رغم كل المحاولات المغرضة للنيل من العلاقات المصرية –السودانية الا أنها آبت , فالتاريخ والمصير المشترك يعصى على دعاة الفتنه والتفرقه , فمنذ أمد التاريخ والشعبين فى خندق واحد, وتمثل أراضيهم عمقااستراتيجياً لمرتكزات الأمن القومي للدولتين وللأمن القومى العربى بصفه عامة ,ففى ظل أجواء من التهديدات الاقليمية الموجهة لمصالح الدولتين وفى إطار تعزيز التعاون العسكري المشترك لمواجهتها وصل عدد كبير من عناصر القوات المسلحة المصرية الى الاراضى السودانية للمشاركة فى التدريب العسكري “حماة النيل” حيث تشارك فيه عناصر من القوات البرية والبحرية والجوية لكلا البلدين, وهو يعد استكمالاً لسلسلة التدريبات السابقة بين قوات البلدين التى تمثلت فى “نسور النيل 1″ , و”نسور النيل 2” , وذلك للوقوف على مستوى الجاهزية القتالية والعملياتية للقوات المشاركة ,إضافة الى زيادة مستوى الخبرات التدريبية للقوات المشاركة , وقد لاقت القوات المسلحة المصرية المشاركة ترحيب كبير من قبل اللواء الركن مالك الطيب مدير إدارة التدريب بهيئة الاركان السودانية ,واشاد بما تتسم به القوات المسلحة المصرية من كفاءة عالية وجاهزية قتالية وخبرات تدريبية متميزة , فالسياسية المصرية والسودانية تتميز بحالة من الانسجام وبخاصة على مستوى القيادة , ولديهما رؤية موحدة تجاه مواجهة التهديدات التى تحيط بالمنطقة والتى تهدد المصالح الحيوية للبلدين, كما ان هنا أرث كبير من العلاقات التاريخية والثقافية المشتركة , وعلى المستوى الاستراتيجي تعد السودان عمق استراتيجي للأمن القومى المصري وكذلك تعد مصر عمق وركيزة هامة من ركائز الأمن القومي السوداني فى إطار الأمن القومي العربى , وقد قامت مصر قيادة وشعباً بمساندة الشعب السوداني للعبور من الاحداث التى سادت الفترة الماضية والتى لعبت القوات المسلحة السودانية دوراً كبيراً فى حماية مقدرات الشعب السوداني والحفاظ على وحدته والعمل بكل جهدا من أجل تعزيز الاستقرار والتنمية فى الاراضى السودانية , كما ان الدولتين يمتلكان رؤية مشتركة لحل الخلافات بالطرق السلمية بما يعزز الاستقرار الاقليمي والعالمي ,وقد حرصا خلال الفترة الماضية على الدخول مع اثيوبيا فى مفاوضات طويلة من أجل التوصل الى اتفاق قانوني ملزم بشأن تشغيل وملء سد النهضة الاثيوبى الذى تم بناءه فى ظروف مرت بها مصر ثم السودان دون تشاور أو إخطار مسبق , ورغم التعنت الاثيوبى ورفض مبادرات الحل وهو ما يدفع الأمور الى التصعيد , وهذه التدريبات المشتركة إنما تعبر عن الاستعداد التام لقوات الدولتين للدفاع عن مصالحهما وغير موجهة الى أى طرف , لكنها تحمل فى نفس الوقت رسالة بوحدة الصف والمصير والدفاع المشترك.