ثلاث مواقف نادرة مع ثلاث حالات متميزة من ابناء القران الكريم لم يفعلها رئيس جمهورية قبل السيسي شهدتها الايام الاخيرة..وهي بالفعل نماذج رائعة ومفرحة ومبهجة تدخل السرور على قلب كل مؤمن والدهشة على الاخرين ممن يراوحون اجواء الايمان وظلاله الروحية..ولد صغير لم يتجاوز الثامنة.. فتى كفيف لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره وفتاة جميلة في السابعة عشرة من عمرها الان.. كل منهم له حكاية مبهرة مع القران الكريم ونكهة متميزة تظهر بجلاء جانبا من العبقرية المصرية وتكشف عن مكنون المخزون العظيم في ارض الكنانة من المواهب ليس فقط في القران الكريم وعلومه ولكن ايضا فيما نشأ من فنون اصيلة على الهوامش والحواشي.
كل حالة كان للرئيس معها موقف متميز رائع محفز ومشجع ليس فقط من موقع كونه الرئيس ولكن من موقع الاب المسئول والراعي المقدر والراغب في الدفع دائما للامام والساعي الى ايجاد حالة مبدعة مستنيرة بالغة الجمال في صورتها وحيويتها وهو يخط معالم فريدة للجمهورية الجديدة..واعتقد انها خلقت اجواء رائعة وزفت امواجا من الفرحة الغامرة الى العديد من البيوتات العامرة بحب الايمان والوطن وبعثت برسائل غاية في الاهمية لمن ضلوا الطريق او من يعاندون اتجاهات البوصلة الحقيقية للفهم والوعي الدينى والثقافي والاعلامي الافتراضي ةغير الافتراضي ومن يجيدون خلط الاوراق ويحترفون اثارة البلبلة والتشكيك بمناسبة وغير مناسبة ومن يحسبون انهم يحسنون صنعا.
لم يسبق لرئيس جمهورية ان وجه بنفسه دعوة على الهواء مباشرة لطفل نابغة حافظ للقران الكريم لافتتاح اول مناسبة رسمية يحضرها الرئيس وهو ما شاهدناه مع الطفل العبقري احمد تامر من قرية «شنبارة الطنانية» مركز أبو حماد شرقية وذلك خلال واحد من البرامج النادرة على فضائية عربية مصرية للمذيع الجاد والمحترم شريف عامر.
كما لم يسبق لرئيس ان سمح لفتاة ان تقرأ القران الكريم في افتتاح مؤتمر دولى كبير على ارض مصر واظنها اول مرة وهو ما حدث مع الفتاة النابغة الزهراء الرايق حلمي التى تحفظ القران الكريم مرتلا مجودا بالقراءات المشهورة وهي طالبة بالثانوية الأزهرية من قرية الشباسية مركز دسوق وهى الفائزة بالمركز الأول على مستوى العالم فى حفظ القرآن الكريم.
ومن قبل هؤلاء الطفل الكفيف المعجزة عبدالله عمار(13سنة) الطالب بالصف الخامس الابتدائى الأزهرى ابن قرية إنشاص الرمل مركز بلبيس يحفظ القران كاملا عن اربعة عشر روايا والاف الاحاديث النبوية وقادر على ترجمة المعاني باللغتين الانجليزية والفرنسية واتقنها فقط خلال ثلاثة اشهر وتم تكريمه في الاحتفال العالمي بليلة القدر الى جانب التكريم الخاص من فضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب ووزير الاقاف د.محمد مختار جمعة ومحافظ الشرقية اللواء خالد سعيد.
لم تكن مداخلة الرئيس السيسي التلفزيونية مجرد اتصال هاتفي مع برنامج للتعليق على حدث مهم او جميل ولكن اعتقد ان وراءها العديد من الرسائل المهمة الواجب احترامها ومنحها الاولوية في بناء الدولة الحديثة والجمهورية الجديدة تحديدا.
كانت رسائل الرئيس واضحة ومباشرة وموجزة وعميقة الدلالات والاشارات ايضا في مقدمتها:
أهمية دعم مواهب الأطفال وتنميتها في كل المجالات الدينية والثقافية والرياضية وغيرها والتعرف على نقاط القوة لديهم وتعزيزها..واهمية دور الاب والام والاسرة عموما في ذلك الى جانب مؤسسات التوجيه الاخرى.
ضرورة الاهتمام باللغة العربية وحفظ القرآن الكريم.
أهمية فهم نصوص القرآن الكريم وتدبر معانيه وعدم الاكتفاء بالحفظ دون فهم.وهذه قضية بالغة الاهمية..ولا ابالغ انها شرط مهم في عملية تسهيل الحفظ للمجيدين ومن يرغبون في سرعة الحفظ في غمار المنافسة الكريمة.
