مع آخر كل عام تعود الشعب المصري والعربي والعالم على ظهور الدجالين والعرافين والمشعوذين في كل وسائل الإعلام يتنبأون ما سوف يحدث خلال العام المقبل، وكلها تخاريف وهلوسة وللأسف هناك من يتابعها ويقتنع بها بل ويجعلها تؤثر على مجرى حياته؛ وذلك ضعف إيمان؛ لأن الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى كما قال في كتابه الكريم: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) صدق الله العظيم.
ويجب أن نتأكد أن هؤلاء العرافين كاذبون في كل ما يقولونه ويخبرون الناس به، حتى ولو صادف جزء من كلامهم الإفك وحدث بالفعل، وأن كل ذلك بهدف الشهرة والتواجد في وسائل الإعلام والتربح والتكسب من وراء ذلك البهتان وعلى كل إنسان مؤمن بربه متمسك بدينه وتعاليمه أن يبتعد عن هؤلاء الدجالين وتوقعاتهم حتى لا يبطل صلاته فترة من الوقت، كما قال رسول الله في الحديث الشريف “من أتى عرَّافًا فصدقه بما يقول لم تُقبل له صلاة أربعين يومًا” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويجب أيضًا على جميع وسائل الإعلام عدم استضافة هؤلاء المنجمين حتى لا يشيعوا في المجتمع ثقافة الجهل والتواكل والبعد عن الله وتعاليمه، والعمل على استضافة المختصين من أهل الدين للرد على هذه الفئة المضللة ودحض كلامهم بالآيات القرآنية والأحاديث الكريمة وزيادة الجرعات الإيمانية لدى الناس وحثهم على تجنب تصديق كلام المنجمين والعرافين ولا يلقون لها بالًا وأن يعتمدوا على الله في كل أعمالهم وأمور حياته، ويتركون الغيب لصاحب الغيب سبحانه وتعالى وكل ما يأتيه خير.
mahmoud.diab@egyptpress.org