستجابة لهذا التمني ليظل القضاء ورجاله وشيوخه في موقعهم الرصين ومكانتهم الغالية في قلوب المصريين.
mahmoud.diab@egyptpress.org