خسائر بالمليارات بعد خضوع دافوس لسيطرة الفيروس
*السعودية فضلت صحة الناس.. على ملياراتالدولارات
*لبنان الحبيب.. ودعم المخلصين الصادقين.. في توقيته المناسب تماما
*ما قاله السيسي للحريري.. خارطة طريقواضحة ومحددة
*مصر تحمي السلام بالقوة والقدرة.. وتحارب الإرهاب بمركبات حديثة مصرية مائةxالمائة
*المنصب أولا.. وبعد ذلك يـأتي الكلام
*بابا الفاتيكان يشن حربا ضد الرجال.. ويصليمن أجل النساء
*مع اقتراب حلول شهر رجب.. ادعوا الله أن يبلغنا رمضان في أمان وسلام
*كورونا حرمنا من صلاة التراويح في العام الماضي ونأمل أن نؤديها هذا العام
عندما فكر عالم الاقتصاد الدولي لاوس شواب في إقامة مؤتمر يضم أفضل الخبراء.. وأبرع الساسة وأكفأ الصحفيين والإعلاميين.. اختار مدينة دافوس السويسرية بالذات مؤكدا أنه يتعهد بأن تبقى دائما مقرا للمؤتمر بصرف النظر عن أية عقبات أو صعاب.. أو أنواء.. أو عواصف رعدية وجليد يتساقط صباحا ومساء دون انقطاع.
بالفعل التزم شواب بوعوده.. ولم يحدث أن ابتعد المؤتمر عن دافوس طيلة 49 عاما حتى جاء فيروس كورونا ليغير الأوضاع القائمة ويجبر منظمي المؤتمر على الرحيل عن المدينة السويسرية ولو مؤقتا..!
أنا شخصيا حضرت مؤتمر دافوس حوالي أربع مرات وفي كل مرة.. كانت هذه المدينة الصغيرة تثير إعجابي أكثر وأكثر.. فهي تقع في قلب جبال الألب.. شوارعها الضيقة أو بالأحرى حواريها الملتوية مغطاة بالثلج بحيث لا تستطيع التحرك إلا بصعوبة بالغة.
أما فنادقها.. فهي متواضعة.. إمكاناتها محدودة ومع ذلك تبلغ نسبة الإشغال بها 100 xالمائة سواء في الصيف أو الشتاء.
وأثناء زيارتي الأولى وجدت نفسي أتابع فعاليات المؤتمر باهتمام بالغ.. ثم سرعان ما أذهب إلى أماكن التزحلق على الجليد.. طبعا لأشهد فعاليات هذه الرياضة عن قرب حيث إنه من الصعوبة بمكان المشاركة فيها.
وإنصافا للحقيقة.. فإن كل ندوة يشهدها مؤتمر دافوس لابد وأن يكون مشاركا فيها رئيس دولة.. وأساتذة اقتصاد وخبراء في المال والتجارةوبالتالي سوف تخرج من مقر الاجتماع ومعك حصيلة لا بأس بها من المعلومات الاقتصادية والدراسات المقارنة..والأفكار والاقتراحات التي من بينها ما تكون قابلة للتطبيق العملي أو لا تقبل.
وحضور الندوات أو اللقاءات ليس على المشاع بل يشترط أن تكون عضوا في منتدى دافوس مقابل اشتراك سنوي قيمته 12 ألفا و200 دولار.. فضلا عن حضور المؤتمر السنوي بـ6250 دولارا أما إذا أردت أن تكون شريكا دائما فعليك سداد 78 ألف دولار شهريا..!
وهنا لابد أن يطرأ بذهنك سؤال بديهي وتلقائي:
*وهل أنا أو غيري.. كنا نقدر على تحمل هذه المبالغ..؟!
الإجابة تأتيك على لسان كلاوس شواب نفسه الذي كنا نبعث له ببرقية أو إيميل أو خطاب بالفاكس نطلب منه الحضور لتغطية المؤتمر.. وكان الرجل في كل مرة متعاونا.. مرحبا بل مسخرا جميع الإمكانات لنا.. إذ انحصر جل همه في الترويج للمؤتمر دوليا..!
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فيحسب للمؤتمر اهتمامه بالأوضاع السائدة في الشرق الأوسط وإبداء الرأي فيما يتعلق بالانفتاح الاقتصادي والتعبئة لسياساته وحكاية الشرق الأوسط الكبير وظاهرة الإرهاب ووسائل مواجهتها..!
ثم..ثم.. فلم يحدث أن تخلت دافوس عن مؤتمرها الاقتصادي عاما واحدا حتى في ظل انتشار العمليات الإرهابية وحمامات الدم التي تشهدها مجتمعات كثيرة لأن القائمين على المؤتمر يعتبرون أنفسهم جزءا من بنيان الدولة –أي دولة- سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وغيرها وغيرها..!
