يهدف المنتدي التزود بالمعلومات والحقائق الطبية، أصبح اليوم ضرورة من ضرورات الحياة، فالإنسان المثقف طبياً يحسب حساباً لمستقبله الصحي، ويكون على صلة بأحدث التطورات والمستجدات في ميدان الطب والأدوية بصفة عامة، فصاحب المرض المزمن يصبح قادراً على إكمال رحلة علاجه بعد استشارة طبيبة الخاص، إذ لا بد له، والحال كذلك من مراقبة وضعه الصحي ومتابعة علاج مرضه بنفسه، فمثل هذه الثقافة ضرورية للغاية، وتكاد تفوق في أهميتها أحياناً أهمية مراجعة الطبيب، كما هي الحال في حالة مريض السكري مثلاً.
أحب أن أشير إلى أنني عندما أتحدث عن الثقافة الطبية لا أقصد بها الثقافة المتخصصة، الثقافة الطبية واحدة من أكثر المفاهيم أهمية في العصر الحديث؛ إذ تهتم بكل ما يحيط بصحة الإنسان الفرد والمجتمع، وبجميع الأمراض سواء أكانت معدية أم مزمنة أم خطيرة، أم عجز الطب عن إيجاد علاج لها.
والاهتمام بنشر الثقافة الصحية في أوساط غير العاملين في المجال الطبي أمر مهم للغاية؛ إذ به نستطيع إغاثة حالات طارئة في أوقات صعبة وبعيدة عن أماكن الإغاثة، وبه نحمي أنفسنا من خطر انتقال العدوى سواء البكتيرية أو الفيروسية من الشخص المصاب إلى المسعف غير المتخصص. تستهدف عملية التثقيف الطبي أن نعيش حياة صحية، تضمن الوقاية من الأمراض بمختلف أنواعها، كما تستهدف تقليل انتشار الأمراض عن طريق نشر الوعي بها وطرق مقاومتها.
يمكننا تشبيه الثقافة الطبية برجل شاهد في التلفاز حلقات برنامج “سر الأرض” عن خطوات زراعة النباتات المنزلية، ومتابعتها بالأسمدة اللازمة والري المنتظم، فما لبث أن استفاد من فناء وسطح منزله، واتبع التعليمات فحقق الاكتفاء الذاتي من الخضروات المنزلية ولم يشتري إلا ما ينقصه منها. والثقافة الصحية عملية متصلة وتراكمية، مادتها الأولى في المعلومة، وثقتها تكمن في مدى موثوقيه مصادرها، وفعاليتها في تطبيقها على أرض الواقع حال الحاجة إليها.
يعتبر البعض الثقافة الصحية أحد الجوانب الإعلامية القائمة على التوعية وتغيير المفاهيم وإرساء أنماط حياة سليمة وممارسات حياتية صحيحة. ويقوم الإعلام بدور فعال في تمكين المتابعين من القواعد الأساسية للتعامل مع الصحة العامة، بإرساء مبدأ الوقاية خير من العلاج، مع تقديم استشارات طبية بسيطة للتعامل مع الحالات حال حدوثها. وتتفنن القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية المهتمة بالصحة والأسرة في تقديم المعلومات الصحية المناسبة في صورة جميلة معبرة، وأسلوب عرض مشوق، باستخدام لغة صحفية مفهومة لا تفتقد لروح المصطلحات والمعاني الطبية.
وتعتمد البرامج الإعلامية على طريقين لتقديم المعلومات الطبية، أحدهما البرامج المتخصصة في التوعية الطبية، ويكون القصد منها تقديم دفعات متتالية من المعلومات والتجارب الصحية، وتقديم الاستشارات العامة لمن يطلبها.
وثانيهما: يكون عن طريق تضمين معلومات طبية وصحية في ثنايا البرامج غير المتخصصة، كبرامج الصباح والأسرة، إضافة لتضمينات كبسولات طبية ونصائح لتغيير السلوكيات الصحية لدى الأفراد عن طريق الفواصل الإعلانية.
التثقيف الصحي الأولي: يهدف إلى رفع الوعي الصحي، والوقاية من الأمراض، وتحسين الحياة عن طريق التوجه إلى الأشخاص السليمين من الأمراض، ولا يوجد لديهم أي عامل خطر ممكن أن يؤدي لأصابتهم بالأمراض،
على سبيل المثال: تثقيف وتوعية الشباب حول مخاطر المخدرات والإدمان. التثقيف الصحي الثانوي: يوجه إلى أولئك الذين لديهم عوامل خطورة، لكنهم لم يصابوا بعد بالأمراض؛ بهدف منع حصولها؛ فعلى سبيل المثال: توجيه الشخص الذي يدخن، ولكنه لم يصب بعد بسرطان الرئة.
التثقيف الصحي الثلاثي: يهدف هذا المستوى من التثقيف إلى تمكين المصابين بالإعاقات، والأمراض المزمنة التي لا يرجى شفاؤها من الحد من تفاقم المشكلة، والتعايش مع الأمراض بجميع الإمكانيات الجسدية، والعقلية، والنفسية.
