كتب عادل احمد
اختتم رئيس مؤتمر المناخ الدولي كوب 26، ألوك شارما زيارة بناءة إلى مصر اليوم ويتجه حاليا إلى الإمارات وهما الدولتان المستضيفتان لقمتي المناخ الدوليتيان كوب 27 وكوب 28 على التوالي.
هذه هي الجولة الخارجية الأولي للسيد شارما بعد مؤتمر المناخ الدولي كوب 26 في جلاسجو. وهو ما يعكس أهمية بناء شراكات قوية مع مستضيفي كوب 27 وكوب 28. وستتوج الزيارة بلقاء ثلاثي بين مصر والإمارات وبريطانيا في أبوظبي. وسيكون اللقاء هو الأول في سلسلة من الاجتماعات بين الدول الثلاثة قبل كوب 27 وكوب 28.
أثناء زيارته للقاهرة، التقى السيد شارما مع طيف واسع من الوزراء المصريين على رأسهم رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ورئيس مؤتمر المناخ الدولي المعين في مصر، وزير الخارجية سامح شكري. وصدر بيان مشترك عبر عن الرغبة المشتركة لتسريع خطوات مواجهة تغير المناخ خلال هذا العقد الحرج. واتفق الطرفان أيضا على بناء شراكة عام 2022 لتنسيق الأولويات والخطط ولضمان إنجاح إرث اتفاق جلاسجو المناخي وتحقيق تقدم في إنجاز أهداف اتفاق باريس خلال مؤتمر المناخ الدولي كوب 27 المزمع عقده في شرم الشيخ. وهو ما يعني ضمان كل الأطراف للوفاء بالتزاماتها في إطار الحد من والتكيف والتمويل والخسائر والتدمير الناتج عن تغير المناخ.
أعلن رئيس مؤتمر المناخ الدولي التوسع في برنامج تسريع التمويل المخصص من قبل الحكومة البريطانية لمصر. وأثبت البرنامج نجاحه في ست دول بالفعل وتقدم المبادرة دعما في مجال بناء القدرات للمشاريع المناخية الواعدة في مصر لجذب المزيد من المستثمرين والدعم المالي.
خلال يومه الأخير في مصر، ناقش السيد شارما دور القطاع الخاص في البناء على ما تم الاتفاق عليه في كوب 26 لتحقيق النجاح في كوب 27 والتقى أيضا برواد الأعمال لدعم المبادرات الخضراء في مصر.
وقال رئيس مؤتمر المناخ الدولي ألوك شارما:
“كان كوب 26 انجارا تاريخيا وجماعيا. حافظنا على هدف الدرجة ونصف في المتناول وحققنا تقدما في التمويل لمواجهة التغير المناخي والتكيف والحد من الخسارة والتأثير السلبي، وهو ما سيفيد الدول في أفريقيا و الشرق الأوسط. أتطلع للعمل مع مصر والإمارات كمستضفين لقمتي المناخ الدوليتين كوب 27 وكوب 28 على التوالي لدفع أجندة المناخ. سوف تقدم بريطانيا دعمها لمصر في تنظيم قمة مناخ طموحة في نوفمبر من هذا العام لضمان التنفيذ العاجل بما يفيد هؤلاء الأكثر عرضة للتأثر بالتغير المناخي. نحتاج لتحقيق تقدم أكبر في 2022 خصوصا في توفير 100 مليار دولار للتمويل ومواجهة الاحتياجات الاستثمارية في الدول الأكثر عرضة للتأثر بالتغير المناخي. وهو ما سيبني على اتفاق جلاسجو للمناخ ويؤمن مستقبل أفضل لنا جميعا”.
وتعتبر إجراءات التقييم العالمية احدي أولويات كوب 27 وكوب 28 المهمة لأنها جزء رئيسي في تقييم ودراسة التقدم الذي حققته الدول في تنفيذ اتفاقية باريس للمناخ وتحديد خريطة طريق واضحة لإنجاز تلك الأهداف. وهو مسار بدأ في مؤتمر المناخ كوب 26 وسيستمر حتى مؤتمر المناخ كوب 28.