ولعل في التزام هذا النهج وهوالفهم مع الحفظ تدعيم لقضية الوعي الحائر اوالضائع حتى لا يتمكن احد من التلاعب به وفيه ولتكوين حصانة وتوفير مناعة وحوائط صد قوية ضد التيارات المنحرفة والحملات الهوجاء التى تستهدف ليس فقط العقول بل الاديان والاوطان فالوعي هو قضية القضايا في كل المجتمعات المتقدمة والساعية الى ذلك.
لعل من اهم الرسائل واقواها ما تحدث عنها الرئيس وهو يؤكد على كل حرف في كل كلمة قالها الصدق في الرسالة الاعلامية وخطورة عدم تحري الصدق وتاثير ذلك على المجتمع وافراده في كل مكان وهي قضية مرتبطة ارتباطا وثيقا بعملية الوعي المطلوب والمنشود.
وقد وجّه الرئيس التحية إلى الإعلام الصادق وقال بالحرف ان «الإعلامي المخلص لرسالته له أجر كبير عند الله وتحرّي الصدق له أيضاً مثل ذلك الأجر»مشدداً على «ضرورة الالتزام بالدقة والموضوعية في العمل الإعلامي عند تناول أي قضية».
وهي رسالة لابد ان يعيها ويستوعبها من يتحدثون في الاعلام للجماهير بلا وعي ولا يدركون ابعاد ما يتحدثون فيه ومخاطره ودلالاته القريبة والبعيدة فضلا عن غياب الثقافة والرؤية فانهم لا يعرفون اسرار الشخصية المصرية ومفاتيحها ولا يعرفون حقيقة القوى الناعمة الكامنة داخل الشخصية المصرية ومكنوناتها الثقافية الدينية والحضارية التى تفخر بها على مر العصور فلم يغب عن بال احد حتى من الغزاة والمحتلين والمتربصين بالاوطان في عصر الاستحمار والاستعمار من قبل اهمية وتاثير الدين وارتباط الجماهير دينيا على كل المستويات وان المساس بالدين من اصعب الخطوط الحمراء في اية مواجهة مباشرة اوغير مباشرة.
الرئيس يحذر بشدة من خطورة التحالف الغبي مع الجهل وفقدان الاحساس بخطورة الرسالة الاعلامية ودورها المطلوب في الوقت الراهن خاصة عندما يحدث التماس مع الخطاب الديني اوالخطاب الذي يتقاطع مع الدين ويتماس معه من قريب اومن بعيد سواء فيما يتعلق بالنصوص الشرعية اوالتعرض للعلماء الاجلاء او رموز ومظاهر التدين في المجتمع واشياء اخرى من هذا القبيل.
فهم اصول ومقاصد الرسالة الاعلامية ودورها وتاثيرها في هذا التوقيت على وجه الخصوص مسالة فوق القومية والوطنية لاننا كل يوم تتكشف امامنا اوراق شديدة الخطورة عن توظيف السوشيال ميديا اوما يمكن ان نسميه الاعلام الجماهيري الجديد وتوظيفه في بث الفتن واثارة الكراهية بالدين وفي الدين وباصرار غريب وهو ما كشفت عنه الاحداث الاخيرة مع فيس بوك واخواتها وما تسرب من نتائج لتحقيقات على مستوى عال مع كبار المسئولين عن تلك المواقع ومن بينهم مالكها مارك زوكربيرج
وجلسات الاستماع في الكونجرس والاتهامات اليهم صراحة بتعمد بث الكراهية والفتن وعدم الحفاظ على القيم الانسانية اوغيرها وتعريض الفتيات خاصة في سن المراهقة للخطر وتحميلهم المسئولية عن العديد من حالات الانتحار اوالاقدام على التخلص من انفسهم كحل لمواجهة ضغوط الحياة وعدم القدرة على المساواة بالاخرين ماديا وخلافه.
في مثل هذه الاجواء المسمومة اعلاميا تفاجئنا اصوات نشاز تغرد خارج كل الاسراب وتضرب على اوتار الفتن والكراهية والحقد وتحفر اخاديد ومستنقعات من العفن الفكري والثقافي وتردد كلاما ممجوجا سئم منه الحاقدون عل مر التاريخ ارادوا منه ان ينالوا من الدين والاخلاق ولكنهم خابوا وخسروا..
المسألة جد خطيرة ولم نعد نمتلك رفاهية تضييع الوقت ونحن نسابق الزمن لبناء مصر الجديدة بناء يليق بها في عالم لا يعرف الا الاقوياء الذين يمتلكون اصولا راسخة وقواعد صلبة لا تلين تساهم في رفع بنيانهم الحضاري وتاكيد تميزهم وصورتهم المشرقة امام العالم والانسانية.
والله المستعان..
Megahedkh@hotmail.com