مصر-السيسي ومعركة رد الاعتبار للقدس والسلام!!
مصر تمتلك مفاتيح الحرب والسلام ايضا وهذه حقيقة يدركها العالم ومن قبلهم اسرائيل ومن وراءها .مصر هي القادرة على ان تضع وترسم وترسخ علامات الطريق على هذا الصعيد.
كل محاولات التغريد بعيدا عن مصر فيما يتعلق بالسلام اوالحرب كان مصيرها الفشل وتقود في النهاية الى مصر حتى في حال التقهقر من جانب كل الاطراف.
مصر هي القادرة على اعادة عملية السلام الحقيقي الى مساراتها والقفز فوق اوهام قادة اليمين المتطرف في اسرائيل والقوى المساندة لهم..الذين اغتروا بعملية السلام وحولوه الى لعبة ماسخة وتلاعبوا بها وتعمدوا افراغ العملية من اي مضمون لها الا مصلحة الصهيونية ولم يروا فيها الا احلامهم غير المشروعة فبدأت المعركة تحت شعار الارض مقابل السلام ثم الامن مقابل السلام او السلام مقابل السلام ثم السلام مقابل الاستسلام..وصدقوا انفسهم وظنوا انهم مانعتهم حصونهم واستهانوا بكل شيئ حتى فوجئوا بان الارض قد زلزت من تحت اقدامهم!
مصرالسيسي بعد انجاز وقف النار الاخير اثبتت انها صاحبة القدرة على الفعل المؤثر والمتحكم في دفة الامور ومجريات الاحداث سواء سياسيا اوعسكريا وهي القادرة ايضا على احتواء عمليات الخداع المزدوج الصهيو- امريكي والاصرار على الالتفاف على الحقوق الفلسطينية والعربية دون اعتبار لحرج الظرف واللحظة التاريخية التى تمر بها المنطقة.
الرئيس السيسي نجح في استخدام اوراقه جيدا لفرض الرؤية المصرية ونجح في ترويض الاطراف المتمردة شديدة التطرف وان تحول بوصلة داعمي التطرف والعدوان وتجبرهم على الجنوح نحو صوت العقل الذي سيقود حتما الى السلام.
الان المقاومة الفلسطينية استطاعت ان تقلب موازين المتلاعبين بالسلام والمنحرفين به عن طريقه واهدافه بصورة اربكتهم واصابتهم بالهذيان وكشفت بوضوح عمليات الزيف والخداع واوهام وهشاشة ما كان يبدو مع غطرسة القوة وعنجهية وصلف وغرور المحتل كما فضحت مواقف التخاذل المخزية واعادت الاعتبار لاهم اوراق الضغط والمناورة والحماية والردع المطلوب لكبح جماح تطرف العدو والراغبين في انهاء القضية الفلسطينية وبقايا القضايا العربية المعلقة حتى حين في لبنان والجولان..والتى نأمل ان تمنحها المقاومة قطرات من اكسير الحياة حتى تحين فرصة ربما تاتي من حيث لا يدري الانهزاميون.
الان وبعد استعادة سلاح المقاومة بنجاح واثبات فاعليته وقوة وشدة تأثيره..امام العرب والمسلمين فرصة حقيقة لاعادة الامور الى نصابها الصحيح واجبار قوة الاحتلال على الرضوخ والتوقف عن الاستغراق في اوهام التهام الحقوق الفلسطينية والعربية وعدم احترام مبادئ القانون الدولي نحن امام لحظة فارقة ان لم يتم فيها اعادة ترتيب الاوراق بجدية واستغلال كل التطورات والنتائج الايجابية للمقاومة واستثمارها في ازالة اثار العدوان والتخلص من كل الموبقات التى منحت العدو الفرصة والقوة للتلاعب بالقضية حتى ظن واعتقد انها ماتت فاصيب بالغرور وتمادى في صلفه وعناده حتى انه كان يتحدث سرا وجهرا ان فلسطين انتهت الى غير رجعة ولا احد يتحدث عن حل دولتين او ما شابه وانما دولة واحدة يهودية خالصة. واعماه الغرور وسقط في شر اعماله مع اول اقتراب من القدس وعلى عتبات حي الشيخ جراح.اذا لم نستثمرها ونبني فوقها فلا نلومن الا انفسنا فالفرصة سانحة وربما لاتتكرر.
لابد من الاعتراف ان انتصار المقاومة الاخير ووقفتها البطولية سواء في غزة وداخل الاراضي المحتلة وفي القدس اتاحت فرصة عبقرية نادرة للتعرف على الكيان من الداخل بعد ان سقطت كل اوراق التوت التى كان يتخفى الاحتلال وراءها ويحجبها عن العالم فقد تعرى تماما وانكشفت كل السوءات والاوجاع في قلبه واوصاله وتاكد للجميع مدى هشاشة البناء الداخلي القائم على الظلم والاضطهاد والتفرقة العنصرية والاستعلاء الصهيوني وايضا سقطت اسطورة تزييف الوعي التى برع فيها الصهاينة مستغلين حالة الضعف والهوان والتفرق والتمزق الفلسطيني والعربي اذ ظهر للجميع بجلاء الصراع الكبير والخداع الاكبر والوعود المزعومة بالفردوس غيرالمفقود داخل الكيان او ما يسمونه واحة الديموقراطية ومجتمع الرفاهية والتقدم.
