كتب إبراهيم أحمد
يتجه الناس في جميع أنحاء العالم إلى العلاقات الافتراضية مع المؤثرين “من جانب واحد” للتعامل مع آثار جائحة كورونا. ووفقًا لأحدث أبحاث كاسبرسكي، فقد ازدهرت العلاقات الافتراضية أحادية الجانب في جميع أنحاء العالم وسط إجراءات الإغلاق والتباعد الجسدي التي أعقبت اندلاع أزمة الجائحة. ووجدت دراسة كاسبرسكي الاستطلاعية البحثية العالمية التي شملت أكثر من 15,000 شخص في 25 دولة، أن 36% من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في دولة الإمارات يرون أن المؤثرين الذين يتابعونهم أتاحوا لهم “الهروب من الواقع”.
وأظهر الاستطلاع، أن العلاقة أحادية الجانب لم تعد جديدة أو غريبة، إذ يرى أكثر من واحد من كل خمسة (22%) من المشاركين في الاستطلاع أنهم “يمكن أن يكونوا أصدقاء” مع المؤثرين الذين يتابعونهم، وأن مشاركين بالنسبة نفسها تقريبًا (26%) قد ذهبوا إلى حدّ إرسال رسالة خاصة إلى أحد المؤثرين. وبالرغم من الطبيعة الافتراضية لهذه العلاقات، فقد التقى ما يقرب من نصف مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي (49%) ببعض المؤثرين الذين يتابعونهم، لقاءات شخصية في الواقع.
وأمضى الكثير من المستخدمين مُددًا طويلة في المنزل، خلال عمليات الإغلاق العالمية، لجأوا فيها إلى رفقاء افتراضيين ليحلّوا محلّ حياتهم الاجتماعية المفقودة. ويتسم هذا النوع من العلاقات أحادية الجانب بتأثير قوي على العديد من الأشخاص. وقال 75% من المستطلعة آراؤهم في دراسة كاسبرسكي إنهم يتعلمون من المؤثرين الذين يتابعونهم في مجالات متنوعة كالصحة والهوايات والأناقة والأخبار. وقال نحو الثلث (32٪) إنهم “يعتمدون” على المحتوى الذي يقدمه المؤثر، في حين قال 18% إنهم يشعرون وكأنهم مغيّبون إذا لم يتفاعلوا مع المؤثرين.
وسعى كثيرون إلى التواصل المباشر مع المؤثرين عبر الإنترنت بطرق متنوعة أكثرها شيوعًا كان التعليق على منشوراتهم (28%) أو التفاعل مع منشوراتهم أو قصصهم (33%).
لكن وسائل التواصل الاجتماعي كانت أكثر أهمية لكثير من الناس خلال الجائحة، إذ قال 77% من المشاركين في الدراسة من دولة الإمارات إن وسائل التواصل الاجتماعي أتاحت لهم ارتباطًا حيويًا بالعالم خلال الجائحة. وكانت هذه النسبة أعلى في أوساط الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا؛ إذ بلغت 79%، ممن يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل. وكان المشاركون من فيتنام (94%) وجنوب إفريقيا (79%) أكثر من قال إن وسائل التواصل الاجتماعي “ارتباط حيوي لهم”، بالرغم من أن نصف الأشخاص في دولة الإمارات (50%) قالوا إنهم أصبحوا أقل تسامحًا مع الأشخاص الموجودين على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء الجائحة.
وقال ديفيد إيم الباحث الأمني الأول لدى كاسبرسكي: “بالرغم من أن أكثر من نصف الأشخاص (56%) في دولة الإمارات كانوا نشطين على وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من عقد من الزمان، ما زال الكثير منهم يحاول التعرّف على كيفية الموازنة بين إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي وسلبياتها. أما وقد انتقلنا الآن إلى حقبة جديدة أصبحت فيها العلاقات الافتراضية هي الأساس، فغالبًا ما تؤدي العلاقات أحادية الجانب إلى المبالغة في التفاعل والمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتطلع الناس إلى تطوير هذه العلاقات. لكن يمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى عواقب سلبية وغير متوقعة، كمحاولات القرصنة والتصيد، والخداع والتسلّط، والتشهير عبر الإنترنت، والقائمة تطول”.
وأضاف إيم: “من المفهوم في ظلّ الإغلاقات التي مررنا بها جميعًا خلال العام الماضي، أن ينجذب الأشخاص نحو إنشاء العلاقات الاجتماعية عبر الإنترنت لدرء الشعور بالوحدة والملل، ولكن من المهم أن يدرك الأشخاص عواقب الإفراط في المشاركة عبر الإنترنت وأن يكونوا قادرين على اتخاذ نهج أكثر توازنًا”.
وكانت كاسبرسكي أطلقت أيضًا ShareAware Hub، الذي يسمح للأشخاص بالعثور على نصائح مفيدة لمساعدتهم على الاستمتاع بوسائل التواصل الاجتماعي بأمان.