على مدار عقود من السنوات تعودت أجيالنا والأجيال السابقة أن يقوم المسئولون وكبار الدولة بوضع حجر الأساس لأي مشروعات قبل تنفيذها وحتى قبل التخطيط لها وتوفير مصادر تمويلها المالي اللازم لها، ويصاحب ذلك ضجة إعلامية في وسائل الإعلام المختلفة ويعكف كل من له صلة بالمشروع المزمع إقامته على إطلاق سيل من التصريحات سواء من أكبر مسئول إلى أصغر عامل.
ويستمر ذلك فترة من الزمن ولا يتم بعد ذلك وضع طوبة واحدة في هذا المشروع الذي لا يدل على وجوده إلا حجر الأساس الذي تم وضعه مثل شاهد القبر وقد تغطى بالتراب وتهدم جزء من بنائه، وقد يتم تنفيذ المشروع ولكن بعد جهد جهيد وزمن طويل أو يعاني من عدم اكتماله، وهناك مشروعات لا يتم تنفيذها من الأساس لأي سبب سواء تغير السياسات أو رحيل المسئولين.
ولمن يشهد كلمة الحق نشاهد الآن القيادة السياسية ولأول مرة في تاريخ مصر تلغي مفهوم ومصطلح وضع حجر الأساس من قواميس إنشاء المشروعات، والذي كان يتم إقامة له الاحتفالات والمهرجانات للإعلان عن المشروعات المزمع إنشاؤها في المستقبل، وفي الآخر يكون معظمها كالسراب وخطط تنفيذها حبيسة الأدراج وآمال وأحلام تحقيقها ذهبت مع الريح والذي عانت منه مصر حقبة من الزمن وأصبح الآن مفهوما.
ومصطلح حجر الافتتاح في معظم المشروعات هو فكر مختلف لم نره من قبل، حيث أصبح من المعتاد كل فترة أن يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بافتتاح مشروعات قومية كبرى ودخولها في الخدمة دون أن نسمع عنها أو تم وضع حجر أساس لها من البداية، وهناك مشروعات تم تنفيذها وتشغيلها دون افتتاح رسمي ويتفاجأ بها المواطنون، وذلك في جميع المحافظات، كما نجد الرئيس يتابع ويتفقد مشروعات جار تنفيذها، خاصة يوم الجمعة ولا أحد يعلم عنها شيئا إلا من هذه الجولة التفقدية.
ولا نملك بعد كل هذا الذي نراه ونسمعه من إنجازات إلا أن ندعو للرئيس أن يعينه الله على هذه المسئوليات الجسام في بناء الجمهورية الجديدة، وأن يحفظه ويرعاه ليستكمل مسيرة البناء والتنمية وأن يسدد خطاه نحو مستقبل أفضل لمصر وأهلها.
mahmoud.diab@egyptpress.org