لكي يحافظ الإنسان على صحته، من الضروري، أن يمتلك ثقافة صحية تمكنه من تكوين خلفية جيدة في المجال الصحي، بحيث يكون طبيب نفسه. أما كيف تحصل على الثقافة الصحية؟ فعبر ما يلي:
1- قراءة الكتب الطبية المبسطة والتي تتنازل الأغذية، والأدوية، والأمراض المختلفة، وطرق الوقاية منها، ومعرفة أعراضها ومسبباتها… إلخ.
2- الاستفادة من خبرات الأطباء ومعارفهم.
3- الاطلاع على البرامج الصحية التي تبث من خلال المذياع والتلفاز (الراديو والتلفزيون).
4- متابعة المستجدات الطبية، وذلك من خلال اقتناء المجلات المتخصصة في المجال الطبي.
5- تدوين الملاحظات الطبية عن نفسك، ومحاولة الاطلاع الواسع على أمراضك – إن وجدت – لأن ذلك يساعدك على التعامل الأفضل مع ما لديك من أمراض.
وللتثقيف الصحي دور كبير في تعديل العادات الخاطئة التي تكون سبباً لعدد من الاضطرابات النفسية وعدة امراض بدنية , اذ يتم وضع الحقائق العلمية السليمة موضع التنفيذ , أي تحويلها الى أنماط سلوكية فعلية , ذلك على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع كله, ويستهدف التثقيف الصحي توعية الفرد بأن طريقته او أسلوبه في الحياة يؤثر في صحته , بمعنى ان صحته تتأثر بسلوكه , بمعنى ان طريقة تناوله طعامه وشرابه وممارساته للرياضة والمحافظة على نفسه من العدوى ومن الإرهاق والحرمان من الطعام الجيد كل ذلك مسؤول الى حد كبير عن التمتع بالصحة النفسية والجسمية .ويمكن تحقيق أهداف الثقافة الصحية في مجال الغذاء وعاداته كما يأتي :
1- التوعية بالغذاء الصحي للمحافظة على الوزن المثالي .
2- تضمين الأمور الصحية والعادات الغذائية الصحيحة ضمن المنهاج والمقررات الدراسية .
3- الاستفادة من وسائل الاعلام او الثقافة الجماهيرية من إذاعة وتلفاز
4- عقد الندوات والمؤتمرات وحلقات الدرس والمناقشة التي يشترك فيها إعداد كبيرة من الناس .
5- الاستعانة بشخصيات محبوبة ومقبولة في المجتمع .
6- الاستعانة بالخبراء والعلماء والمختصين في مختلف المجالات
7- اجراء البحوث والدراسات المسحية للتعرف على اراء الناس فيما يتعلق بالعادات الغذائية
فأصبح تداول المعلومات الصحية الغير صحيحة تشكل مشاكل نفسية كبيرة لدى الأفراد المرضى والأصحاء و وجب عليهم ان يبحثوا عن المعلومة من مكانها الصحيح و وجب على مقدمي الرعاية الصحية تقديم المعلومة الصحية من خلال عمل خطط تثقيفية عن طريق وسائل مؤثرة وصحيحة تفيد المجتمع والفرد والأسرة . و تتمحور الثقافة الصحية حول : **التثقيف و الوعي الصحي ، تقديم المعلومة الصحية الحقيقية و معرفة الناس وادراكهم لها من المثقِف الصحي .
** طريقة الممارسة الصحية ، و هي تطبيق المعلومة الصحية بالشكل الصحيح من خلال الثقافة والوعي الصحي . كيف يتم نشر الثقافة الصحية الصحيحة ؟ * توفر المتخصصين في الرعاية الصحية والمامهم في المعلومات الصحية . * استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي و وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة لنشر الثقافة الصحية . * تقديم النصح والمشورة الصحية من خلال عمل أيام طبية .
- تقديم المعلومة الصحية للفرد المريض بأسلوب يختلف عن الفرد الصحيح. * تقديم المعلومة الصحية للفرد والمجتمع بأسلوب مفهوم و متداول بناء على ثقافة الفرد والمجتمع. * التواصل مع وزارة الصحة لعمل حملات صحية تثقيفية قادرة على إيصال المعلومة لأكبر عدد من أفراد المجتمع . لذلك وجب على مقدمي الرعاية الصحية اتباع الوسائل المؤثرة لتقديم المعلومة الصحية لإنقاذ المجتمع من تشوهات المعلومة وتطبيقها بشكلها الخاطئ وبالتالي التأثير عليه سلبيا ، وعلى متلقن المعلومة الصحية أن يأخذها بشكلها الصحيح ويطبقها كما هي ليستفيد جيدا منها فبالتالي تكون الرعاية الصحية متكاملة ومطبقة بشكلها الصحيح .
دكتور القانون العام
محكم دولي معتمد
وعضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان