كتب مصطفى الدمرداش
لماذا أشعر بالحكة في جلدي؟ ليس ذلك نتيجة لإهمال البشرة! هذه هي الإكزيما الوراثية (التهاب الجلد التأتبي أو الجلد الجاف الموروث) – الشكل الأكثر شيوعًا للإكزيما. وهي شائعة في أنقى أنواع البشرة، بشرة الأطفال ولكن يمكنها أن تظهر في أي عمر.
تستمر معاناة مرضى الإكزيما الوراثية مدى الحياة وتسبب اضطرابات في نمط الحياة الطبيعي. ليس هذا فحسب! فالإكزيما الوراثية ليست مجرد مشكلة جلدية، فهل يمكنك أن تتخيل الحرج الذي تسببه تلك الإكزيما للمريض؟! هل يمكنك أن تتخيل التأثير السلبي الذي تتركه على حياة المريض الاجتماعية أو المهنية؟!
ولكن.. ألا يوجد علاج لتخفيف التهاب البشرة الناتج عن الإكزيما الوراثية؟!
يمكن لبعض العلاجات الموضعية والاستخدام المنتظم للمرطبات ومنتجات العناية بالبشرة أن تخفف من الحكة وتمنع تدهور المرض.
وحول هذا الموضوع يقول د. عاصم فرج – أستاذ دكتور الاماض الجلدية و التجميل” فأحياناً يقف الطب المألوف عاجزا أمام تقديم حل جذري لبعض الأمراض الجلدية، فالبرتوكولات العلاجية المستخدمه حاليا تقوم فقط بمنح المصاب شيء من الراحة الموضعية من خلال استخدام بعض أنواع الأدوية الغير آمنة عند الاستخدام على المدى الطويل (بعض أنواع الكريمات أو المراهم التي تحتوي على الكورتيزون، المضادات الحيوية، والأدوية التي تثبط عمل جهاز المناعة) فهي قد تسبب بعض الاثار الجانبية الخطيرة مثل إعاقة النمو، ضعف جهاز المناعة، وغيرها من المشاكل، وخصوصا لدى الأطفال. لهذا السبب، يتم إعطاء هذه الأدوية لفترات محدودة وفي حالات الإلتهاب الشديدة فقط. كذلك، ونظرا لأن أسباب التهاب الإكزيما الوراثية ما زالت غير مفهومة بشكل كامل حتى الان، فإن العلاجات التقليدية من الممكن أن تتيح سيطرة محدودة ومؤقتة فقط على أعراض المرض، لكنها غير قادرة – للأسف – على تقديم الحل الجذري لهذا المرض.”
و السؤال الآن : هل يوجد حل؟ هل هناك وسيلة لتحسين حياة هؤلاء المرضى؟
ويضيف د.عاصم فرج تُعدُّ الإكزيما الوراثية من أكثر أمراض الجلد شُيوعًا، وهو يُصِيبُ حوالي 3.6% من البالغين كما أن نسبة الإصابة قد تصل إلى ثلاثة أضعاف هذه النسبة في الأطفال والمراهقين. كما يُصاب مُعظم المرضى بهذا الاضطراب قبل سنّ الخامسة، ويُصاب العديد منهم قبل العام الأول من العمر.
كما صرح د.عاصم ، يختلف شكل المرض وأعراضه بشكل كبير من شخص لآخر وتتمثل الاعراض فى الشكل الاتى :
• جفاف جلد
• الحكة التي قد تكون شديدة وخصوصًا في الليل مما يسبب مشكلات وصعوبه فى النوم
• جلد سميك، متشقق، متقرح، حساس ومتورم بسبب الخدش
• بقع حمراء إلى رمادية مائلة إلى اللون البني
وأخيرا اختتم د. عاصم مقاله ” ان من أكثر الاعراض صعوبة هو ان يعاني المرضى البالغين من انعدام الثقة بالنفس والشعور بالحرج والإحساس بالضيق مما يمنعهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي. أما بالنسبة للأطفال فالمشاكل اكثر حده اذا كان الطفل مصاب بالإكزيما الوراثية، لأنه قد يؤدي لتعرض الطفل للتنمر من زملاؤه، ولذلك يجب على الأب والأم التحدث الى موظفي الرعاية فى المدرسة وآباء وأمهات الاطفال الآخرين وشرح حالة طفلهم، واقناعهم أنه ليس مرض معدي ولا يمكن أن يسبب عدوى للأطفال الآخرين.
كما يجب أيضاً على الآباء والامهات وأفراد الاسرة، والمدرسين أن يتفهموا المعاناة التي يعيشها هؤلاء الأطفال وأن يمدوهم بالدعم العاطفي الذي يحتاجون إليه.
استاذ د.عاصم فرج
استاذ الامراض الجلديه والتناسلية بكلية طب بنها
رئيس المؤتمر الدولى لامراض الجلديه – شرم ديرما
رئيس الجمعية المصرية للامراض الجلدية التجميلية