الفرصة مواتية تماما لاثارة المسكوت عنه غصبا اورضاء خاصة ما يتعلق بعمليات التهجير القسري وهدم البيوت الفلسطينية وعمليات التهويد المسعورة للبلدات والاحياء العربية وتغيير كل ما له صلة بالتاريخ والوجود العربي والاسلامي.
خطيئة كبرى سقط فيها الجميع حين لزموا الصمت حيال قضايا المستوطنات وقضم والتهام البيوت والاحياء العربية وطرد سكانها حتى لايكاد يبقى شيء للدولة الفلسطينية..
والخطيئة الاكبر حين تعامى الكثيرون عن المستوطنين وما يفعلونه والتدليل اللامحدود من سلطات الاحتلال لهم سواء في هجومهم على العرب والفلسطينين وفي تدنيسهم للمقدسات في القدس والبلدات داخل ما يسمى الحزام الاخضر.
امور كثيرة تفتح الباب وتضع الجميع امام تحد اكبر من المقاومة المسلحة وهومقاومة عمليات تزييف الوعي والتسلط اليهودي والاستعلاء الصهيوني الذي يمارس على اصحاب الحق والارض هذا التسلط الذي قرر ان يمحو كل شيء له صلة بالعرب والتاريخ العربي والوجود الاسلامي حتى ولو كان مجرد اسم ورسم.
ومن العجيب ان اسرائيل ملأت الدنيا ضجيجا وصياحا واستعداء لكل القوى وطالبت بكل وقاحة بضرورة تغيير المناهج التعليمية وحذف مواد بعينها تاريخية وغيرها دعما لمشروعات السلام المزعوم..وارضاء للاحتلال تم له ما اراد في الوقت الذي لم يتنبه فيه احد الى المخططات اليهودية الصهيونية الرامية الى عمليات التهويد لكل شيء من البشر حتى الحجر والتى لا يعوقها عائق فقد كشف كثير من الخبراء ان من بين الاستراتيجيات الراسخة سياسيا وتعليميا وفنيا وحتى في الجامعات العبرية والمدارس اليهودية هناك اصرار على فرض تصور ان العرب المعاصرين ليسوا الا امة بائدة وانهم امة كانت ذات ماضي عريق حضاريا ولكن بلا شيء ذي قيمة حاليا.ووصل الامر الى درجة الاعتقاد والترويج بان الهوية العربية الاصيلة لليهود والمهاجرين من العالم العربي الى اسرائيل حضاريا وثقافيا قد القيت في سلة المهملات التاريخية!
ولك ان تتخيل ما يحدث للعرب اصحاب الارض والمسلمين الفلسسطينين تحت الاحتلال وفي ظل هذه السياسات المجحفة التى ضج منها اليهود العرب انفسهم..فالجهات الرسمية الصهيونية سعت بقوة ولا تزال الى شطب الهوية العربية بما فيها العربية اليهودية ومارست ابشع انواع الاستهانة والاضطهاد باليهود العرب واعتبروا ان الهويّة اليهودية-العربية مثل الوباء الذي ينبغي مكافحته ويقولون أصبحت الحاجة ملحّة لعزل هذه القلّة من الناس التي ما زالت مصابة به في حجر صحي خشية انتقال وباء الهويّة غير المرغوب بها إلى غير المصابين!!
ويبدو ان الحركة الصهيونية قطعت شوطا كبيرا على صعيد معركة التهويد وحققت نجاحا كبيرا فيما وصف بان الامبراطورية البريطانية عجزت عن تحقيقه ابان استعمارها للهند والعديد من دول الشرق..تفوقت الصهيونية في السعي نحو خلق نموذج جديد للاسرائيلي شرقي في دمه ولونه وصهيوني اشكينازي غربي في الذوق والاخلاق والراي والذكاء!
قد يقول قائل ان الصهيونية وقوات الاحتلال لا تمنع تعليم اللغة العربية بل تفعل ذلك بنفسها؟
وهذا صحيح ولكن تعليم العربية في الكيان يتم لاهداف اخرى ليس من بينها حب العربية والاعتراف بقيمتها الحضارية ولكن من باب اعرف عدوك والامور الاستخباراتية المشهورة وهذا هوالاهم.
من اهم الاوراق التى سحقتها انتصارات المقاومة السقوط المدوي لآلات الكذب والخداع وتزييف الوعي الاسرائيلية في مقدمتها: افخاي ادرعي المتحدث باسم جيش الاحتلال واسرائيل تتكلم العربية.ومن قبل ذلك نتنياهو نفسه الكذاب الاكبر. ادوات خدعت العالم على مدى عقود واوهمته انهم لا يكذبون وانهم يدافعون عن انفسهم حتى سقطوا في الفخ وتسببوا في الاساءة الى مصطلح حق الدفاع عن النفس وكاد ان يكون بسببهم مصطلحا سيء السمعة!
البناء على ما تحقق ضرورة ومهمة وطنية وقومية والاهم الا نسمح للمتخاذلين والانهزاميين والراغبين في تصفية الحسابات بلا وعي.كفى فرقة وتمزقا ياسادة.
والله المستعان..
Megahedkh@hotmail.com