ومع أن اسم المؤتمر وسمعته ونوعيات المشاركين فيه تسيل لعاب الإرهابيين إلا أن هؤلاء الأثرياء الذين جاءوا من شتى أرجاء العالم لم يضعفوا ولم يخافوا بالعكس ازدادوا إصرارا حماية لملياراتهم التي يدخلونها في مشروعات مشتركة سواء داخل أوروبا أو غيرها.. وهذه المليارات هي التي كانت وراء تسمية مؤتمر دافوس.. بمؤتمر الأثرياء.
لكن غالبا لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن.. فقد حل بالبشرية هذا الزائر الثقيل المسمى بفيروس كورونا وبالرغم من أن إدارة المؤتمر قررت إقامته في موعده افتراضيا أي عن بعد إلا أن الفكرة كما يبدو لم تلق تأييدا مما اضطرهم لنقل المقر مؤقتا إلى سنغافورة مع تأجيل موعد الاجتماع إلى شهر مايو أو يونيو من هذا العام.
وهذا التطور الجديد يفرض سؤالا آخر:
من الذي انتصر على من في تلك المعركة المؤقتة..؟!
بديهي أن تختلف الآراء وتتفرع الاجتماعات ولكن أنا شخصيا أرى أن أثرياء العالم هم الذين حققوا النصر ضد كورونا لأنهم ضيعوا عليه فرصة الإضرار بمصالحهم لاسيما وأن التأجيل لمدة أربعة أو خمسة شهور لا يسبب خسائر باهظة بل بالعكس سوف يزيد ثقة المجتمع الدولي في دافوس ومؤتمراته وفي سمعته التي لم تتأثر في يوم ما بأية ضغوط أو تداعيات.. من هنا أوهناك.
إذن فليتفاءل الاقتصاد العالمي بأن الغد سيكون أفضل وأفضل بإذن الله تعالى.
وفي ذات الإطار وإن كان القياس هذه المرة مختلفا إذ تسبب هذا الفيروس في إنزال خسائر جسيمةبالمملكة السعودية بسبب توقف أعمال الحج والعمرة.. أو تجميدها أو تقليصها.. أو..أو.
وهذه الخسائر تبلغ 50 مليار ريال سنويا هي جملة إيرادات المملكة من هذين المنسكين المهمين.
والآن.. دعونا نتجه إلى منافذ الضوء والأمل والتفاؤل والتي فتحتها مصر للأشقاء وغير الأشقاء والجيران وغير الجيران..
أقول ذلك بمناسبة لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بسعد الحريري رئيس وزراء لبنان .
واسمحوا لي أن أقف معكم وقفة تأمل.. أولا سعد الحريري مضت عليه شهور وشهور وهو غير قادر على تشكيل الحكومة برئاسته مرة يسافر السعودية وأخرى يأتي الرئيس إيمانويل ماكرون ليجتمع به ومع ساسة لبنان وبرئيس جمهوريته ويختار ماكرون أول من يختار المطربة فيروز ليلتقي بها فور هبوطه من الطائرة.
الآن يجيء سعد الحريري إلى من تعود على أن يفتح صدره لهؤلاء الأشقاء بحب ومودة وإيثار وتجرد كامل عن الهوى..
جاء سعد الحريري إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يلم بأبعاد القضية اللبنانية إلماما كاملا وشاملا وتفصيليا ويستمع الحريري إلى كلمات ربما لم يسمعها من قبل.
لقد أكد الرئيس السيسي على أن مصر حريصة على إخراج لبنان من محنته والعمل بأسلوب مؤثر وفعال على تضييق الخلافات وتسريع الجهود من أجل تشكيل حكومة مستقلة قادرة على التعامل مع التحديات القائمة وحماية مقدرات الشعب اللبناني ووحدة نسيج الوطن.
وأحسب أن سعد الحريري وهو رجل سياسي ابن سياسي لابد وأنه قد وضع تأكيدات الرئيس وموقفه الواضح موضع القلب من الجسد.. وبالتالي أنا أيضا أتوقع أن يتم الإعلان عن تشكيل الحكومة اللبنانية قريبا وقريبا جدا.. إذ يكفي أن مصر حاضرة معهم دائما ولن تبخل أبدا عليهم بالدعم المادي أو المعنوي.. أو اللوجستي أو الأمني .. أو..أو..وكل تلك عناصر تكفيهم للانطلاق نحو المستقبل ونحن في الانتظار..
على الجانب المقابل فقد شاءت الظروف أن يتزامن لقاء الرئيس السيسي مع الحريري مع ظهور جيل جديد من المركبات المدرعة والتي تم تطويرها بأيادٍمصرية وأيضا إرادة مصرية.
وهكذا.. يذود الرئيس السيسي عن السلام ويدعو إليه واضعا في اعتباره مصلحة الإنسان وكرامته وحاضره ومستقبله في نفس الوقت الذي تقوم فيه القوات المسلحة بتطوير المعدات والآلات والمركبات المدرعة التي نواجه بها الإرهاب والإرهابيين ونحن كلنا ثقة في رجالنا.. وفي شجاعتهم وجرأتهم.
