فى لحظة تاريخية تحتضن بغداد القمة الثالثة لكل من مصر والعراق والاردن استكمالاً لما تحقق خلال قمتي القاهرة وعمان , ويسعى قادة الدول الثلاث الى تدشين مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية والتعاون الوثيق إنطلاقاً نحو تحقيق التنمية المستدامة والرخاء لشعوبهما ,والعمل على دعم العمل العربى المشترك وصيانة الأمن القومي العربى فى ظل التهديدات التى تهدد المنطقة العربية وفى مقدمتها الأرهاب والفكر المتطرف , والتهديدات الموجهة الى الأمن المائي العربى فى الدول الثلاث , والتى تحتاج الى التكاتف فى مواجهتها , وتعد زيارة الرئيس السيسي لبغداد لحضور هذه القمة الأولى لرئيس مصري منذ ثلاثون عاماً , وقد عبر الرئيس عن سعادته الكاملة لزيارة بلاد الرافدين ذات الحضارة التاريخية العظيمة , وعبر عن استعداد مصر للتعاون الكامل مع الاشقاء فى كافة المجالات ولاسيما الطبية فى ظل ظروف انتشار جائحة كورونا , وان السياسية المصرية واضحة وتؤكد على رفض التدخلات الاقليمية فى شؤون الدول العربية بما تستهدفة من زعزعة الاستقرار وإضعاف جهود التنمية وتفتيت وحدة الصف العربى , فموقف كل من العراق والاردن وباقى الدول العربية الداعم للحق المصري والسوداني إزاء أزمة سد النهضة إنما يعبر عن موقف عربى أصيل وموقف دولى متوازن لدعم حقوق الشعوب ورفض الجور بها أو وضعها موضع مساومة , والموقف المصري إزاء القضية الليبية يتبنى التسوية السلمية لمخرجات قمة برلين واعلان القاهرة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة , وضرورة الحوار الليبى واستكمال العملية السلمية وإخراج القوات الاجنبية والمرتزقة من الاراضى الليبية ,وعلى صعيد الأزمة السورية يقف مع الحل السلمي والحفاظ على وحدة وسلامة الاراضى السورية ومؤسساتها , كما تعتبر مصر القضية الفلسطينية فى قمة أولوياتها وتقف بشكل كامل مع حق الشعب الفلسطني فى اقامة دولته المستقلة وعاصتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967 , فإجتماع الرئيس السيسي مع كل من العاهل الاردني الملك عبد الله ورئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمي فى بغداد يبعث برساله تأكيد وتضمان إزاء التهديدات الاقليمية والمخاطر التى يوجهها الأمن المائي العربى.