حينما يتحدث اليهود وأعوانهم عن الوطن البديل للفلسطينيين يظنون أن أى أرض يمكن أن تستبدل بها الأرض المباركة ويظنون أن الأمر أمر إسكان لاجئين أو استقرار مشردين وما علموا وهم يتجاهلون أن هذه الأرض لا تدانيها أرض أخرى ولا يمكن أن يقوم مقامها وطن بديل فى أى بقعة من بقاع الكرة الأرضية إذ أن هذه الأرض مرتبطة بعقيدة المسلمين سجلت فى كتاب الله بوصفها القبلة الأولى وبوصفها مسرى النبى وبوصفها معراج الرسول وبوصفها الأرض المباركة .
ولذلك فهى لا تخص الفلسطينيين وحدهم ولا تخص العرب وحدهم بل تخص المسلمين أينما كانوا وحيثما وجدوا وما دام كتاب الله والقرآن موجوداً على الأرض يتلى وفى الأرض مؤمنون فليس هناك استقرار لدولة اليهـود وهى فى طريقها لأن تصبح من مخلفات التاريخ كما أصبحت دولة الصليبيين من قبلها من مخلفات التاريخ تؤلف الكتب عن أسباب زوالها ويكتب الباحثون أبحاثهم ويعطى العلماء آراءهم فى ذلك كلهم أو جلهم وسينسى أو يتناسى الحقيقة الأزلية وهى استحالة أن يملك هذه الأرض غير المسلمين وأن تبقى فى حوزة أعدائهم لأن هذه إرادة الله بينها ليلة الإسراء … والواقع أن العالم كله يفقه القضية الفلسطينية أو القضية اليهودية بالأحرى وإنما كل فئة تنظر إلى القضية من زاوية معينة تتفق مع مصلحتها وهذه النظرة بالنسبة لمصالحها صحيحة ، فالغرب ينظر للقضية على أنها امتداد للحروب الصليبية ، وأن اليهود أداة فى يديه لتمزيق الوطن الإسلامى والسيطرة على بلاد المسلمين وتهديدهم حتى لا يفيقوا مرة أخرى فيتعرضوا لقيادة الدنيا وإنقاذها مما تعانيه . ولقد حاول العالم منذ عام 1948 أو القوى الكبرى فى العالم أو الغرب على وجه التخصيص أن يثبت إسرائيل دولة فوضع الحلول وحاك المؤامرات ولكن المؤامرات تفشل والطبخات تحترق وذلك بفضل الله وبمعاونة اليهود أنفسهم حيث يرفضون كل ما يعرض عليهم حتى يأتى يومهم الموعود وقدرهم المرصود فتزول دولتهم بآثامها وشرورها وإن الغرب اليوم يحاول جاهداً لإنقاذ دولة اليهود من مصيرها المحتوم وقدرها المرسوم رغم أنفها ، ولكن اليهود يتمردون على من أوجدهم ، ذلك بأنهم قوم لا يعقلون وصدق الله إذ يقول فى حقهم ( لا يقاتلونكم جميعاً إلا فى قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ) . وإن من بركة الأرض المباركة أن المسلمين يتوحدون دائماً عن طريق استخلاصها من أيدى أعدائهم وذلك أن الأمة الإسلامية حينما تبتعد عن محور قوتها وهوالإسلام يلحقها الضعف والتشتت فتقام فيها دول ودويلات حتى تصل فى صغرها إلى مستوى الأحياء والحارات فيأتى العدو ليتسلل عبر هذا الضعف فيأخذ الأرض المباركة وتسقط القدس ، ويسقط الأقصى فى يديه ، عند ذلك تبدأ الأمة فى التحرك حركة الحياة من جديد حتى إذا وقفت على قدميها كرت على عدوها لتخلص الأرض المباركة منه فتتوحد من أجل ذلك أو بسبب ذلك كان ذلك فى الحروب الصليبية وكان ذلك فى حروب التتر وهو الآن . وسيستمر اللقاء والتقارب حتى يصل إلى حد التمازج والتلاحم فيشترك المسلمون كل المسلمين فى تحرير الأرض المباركة التى تكون سبب وحدتهــم .
Fawzyfahmymohamed@yahoo.com