عندما تفقد المرأة شريك حياتها تفقد معه أشياء أخرى فهى تفقد الأمان والسند فى الحياة وتبدأ فى رصد كل تصرف لها ، بالإضافة إلى أن مستواها الاجتماعى يقل إذا كان الزوج رجل أعمال ويدير مشروعات خاصة لا تستطيع إدارتها بعد وفاته أو إذا كان صاحب مركز مرموق فى المجتمع ، فتفقد مكانتها واهتمام من حولها لمجرد وفاته . والبلاء نعمة فى صورة نقمة ، والصبر عليه من أعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى ، والله يمتحن عباده المؤمنين حين يبتليهم : ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ) . وكان الرسول صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى فى الصبر على البلاء فصبر على موت ( خديجة ) و( أبى طالب ) وصبر على موت أولاده فى حياته بجانب الصبر وتحمل الأذى فى مشوار دعوته وكان الصبر عنواناً له طوال حياته . واهتم القرآن الكريم بموضوع الصبر اهتماماً كبيراً وذكره فى كثير من آياته لأنه كنز من كنوز الخير لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده ، فهو يبعد المسلم عن الجزع ويجعله قريباً من رحمته راضياً بقضائه وقدره لأن الله يريد أن يختبر عبده المؤمن فإذا نجح العبد فى الاختبار وصبر عند البلاء عوضه الله عنه خيراً ، ومن أجل ذلك أمرنا الله بالصبر وحضنا على التمسك به . وإذا أصيب العبد بمصيبة فى أهله أو ماله أو بدنه واستقبل هذا بصبر جميل عوضه الله عن صبره الخير الكثير ورزقه أحسن وأعظم مما أصيب به . ويكفى الصابرين شرفاً أن الملائكة تسلم عليهم فى الجنة .. وحين ينزل قضاء الله ويموت الزوج قد تشعر المرأة بأن حياتها انتهت لأن رابطة الزوج رابطة مقدسة وهى سماها الله عز وجل رابطة المودة والرحمة والسكن ، إن الرضا بالمحتوم وبما قسم الله هو أفضل الوسائل للتصالح مع النفس وقهر القلق والبدء من جديد .
( للمقال بقية ان شاء اللــــــــه )