الكاتب الصحفي محمود الشناوي، صاحب أول مؤلف عن داعش (داعش خرائط الدم والوهم) يؤكد أن “التجربة المتقاربة بين مصر وتونس في تصدر تنظيم الإخوان واجهة المشهد، ونجاح مصر في التخلص من التنظيم الإرهابي، والانتقال من شبه الدولة إلى الدولة الأهم في المنطقة، أدي إلى تقارب الرؤى بين البلدين، حيث تسعى مصر وتونس حاليا إلى تشكيل حلف لمواجهة التطرف والإرهاب ، من خلال التنسيق والتعاون على أعلى المستويات ثقافيًا، في ضوء تخوف التونسيين من طغيان الفكر المتطرف، ومحاولات حزب النهضة -الذي يرأس قائده راشد الغنوشي البرلمان هناك – الحثيثة لنشر التشدد بدعم إقليمي ودولي، وتدشين مقر كبير لما يعرف بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الإخواني يوسف القرضاوي، وما يقوم به من عمليات استقطاب وتجنيد للنشء والشباب، كل ذلك أدى إلى ضرورة الاتفاق على تربية النشء التربية السليمة لمواجهة التطرف، ومنع تسرب الإرهاب للشباب”.
وأشار الشناوي، في تصريحه لوكالة فرات ANF، إلى أنه ليس ثمة شك في أن الزيارة الحالية لقيس سعيد إلى لمصر لا يمكن استثناؤها من الظروف التي تحيط بتونس من محاولات إخوانية لضرب التجربة الديمقراطية، ونشر الإرهاب والسيطرة على الحكم، لذلك أعلن الزعيمان اتفاقهما على ضرورة مقاومة الأفكار الهدامة التي تقوم بغسل أدمغة الشباب والدفع بهم نحو الإرهاب، فمصر تبقى نموذجًا لابد من الإشادة به في محاربة الإرهاب الإخواني المتطرف، الأمر الذي دفع بمصر نحو الاستقرار والنمو والتقدم، بعد أن أطاحت بنظام الإخوان وبدأت في بناء دولة وطنية حقيقية”.
وأضاف “ومصر وتونس ترتبطان بعلاقات ثقافية متميزة ومستمرة، وهناك تعاون مثمر يجمع البلدين في مختلف القطاعات الإبداعية والفنية، وبما أن الثقافة لها دور أساسي في محاربة الأفكار المتطرفة والإرهاب، فلا يمكن التعامل معها على أنها أمر هامشي نملأ به الفراغات ، بل لابد لها أن تكون أساسية مرجعية في مستوى عمل السياسات العامة سواء على المستوى المحلي أو العربي بصفة عامة، حتى يمكن رسم سياسات وطنية في مجال الثقافة تعكس عراقة الأدب والفنون والتاريخ العربي، الأمر الذي يساهم في إحداث تغيير حقيقي في المشهد المجتمعي والفكري، وهو ما تحتاج إليه تونس حاليا، من خلال الاستفادة من التجربة المصرية، لذلك كان القرار أن يكون العام ٢٠٢٢ عامًا للثقافة المصرية التونسية، فالإرهاب ينتج عن وجود فراغ في سياسات معينة نتيجة ضعف التنشئة في مجتمعاتنا وانعدام الوعي الثقافي، لذلك كان حرص القائدين على أن تكون الثقافة محورًا أساسيا في التعاون، ومحركًا حقيقيًا لتنمية الإنسان وقدرته على التفاعل مع المحيط الذي يتواجد فيه”.
وأوضح أنه “يجب التأكيد على أن اختيار العام القادم عامًا للثقافة المصرية التونسية ، هو إدراك حقيقي لأهمية الثقافة في المجتمع والسياسات العامة”.