لاشك أن سرعة الحكم في القضايا تحقق العدالة الناجزة وخاصة في الجرائم الغريبة والشاذة على المجتمع التي تؤثر على استقراره وتمثل رأيًا عامًا وأحداثها تمس وتهز القيم، وهذا ما حدث في الجريمة المؤسفة التي شهدتها إحدى المدارس بمحافظة الدقهلية عندما اعتدى أحد أولياء الطلاب على مدرس بالمدرسة وصفعه أمام التلاميذ وتمكين ابنه من ضرب المدرس بالحذاء، وكل ذلك داخل الفصل الدراسي، وهذه الجريمة البشعة لم تشهدها مدارسنا على مدى تاريخنا من قبل والتي تمثل إهانة كرامة المعلم والاعتداء على حرمة المدرسة وكسر لكل القواعد والمبادئ الفاضلة.
وتم القبض على هذا المعتدي الأثيم وقضت المحكمة بحبسه سنتين مع الشغل وكفالة 3 آلاف جنيه وتعويض مدني مؤقت بقيمة 15 ألف جنيه، وذلك بعد 72 ساعة من إحالة الواقعة من قبل النيابة العامة إلى محاكمة عاجلة لأهميتها وخطورتها، ولابد أن نرفع القبعة احترامًا وتقديرًا وتقديسًا لقضاة مصر وقضائها العادل الشامخ الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، وهذا الحكم السريع والناجز قد أثلج صدور كل المصريين نظرًا لغرابة هذه الواقعة الفريدة في خستها وحافظ على حرمة المقر التعليمي وهيبة المعلم التي نقدرها ونجلها ونشأنا على احترام المعلم وتبجيله كما يقول بيت الشعر العظيم لأحمد شوقي (قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا).
ولذا يجب الأخذ بمبدأ سرعة الحكم في القضايا التي تمثل رأيًا عامًا وتثير القلق وتبث الرعب في النفوس، ولم يألفها المجتمع وتقض مضجعه وتضرب القيم والأخلاق في مقتل، ولا تمتد جلساتها شهورًا وربما أعوامًا؛ بحيث ينسى الناس أحداثها، ولكن يبقى تأثيرها السيئ في الذاكرة، وذلك بتوفير دوائر خاصة على وجه السرعة لهذه الجرائم الشاذة لتحقيق العدالة الناجزة في أسرع وقت حتى نحافظ على أخلاق وقيم ومبادئ المجتمع من الانهيار.
mahmoud.diab@egyptpress.org