“الميه تروي العطشان.. وتطفي نار الحران .. إن طال بك ليل الأوهام.. وعيونك مش قادرة تنام.. صدقني خد لك حمام.. ييجي نومك والليلة هنية .. !!
هذه الأغنية لموسيقار الأجيال الراحل محمد عبد الوهاب، كنا نسمعها وندندن بها، دون تفكير ولا تدبر لمجرد قضاء الوقت .. وأحيانًا كنا نشعر بأن الغناء للماء نوع من الفراغ أو لنضوب معين كتاب الأغاني!!!!
الآن يتحدث الأطباء والمختصون بالعلاج الطبيعي عن ” العلاج بالماء” وهو علاج تكميلي للأغراض الصحية والاسترخاء. ويدخل في الاستشفاء من أمراض الجلد المؤقتة، مثل الحروق والتقرحات، أو في الحالات المزمنة، مثل التهاب المفاصل والألم العضلي الليفي.
وقد يكون الماء الساخن أو البارد، مع اختلاف ضغط المياه وتدفقها، مفيدًا في تخفيف أعراض المتاعب الجسدية أو الإرهاق الذهني.
بعض ممارسات العلاج المائي بسيطة، منها الجلوس في حمام دافئ، ويمكن القيام بها في المنزل. أما الممارسات الأخرى فتحتاج مواقع أو معدات متخصصة، مثل حمامات الساونا الباردة والساخنة، او عيون المياه الكبريتية وخلافه!
ووجدت إحدى الدراسات أن العلاج بالمياه المعدنية الدافئة له تأثير كبير في تخفيف آلام الأمراض المزمنة بالجهاز العضلي الهيكلي والأنسجة الضامة. وقد يقلل الماء الدافئ الشعور بالألم ويريح العضلات ويزيد من تدفق الدم في المنطقة المستهدفة.
كذلك يساعد العلاج بالماء في تحسين الصحة النفسية فالأنشطة المائية كالسباحة أو هواية صيد السمك او الاستحمام يحسن الصحة النفسية والعقلية ويخفف من الشعور بالقلق والاكتئاب. ويرى الكثيرون أن السباحة تحسن مزاجهم وتساعد على التخلص من التوتر.
وتشير الدراسات إلى أن الماء مفيد في علاج بعض أنواع التهاب المفاصل. ومن يعانون من هشاشة العظام وخشونة الركبة خف لديهم الإحساس بالألم وتحسنت وظيفة الركبة بعد 8 أسابيع من التمارين المائية. كما تتحسن حالة المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي ويمارسون تمارين مائية معتدلة الشدة مع الاستمرار في تناول الأدوية.
ويستخدم الرياضيون أحيانًا أشكالًا مختلفة من العلاج المائي، حيث يستعملون الماء الدافئ والبارد بالتناوب. ويشعر الكثيرون بأن هذا العلاج يساعد على التعافي من التدريبات الشاقة وتجنب ظهور آلام العضلات المتأخرة.
حتى الأوجاع والآلام العامة التي يسببها الحمل، يمكن للعلاج المائي أن يحد منها. وقد تختار بعض الحوامل الولادة في الماء لتقليل الألم وتعزيز الاسترخاء.
وتعد التمرينات المائية من أشكال النشاط البدني الخفيف، وتجري ممارستها عادةً في حوض سباحة باستخدام معدات متخصصة. وتسمح بتمرين العضلات ورفع معدل ضربات القلب دون زيادة الضغط على المفاصل. وهذه التمرينات مناسبة للمصابين بالتهاب المفاصل أو الألم العضلي الليفي وكبار السن، الذين قد يكونون أكثر عرضة لخطر السقوط أو يجدون التمرين أسهل في الماء. وهناك أيضًا اللفائف والكمادات باستخدام الماء الساخن أو الدافئ أو البارد.
“صدقني خد لك حمام”