لاشك أن هناك أخبارًا عندما يتم نشرها في وسائل الإعلام تضر ولا تفيد المجتمع، وتعمل على زيادة حدة العنف والحقد الطبقي، وتثير الحنقة في النفوس وغيرها من السلبيات والأمراض المجتمعية، وخاصة عند ضعاف الإيمان والثقة بالله.
والأخبار هي الأرقام الفلكية بملايين الجنيهات التي حصل عليها الفنانون نظير أعمالهم الدرامية والفيلمية التي قاموا بها خلال شهر رمضان، والتي غالبيتها للأسف لا تغني ولا تسمن من جوع وتمتلئ بأفكار مشاهد بلطجة وجنس ومخدرات وغيرها من الموبقات ولا تناسب جلال ووقار الشهر الكريم أو أي شهر من شهور السنة وللأسف لم يفكر أحد أن ينتج مسلسل ديني كما كان في الماضي، وأيضًا هناك الإعلانات التي تذاع يوميًا عن الفيلات والشقق بالكمبوندات والتي أقل سعر فيها للوحدة يتعدى الاثنين والثلاثة ملايين جنيه.
بلا شك أن هذه الأخبار والإعلانات والتي على شاكلتها تثير العنف والحقد الطبقي وتؤدي إلى ازدياد معدلات الجرائم؛ لأنه من المعروف أن غالبية الشعب المصري من الطبقة المتوسطة؛ وهي طبقة مكافحة وأصبحت الآن تحوي نسبة كبيرة من محتلي الوظائف والمهن المهمة والعليا، وذلك بعد الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر وإجراءات الإصلاح الاقتصادي، وهناك الكثير من الأسر محدودة الدخل وتعيش على الكفاف وكل هذه الأخبار والإعلانات توغر الصدور وتقوض العزيمة وتهبط بالهمم؛ لأنها تظهر عجز هذه الطبقة عن توفير احتياجاتها وتطلعات أولادها.
كما أن تأثير هذه الأخبار والإعلانات على نفوس غالبية الشباب الباحث عن وظيفة وما أكثرهم أو في أول طريق المستقبل وينقب عن شقة في حدود إمكاناته أو إمكاناته أهله المحدودة سوف تملئ صدره بالحقد تجاه الأغنياء وربما يتجه بعض منهم للانحراف للحصول على المكسب السريع، وهناك من يفقد إيمانه بقضية الانتماء، وهذا ما نراه في انضمام بعض الشباب لجماعة الإرهاب.
ولذا يجب على القائمين على وسائل الإعلام الحد من نشر الأخبار التي من الممكن أن تؤدي إلى إثارة النفوس بين طبقات الشعب المصري والتي حجبها يفيد ونشرها يضر، ومنها أيضًا قيمة عقود لاعبي كرة القدم وأيضًا على المؤسسات الدينية والمجتمع المدني والإعلام تكثيف البرامج الدينية لزيادة الجرعات الإيمانية وخاصة لدى الشباب.
mahmoud.diab@egyptpress.org