حظي مقال ” حروف متحركة” الأخير، بعنوان “هلاك الديناصورات” باهتمام القراء والزملاء، على حد سواء. ومن الطبيعي أن يراود أذهان الكثيرين السؤال حول مدى احتمال تعرض الأرض للاصطدام بمثل هذا الكويكب، الذي تسبب في إبادة الديناصورات، لينتج عنه انقراض جماعي كبير يهلك معظم الكائنات، بما فيها البشر!!
والحقيقة أن الظروف الحالية تختلف عما حدث في الماضي. صحيح أن خطر اصطدام كويكب بالأرض لم ينته بعد، لكن الآن يسود الأرض كائنات ذكية متمثلة في البشر، وهم يختلفون كثيرًا عن الديناصورات التي لم تكن تمتلك عقلية البشر ولا التكنولوجيا التي بين أيديهم.
والدفاع عن الأرض ضد الكويكبات مثل هاجسًا كبيرًا، طالما قض مضاجع البشرية والعلماء، خصوصًا في الدول المتقدمة. وتعددت الرؤى حول كيفية مواجهة مثل هذه الكارثة الفضائية حال قدوم كويكب في مسار تصادمي مع الأرض.
البعض رأى ضرب أي كويكب قادم بقذيفة نووية وتدميره قبل وصوله إلى الأرض. آخرون رأوا إرسال مركبة فضائية تصطدم بالكويكب وتدفعه لتغيير مساره بعيدا عن كوكبنا، وغير ذلك من آراء وتصورات.
وفي الأسبوع الماضي، أطلقت ناسا أول مهمة للدفاع ضد الكويكبات، في ممارسة لما يمكن أن تفعله الوكالة إذا تعرض كوكب الأرض للتهديد من قبل كويكب ضال.
وقالت ماري لويس المتحدثة باسم ناسا خلال بث مباشر لعملية الإطلاق “أطلقت ناسا فالكون 9 و”دارْت” في أول اختبار للدفاع الكوكبي تجريه الوكالة، لتصطدم المركبة عمدًا في كويكب”.
والمركبة “دارت” في طريقها الآن لإجراء اختبار دفاع كوكبي. ستستخدم المهمة “تقنية الاصطدام الحركي” لتغيير مدار الكويكب. بمعنى آخر، ستصطدم المركبة الفضائية بصخرة فضائية لتغيير اتجاهها.
وقبل الإطلاق، قال توماس زوربوشن المدير المساعد لإدارة المهمات العلمية في ناسا خلال مؤتمر صحفي: “إنها عملية اصطدام متعمد لمركبة فضائية بصخرة”. “ما نحاول أن نتعلمه هو كيفية صد الخطر.”
ولا يشكل الكويكب خطرًا على الأرض (حتى لو لم ينجح الاختبار فيما هو مخطط له)، كما قال الخبراء لموقع ProfoundSpace.org.
هذا الاختبار سيظهر لوكالة ناسا كيف تعمل تقنية التأثير الحركي على كويكب يشكل يهددنا. إذا تم رصد كويكب كبير في المستقبل يهدد الأرض، فيمكن لناسا نظريًا إرسال مركبة فضائية مثل DART للاصطدام به وتدفعه في اتجاه مختلف.
حتى الآن، قام الباحثون بدراسة وتصنيف حوالي 40 ٪ فقط من جميع الأجسام، او الكويكبات، القريبة من الأرض. كما قاموا بتصنيف حوالي 90٪ من الكويكبات التي هي بحجم صخرة الفضاء التي قضت على الديناصورات منذ ملايين السنين، ولكن، لا يزال هناك العديد من الصخور الفضائية الأصغر التي لم يتم تحديدها بعد.
العامل الحاسم الرئيسي للدفاع عن كوكبنا ضد الصخور الفضائية المارقة هو عنصر الوقت واكتشافها “قبل أن يسبق السيف العذل”!!