الإنسان ليس بمالك فى هذه الأرض ، إنما هو مستخلف على ما فى يده ما ملك ! فالمالك هو الله وخالق الشىء مالكه ! إنما قد عهد سبحانه بهذا الملك إليه ، لا يتصرف فيه على هواه ، وإنما بما يمليه عليه دين الله وهداه .. فلا هو يحرمه من فطرته فى حب الملك ، ولا هو يترك له العنان فيتجبر فى الأرض ! .. بل يضع له القيود الضابطة الموجهة ، حتى تؤتى هذه الفطرة ثمرتها المرجوة منها . وعلى ذلك تكون دولة الإسلام دولة خيرة .. تقوم على الخير وتفعل الخير وتعيش للخير .. وذلك سواء فى داخل أراضيها أو فى خارجها . فلا استعمار ولا استذلال لشعوب الأرض .. ولا سيطرة ولا هيمنة على خلق الله إلا بالحق .. ولا استعلاء ولا استكبار على الناس بغير الحق .. فالناس سواسية كأسنان المشط ! إن الذين يحاولون تعرية الجسد الإنسانى من لباسه ، والنفس الإنسانية من تقواها ومن حيائها من الله والناس ، والذين يطلقون ألسنتهم وأقلامهم ودعاياتهم كأذناب لبيوت الأزياء والمؤسسات الصهيونية العالمية .. إن هؤلاء يريدون أن يسلبوا الإنسان خصائص فطرته وخصائص إنسانيته ، ليجعلوا منه مخلوقا ممسوخا يتمرغ فى وحل الإنحلال ، فينفذون بذلك المخططات الصهيونية الرهيبة التى تعمل على تدمير البشرية بإشاعة الانحلال والحيوانية فى كل مقوماتها لتخضع فى النهاية لملك صهيون !! إن الذين يدعون إلى ( العرى ) ويمجدونه باسم ( المدنية ) و( الرقى ) .. إنما هم ألسنة الشيطان تريد أن تفعل بالبشرية ما فعله إبليس بأبويها من قبل ! و( جماعة العراة ) التى نسمع عنها فى المجتمعات الأوربية .. فتلك أحقر من أن يشار إليها .. ويجب أن ننظر إلى هؤلاء على حقيقتهم ، وندعوهم باسمهم الحقيقى : فهم ( الأبالسة ) ! إن ( العرى ) فطرة حيوانية ! فإن هبط إليها الإنسان .. فقد انحدر إلى مرتبة الحيوان ! .. وإن رأى فى ذلك ( جمالا ) أو ( فنا ) أو( مدنية )
فهو انتكاس ذريع فى ذوقه ومفهومه وتصوراته !! إن المعركة مع الشيطان عنيفة عنيفة .. أعنف بكثير .. وكثير جداً مما يتصور هذا الإنسان اللاهى الغارق فى خضم الحياة الصاخب ! والمعركة العنيفة تستلزم ولا شك استعداد كاملا .. وحذرا شاملا .. وسلامة فى التخطيط .. واستماتة فى الدفاع كذلك هى معركة شاملة .. لم تترك جانبا من جوانب الحياة إلا سلكته .. فالإنسان هو ميدانها .. وبقدر ما يمتد نشاطه ويتعدد فى هذه الحياة ، بقدر ما يتسع نطاق المعركة . فهى معركة فى الضمير .. معركة مع الهوى وسلاحها اتباع الهدى ! ومعركة مع الشهوات وسلاحها الإرادة ! وهى معركة مع الفساد وسلاحها اتباع شريعة الله والاستمساك بدينه ! معركة مع شياطين الإنس فهم جنود إبليس .. يأتمرون بأمره ويسرون على خططه .. ويريدون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا . ومن ثم .. فالجهاد ماض إلى يوم القيامة .. وطوبى للمجاهدين المخلصين !!.