هدف السلطنة رفاهية الإنسان العُماني .. والتصنيفات العالمية حول الاقتصاد “مُبشرة”
نرحب بالدور الرقابي لوسائل الإعلام .. والقانون الجديد سيكون ميسراً للعمل
أكد الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام العُماني، أن سلطنة عُمان تتبع نهجاً جديداً في التعامل مع الملف الاقتصادي والاستثماري إعلامياً، في ضوء توجيهات السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان بحل وإزالة المعوقات التي تقف أمام نمو الاقتصاد وجلب الاستثمار الداخلي والخارجي .. جاء ذلك في تصريحات له بمناسبة العيد الوطني الحادي والخمسين لسلطنة عُمان الذي يوافق اليوم “الخميس”.
وقال الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي: “في العيد الوطني الحادي والخمسين نستذكر كيف قاد السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – هذه البلاد العريقة والعميقة في ثراها وهويتها وبنائها الحضاري بنفس الأسس التي صاحبت الرحلة العُمانية منذ بدء التاريخ حتى يومها هذا نحو مزيد من التنمية، إلى أن تولى السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم في البلاد منتهجاً نفس الأسس والخطوط والسياسات التي تهدف لتقدم عُمان وإنسانها”.
وأضاف وزير إعلام سلطنة عُمان: “بدأت النهضة الأولى في عُمان بتحدي سياسي أمني وعسكري، وأيضاً النهضة المتجددة بقيادة السلطان هيثم تواجه تحديات اقتصادية في بدايتها كجائحة كورونا وإعصار شاهين، إلا أن هذه المحن هي امتحانات متتابعة أظهرت مكنونات قوة وصلابة الإنسان العُماني، نحن لسنا شعباً جديداً نحن أمة عريقة هي من كونت الدولة”.
وأشار إلى أن التصنيفات العالمية فيما يتعلق بالاقتصاد “مبشرة”، مؤكداً أن الحكومة في عُمان لا يوجد لديها هدف سوى رفاهية ومصلحة الإنسان العُماني ولا يوجد لدى أي منظومة حكومية سوى مصلحة هذا الإنسان، والحكومة مكونة من أفراد المجتمع من خلفيات اجتماعية وجغرافية متنوعة تعمل لمصلحة الإنسان العُماني وحضور عُمان دولياً.
وحول اتزان الإعلام العُماني، قال “عبدالله الحراصي” : “هذا الاتزان يرتبط بالتجربة الحضارية العُمانية، وكلما وجد منعطف تاريخي ستجد عُمان حاضرة، وهذا العمق التاريخي ساعد في بناء الرؤية الإعلامية (التعقل)”، وأضاف: “هناك صلابة وتجذر تاريخي ونحن نعلم خبرتنا التاريخية وقيمنا تعلمنا حقائق الأمور، وما حدث في الإعلام هو انعكاس التجربة الحضارية، وعندما أتى السلطان الراحل قابوس بن سعيد رسخ هذه المبادئ ووضعها كقيم إعلامية”، وتابع: “ثقل الإنسان العُماني والتجربة التاريخية العُمانية تحولت لثقل إعلامي، إننا متعقلون في حكمنا على الأشياء وصادقون في تجربتنا الحضارية وصادقون في وضع المصلحة الوطنية القومية الإنسانية في المقام الأول، وتجربتنا هذه علمتنا أن نذهب إلى الخير والصدق ولهذا نجد بيانات عُمان في الكثير من الأحداث متعقلة”.
وأشار وزير الإعلام العُماني إلى أن الإعلام عليه أن يأخذ الثوابت الحضارية للمستقبل، ويعكس اهتمامات المجتمع وجميع شرائحه ومن بينها قضايا وهواجس والشباب، فالهدف من الإعلام حل المشكلات وليس مفاقمتها، وقال: “هناك نزول في الخطاب في الكثير من الدول، وهناك انفصال بين ما يطرح في الإعلام من حديث وبين الواقع الذي يختلف تماماً عن ذلك الخطاب، ولا بد أن نحافظ على مستوى الخطاب وطريقة حديثنا واحترامنا لبعضنا البعض ولبلدنا وما نريده للمستقبل”، وأوضح أن الحديث الذي يجمع كل الاجتماعات مع السلطان هيثم بن طارق هو موضوع الشباب سواء الخطاب والإنصات لهم أو موضوع توظيف الشباب، ويدعو سلطان عُمان المسئولين لفعل المستحيل حتى يتطور الاقتصاد العُماني وأن يوجد الفرص التي تستطيع أن تستوعب الشاب العُماني للمساهمة في بناء بلده.
كما قال “الحراصي” : “عُمان بلد كبير وموارده كبيرة والمقومات والموارد هي من تجذب المستثمر الخارجي ونحن في أمس الحاجة للاستثمار والمستثمر في أمس الحاجة للمقومات التي قد لا تكون في المنطقة إلا في بلد مثل عُمان”، وأضاف: “وعلى مستوى الخطاب الإعلامي بدأنا الترويج لعمان – كانت موجودة في الماضي – ولكن الآن علينا أن نوائم بين محاور وأهداف رؤية عُمان 2040 مع الإعلام وربطه بمحور الاقتصاد والاستثمار، ونحن في نهج جديد لمخاطبة العالم، وعُمان الآن لها حضور في الكثير من القنوات والمجلات العالمية، ووجه سلطان عُمان أيضاً بحلحلة كل العراقيل التي تواجه الاستثمار”.
وحول الدور الرقابي لوسائل الإعلام، قال وزير الإعلام العُماني : “كل خطاب إعلامي يحقق الهدف الرقابي البصير الذي يقوم به الإعلام، هذا مرحب به ولا يوجد ما يحول دون ذلك، والأهم أن نحافظ على مستوى الخطاب حتى لا ننزل إلى اتهامات جزافية وحتى لا نفصل بين ما يقال في الإعلام وبين تطورات الواقع”، وأضاف: “نريد أن يتوازى الخطاب الإعلامي مع التطورات الحقيقية، بحيث يقوم الإعلام بالدور الرقابي ويراقب تطورات الواقع ويتحدث عنها بالسمت العُماني وأخلاق وقيم العُمانيين في احترام الأشخاص واحترام الجهود والإشارة إلى الثغرات، وفي كل جهد بشري توجد ثغرات والأخطاء موجودة، فلا خلاف في مسألة الرقابة وأن يكون للإعلام دور الريادة في تقديم التصورات عن المستقبل”.
وحول قانون الإعلام الجديد، أوضح: “الإعلام تطور عالمياً وشهد قفزات وخصوصاً في استخدام التقنية، وتغيرت هوية الإعلام حيث كان يتجه إليه الإنسان بنفسه، أما الآن المسألة تغيرت، وأيضاً المستمع والقارئ والمشاهد أصبح لديهم الأدوات الإعلامية ولم يعد قصراً على المؤسسات”، وقال: “نشهد حضور قوي لوسائل الإعلام العُمانية على منصات التواصل الإجتماعي، وهذا يتطلب أطراً تشريعية جديدة، وحاولنا معالجة الجانب الإلكتروني بإصدار قراراين لتنظيم الإعلام الالكتروني في العام الفائت، بحيث تأخذ المؤسسات الإعلامية الإلكترونية تصريحاً وتخضع لقانون المطبوعات والنشر”، وأضاف: “القانون الجديد للإعلام لا تزال النقاشات حوله قائمة، سيكون شاملاً لمختلف أشكال العمل الإعلامي وميسراً له”.