إنها منظومة التحديث والتطوير والرؤى السديدة التي تقودها مصر بعون الله وفضله.
وغني عن البيان أن السلام يقود إلى سلام والبناء يؤدي إلى اكتمال البناء وها نحن نرى الأخوة الليبيين وهم يجتمعون في جنيف بسويسرا للاتفاق على المناصب القيادية في الدولة الجديدة.
وكالعادة احتدت الخلافات بين المرشحين لهذه المناصب وانفض الاجتماع دون الوصول إلى نتائج باتة وقاطعة..!
وهكذا يتأكد وهذا أمر طبيعي ولا شك أن المنصب أولا وبعد ذلك يكون الحديث فيما ينبغي عمله أو لا ينبغي..!
و..و..وكم أتمنى أن يعبر الليبيون هذه العقبة فالمفروض أنه لا يوجد لديهم مزيد من الوقت للانتظار.
هذه لقطة سريعة من الفاتيكان دولة السلام والمحبة والوئام..
حيث شن البابا فرانسيس من خلال حسابه الشخصي على تويتر حربا ضد الرجال الذين يمارسون عنفا لفظيا وجنسيا وجسديا على النساء..
قال البابا إن من يفعل ذلك هو شخص جبان لأنه لا يهين المرأة فقط.. بل الإنسانية جمعاء..
أحسنت قداسة البابا.
ومن روما الفاتيكان إلى القاهرة مرة أخرى والتي أعلن مركز البحوث الفلكية بها أن غرة شهر رجب توافق يوم 11 فبراير وهذا يعني أن شهر رمضان قد اقترب من المجيء وهو شهر نال مكانة خاصة عند رسولنا الكريم الذي قال في حديثه:”إن في الجنة نهرا يقال له رجب أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل من صام رجب يوما سقاه الله من ذلك النهر”.
ندعو الله أن يوفقنا ويعيننا على صيام أيام من شهر رجب.
بالمناسبة لقد حال الفيروس اللعين بيننا وبين صلاة التراويح في العام الماضي.
وهذا العام نرجو ونلح في الرجاء أن نتمكن من أداء هذه الصلاة التي لا تكون سوى مرة واحدة في العام وإنها صلاة ولا شك تضيء القلوب وتشرح الصدور وتجعل المرء منا يزداد تقربا لله سبحانه وتعالى.
يا رب.. لا تحرمنا من صلاة التراويح.. إنك نعم المولى ونعم النصير.
مواجهات
*الرجل الوفي هو الذي تجده بجوارك وقت الشدائد والمرأة الوفية هي التي تذكرك بمواقفك المضيئة معها.
أما من ينسحب في اللحظات الحرجة فهو منلا يصح أن يطلق عليه كلمة”رجل” وأما المرأة التي تزعم أنها لم تشهد معك يوما حلوا فهيأنانية وأيضا كاذبة وخادعة.. يعني الاثنان يستحقان أن نقذف بهما من أعلى برج الجزيرة.
*كلما نظرت إلى عينيها تذكرت عندما كنت أتغنى بهما في يقظتي ومنامي لذا.. فإني أسأل نفسي: هل عيناها تغيرتا أمنقلتا إلى مكان غير مكانهما..؟!
وبصراحة لا أعرف الإجابة لأني من أراهاحاليا ليست سوى بقايا امرأة..!
ولم يحدث يوما أنني تعاملت مع البقايا أو الجزئيات.
قالت له:
هل تشم عطري.. أم أصابك فيروس كورونا فأفقدك حواسك..؟
نظر إليها باستخفافوعدم مبالاة:
صدقيني لو خيروني بين كورونا وبينك لاخترت من يكشف عن نفسه متحديا أو غير متحدٍ أما المراوغة والكذب والرياء فكلها سوءات لا تجتمع إلا داخل نفس مريضة خبيثة..و..و..ورخيصة..!
الدراسة “أون لاين” هل صقلت المواهب أم جمدت الأحاسيس والمشاعر..؟
في رأيي لا هذا ولا ذاك.. بل إنها أوجدت نموذجا لإنسان يشار إليه بالبنانولعل هذا يكفي..
*سيظل العالم يدور ويدور باحثا عن إجابةلسؤال حائر.. هل الإنسان مسير أممخير..؟
*يقول الإمام الغزالي رحمه الله:
الإنسان مخير فيما يعلم
.. مسير فيما لا يعلم.. أي أنه يزداد حرية كلما ازداد علمه.
*ثم نأتي إلى مسك الختام:
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم الشاعر العباسي ابن الرومي:
وله المحب إلى الحبيب
وله المريض إلى الطبيب
بان الحبيب فبان عنك
بلذتي حسن وطيب
إني لتذكرني الحبيب
سوالف الرشأ الربيب
والبدر فوق الغصن
والغصن الرطيب على الكثيب
و..و..وشكرا
سمير