المفروض إن الدور الحقيقى للسينما والدراما أن ترتقى بالنفس وتعمل على إعلاء قيم الفضيلة والأخلاق والإحساس بالجمال وتبرز قيمة العلم والعمل الجاد وتأصيل المواطنة وبث الحب والتآلف بين أفراد الشعب وغرس حب الوطن والذود عنه إلى آخر هذه القيم العظيمة التى تمثل أساس وعصب لنجاح أى مجتمع والعمل على تطوره وتحضره لأن الفن أصبح له دور فاعل فى بناء العقل وتشكيل الوعى والقوة الناعمة فى تشكيل ثقافة الإنسان وإدراكه.
والمفروض أيضا على الممثل أن يكون قدوة سواء فيما يصدر عنه من تصرفاته فى حياته الشخصية أو فى اختيارات أعماله الفنية التى يجب أن تهدف للصالح العام بعيدا عن الإسفاف والابتذال لأنه أصبح يحظى بإعجاب عموم الناس وخاصة غالبية الشباب الذين يفتنون به ويقلدونه فى كل تصرفاته وأفعاله وحركاته خاصة فيما يقدمه من فن وهذا ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسى فى إحدى مداخلاته بأحد البرامج على التلفزيون المصرى بأن الدراما قادرة على ترجمة الوعى بشكل كبير كما أنها أكثرها تأثيرا على الجمهور ووعيه .
ولذا هناك مسئولية كبيرة وضخمة على العاملين فى هذا المجال أن يقدموا الأعمال الفنية الهادفة التى تبرز القيم وتعالج القضايا المختلفة والبعد عن الأعمال الهابطة والمتطرفة التى تتضمن مشاهد إسفاف وابتذال وفجور وعنف وكل ما يتنافى مع أعرافنا وعاداتنا وتقاليدنا وقيم مجتمعنا حتى يصبحوا بالفعل مشاعل تنوير لا معاول هدم لأنه للأسف الشديد أصبح الآن الغث من الفن هو الكثير والذى يحتوى على ما يصدم المجتمع فى قيم وتعاليم دينه من مشاهد عرى وألفاظ بذيئة وإظهار الفاسدين والمنحرفين فى أدوار محببة وجميلة وعيشة رغدة يتمناها ويحلم بها معها معظم المشاهدين وأصبحت الأعمال الفنية الهادفة أقل من المأمول وتكاد تعد على أصابع اليد الواحدة.
وبلا شك أن تعاليم الأديان السماوية كلها تدعو إلى الفن الذى يعلو بالأخلاق ويرتقى بها ويرق بالمشاعر ويهذب السلوك ويهدف الى بناء الإنسان ليكون صالحا ومفيدا للناس والمجتمع ومتجها لربه وترفض كل ما يدعو ويشجع على الانحراف والفساد وإثارة الشهوات والغرائز والسقوط بأذواق الناس نحو الهاوية.