قال..
وحيث أن القلوب يا صديقي تحمل أصحابها وتقودهم..
فاحرص ألا يضعك قلبك في أرض تتألم وأنت تغادرها..
أو ترحل منها بلا قلب..
لأنك حتما ستغادر يوما..
أو سيفارقون هم..
ولأن المرء يحمل زادا لكل سفر..
فاحرص ألا يكون زادك عند الوداع..
وجعا يدميك كلما تقدمت خطوة..
أو جُرحا يؤلمك إن هممت بالتراجع..
أو نزفا يقطر روحك قطرة قطرة إن بقيت مصلوبا في فراغ ما بين الإقدام والإحجام..
وأنت مكتوف الإرادة تناديك مشنقة..
ويصدك لهيب ومحرقة..
وما أسوأ المنتصفات..
فحينها..
تلك الخطى التي رُسمت بالدم..
لن تُمحى بالندم..
وسيبقى الأثر..
كوشم ملعون على ناصية القلب..
يراه الأعمى..
وتغفل عنه عيون هؤلاء..
أتعلم لماذا؟!..
لأنهم اقتحموا قدرك..
وقد ألقوا خلفهم ثياب البصيرة..
وتركوا خارج الأعتاب عيونهم..
حتى لا يُبصروا ملامحك حين تتشوه بصورهم التي احتلت تفاصيلك كلها دون جرم إلا عشق بلغ حد الجنون وفاق..
معترفة بالإثم رغم إنكار أصحابها..
فيدركوا حينها مدى بشاعتهم وقسوة ما اجترحته قلوبهم..
فكيف تعترف الجوامد وينكر من تدب فيه الحياة؟!..
وعلى الحقيقة يا صديقي..
أنهم موتى فوق الأرض يسيرون..
وصعب على مثل هؤلاء أن يروا أنفسهم على حقيقتها حين تسقط الأقنعة..
وما أسوأهم حينما يخلعون مسوح الرهبان فتبدو من خلفها وجوه الشياطين..
أو ربما..
أشفقوا عليك من أن ترى الإفك يموج بضفافها فتتألم..
فتركوك على الجهالة وراح يوزعون أنخاب النصر..
وانتظروا حتى تتعلم..
-#يليه..
وستدرك متأخرا جدا يا صديقي..
أن بعض الجروح لا تُشفى..
مهما مر الزمن..
وبعض الذكريات لا تُنسى..
حتى يلفك الكفن..
وربما..
تصحبك لعنتها في قبر يضم روحك..
ويترك الجثمان العاري من الحياة لقسوة المواسم..
يلفحه حر هجران..
ويصفعه قر خذلان..
ولا ربيع هناك يُنتظر..
لتعود الدماء يوما إلى عروق طالها اليباس..
جفت الصحف..
وماااات القلب بؤسا..
فمن ذا يقنعه أن يعود ثانية؟!..
من يدعوه حتى يتحلم؟!..
آااااه..
ورفع القلم..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..
هامش: يتحلم أي يتعلم الحِلمَ