تسعى بريطانيا لمشاركة خبراتها التنظيمية في استضافة القمم الدولية مع مصر والإمارات وألقى رئيس مؤتمر المناخ الدولي الضوء على إجراءات اختبارات كوفيد-19 وتوفير تجربة آمنة لكل الوفود المشاركة خلال اجتماعات كوب 26 والتعاون مع المجتمع المدني.
ويتوجه رئيس مؤتمر المناخ الدولي إلى الإمارات لمعرفة التحضيرات الخاصة بكوب 28 عام 2023 وسيلتقي مع عدد من الوزراء المعنيين في الحكومة الإماراتية من بينهم وزيرة التغير المناخي والبيئة سعادة مريم المهيري و وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والمبعوث الخاص للإمارات للتغير المناخي، سعادة دكتور سلطان الجابر.
وتم دعوة السيد شارما للمشاركة في أسبوع أبوظبي للاستدامة والذي سينطلق في 17 يناير. وسيعمل رئيس رئيس مؤتمر المناخ الدولي على التعاون مع الإمارات لتوضيح نواياها بخصوص كوب 28 واستعراض التقدم في الوفاء بالتزاماتها المناخية خلال العام الماضي.
استضافة قمتي المناخ الدوليتين القادمتين في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا سيمكن تلك المنطقة من استعراض حلولها الابداعية والمربحة والتي تشمل الطاقة المتجددة والطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية، والمواصلات الخالية من الانبعاثات، ودور الحلول المستمدة من الطبيعة ودور الزراعة الذكية.
على سبيل المثال، تستمر الإمارات في كسر الأرقام عبر تقليل تكلفة الطاقة المستمدة من الخلايا الشمسية الكهروضوئية. وهي مصادر تنتج طاقة نظيفة أوفر من الطاقة الناتجة عن الوقود الحفري.
وقال السفير البريطاني في مصر، جاريث بايلي:
“سعيد بزيارة السيد شارما لمصر بعذه السرعة بعد كوب 26. العلاقات الثنائية القوية بين مصر وبريطانيا ستساعد على استدامة الزخم الدولي لجهود مواجهة التغير المناخ. أنا سعيد على وجه الخصوص لأن السيد شارما أطلق برنامج تسريع التمويل المناخي، وهو ما آمل أن يسهم في توليد سلسلة من فرص الاستثمارات الملهمة في مجال خفض الانبعاثات الكربونية في مصر. هذه المزيج بين جهود القطاعين العام والخاص سيساعد على مواجهة كارثة المناخ. التنفيذ المحلي حيوي لإنجاح منهج برنامج تسريع التمويل المناخي ويتطلع فريق السفارة للعمل مع شركاء التنفيذ المحلي بمجرد أن يتم تعيينهم.”
وقال السفير البريطاني في الإمارات، باتريك مودي:
“تعزز زيارة رئيس قمة المناخ الدولية، ألوك شارما للإمارات من الالتزامات التي تعهدت بها بريطانيا والإمارات لمواجهة التحديات الدولية. تغير المناخ هو عمود رئيسي في الشراكة الثنائية بين الإمارات وبريطانيا وكان طموحا رئيسيا في إطار “الشراكة من أجل المستقبل” والتي أطلقها رئيس الوزراء بوريس جونسون وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في سبتمبر 2021.
نقوم فعلا بالعمل سويا لتنفيذ حلول تحقق صفر انبعاثات من خلال التجارة والاستثمارات الثنائية في النمو النظيف والتكنولوجيا. سيستمر بلدينا في التعاون من خلال رئيس قمة المناخ والمستضيفين القادمين لهذا المنتدى المحوري لضمان وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته الطموحة التي تعهد بها في قمة المناخ كوب 26 في جلاسجو “