بُعْدًا.. ولكنْ لا أراكَ بعيدا
تختارُ ثوبًا للحياةِ جديدا
الأرضُ تختارُ الغيابَ فحددتْ
يومًا.. فأصبحَ في السماءِ العيدا
قلْ للذين لديكَ بنتي هاجرٌ
في الأرضِ بَعدي لا تريدُ وجودا
زمني مصابٌ بالمَواتِ.. برغمهِ
أحياكَ أنتَ.. لكيْ أزيدَ خلودا
بلّلتني بالأخضرِ النبويِّ.. في
حبٍّ رحيمٍ. فانصهرتُ سجودا
ولكَ انتسبتُ البنتُ نكهةُ والدٍ
أهدى مزاميرَ الهدى داوودا
ما كنتَ تقبلُ أنْ أكونَ وحيدةً
و الآنَ تختارَ الخلودِ وحيدا
إني بملءِ الروحِ أنطقها أبي
و أكررُ الترتيلَ والتجويدا
فلعلَّ باسمكَ آيةً.. ولعلني
أحتاج ُعمرًا آخرًا لأجيدا
تدري.. أحسَّ أنا بعجزٍ كاملٍ
تشتاقُ موسيقاىَ فيكَ العودا
أغمضُتَ أبصارا وليسَ بصيرةً
زفَّ الملائكُ يومَك المشهودا
ما غبتَ منِّي.. لم تفارقْ ساعةً
يا واهبا لملامحي تحديدا
أنَّى نظرتُ إلى السماءِ توردتْ
أنتَ الذي منحَ السماءَ ورودا
شوقًا تحجُّ إليكَ روحُ قصيدةٍ
تمَّتْ تقاليدًا.. ولا تقليدا
أوحشتني جدا .. وقلبي ظاميءٌ
تعبَ الحنينُ وما تعبتَ صعودا
يا سيدَ العذبِ العذابُ يحيطُ بي
إني أرى كلَّ البيوتِ لحودا
أتلو التشهدَ فيكَ يا مَن قلتَ لي
الموتُ عزًّا كيْ أعيشَ حميدا
إني أراكَ.. وننُّ عينِي كعبةٌ
تشتاقُ طائفَها أبي.. ليعودا..
1 تعليق
نور العفيفي
رائعة دام مداد القلب والقلم