إن القلم أمانة في يد من يحمله لأنه المعبر عما في مكنون الإنسان
بل إنه سيف في يد من يحمله إما أن يحمله بالباطل فتبقي رشقات الشتائم وإما أن يحمله بالحق فتبقي لمسات الفضائل
إن القلم سيف والكلمة أمانة ولابد وأن تصان لأنه إن لم يصن الكاتب أو الإعلامي قلمه وكلمته تستدرجه نفسه إلى أمور فيها ضرر للمجتمع والعادات والتقاليد لأن القلم سلاح قد يكون حمله أقوام لا يفقهون معناه فوجهوه حيث شاءوا فأذوا به أنفسهم قبل أن يؤذوا به الآخرين وعلي النقيض حمله أقوام أدوا به الأمانة وارشدوا به الحائرين.
ولكن وبكل صراحة إن ما شدنا لكتابة هذا المقال هو ظهور الإعلامي “ابراهيم عيسي” في برنامجه حديث القاهرة، المذاع علي فضائية القاهره والناس متحدثا يهمز ويلمز بأمور دينية لا يفقه عنها شيئا ويتحدث فيها وايضا عن نساء الصعيد والبسهم المايوه في الستينات بتهكم وسخرية مما أثار ذلك استياء كل طوائف الشعب المصري ولكن السؤال الذي يراودنا لماذا يحدث ذلك من إعلامي من المفترض وأنه يعلم جيداً أن الإعلام من أهم أدوات العصر المؤثرة، وهو منبر مفتوح على الجميع، ويلعب دوراً إستراتيجياً في المجتمعات، وله دوره المهم في مواجهة التحديات، والإسهام في مسيرة التنمية والازدهار، ووضع البصمات الإيجابية في مختلف مجالات الحياة. ليس التدمير والتفرقة والتشكيك في أمور العقائد والحقائق الدينية بلى. إن الإعلام أمانة، وله أهداف نبيلة ينطلق منها، فهو ليس أداة لمجرد الإثارة والمشاهدات والترندات ، بل منارة للوعي والتثقيف والإنارة، ينشر من خلال المنبر إلاعلامي الثقافة الإيجابية والوسطية، التي تسهم في رقي الفرد والمجتمع والوطن، ويتصدى بإيجابية وفاعلية للثقافات السلبية، ليس بثها وخاصة ما يسمى منها بإعلام التفريق المجتمعي.
فإن الإعلام صمام أمان ضد التطرف والإرهاب والجرائم والخطابات الفوضوية والتحريضية والطائفية والشائعات والأكاذيب والخطابات الإعلامية المناوئة وسائر المهددات الأخرى، فالإعلام شريك رئيسي في حفظ الاستقرار وتعزيز الأمن الوطني وترسيخ الثقافة الدينية والإيجابية المعتدلة. التي يجب أن يسعي إليها كل إعلامي مهني حتي تظهر حقيقة رسالته السامية التي وضع في هذا المكان من أجلها.
ومن هنا نود أن نقول إن القلم والكلمة الإعلامية أمانة في يد كل من يحملهما وعليه أن يعلم أن القلم والكلمة أمانة بين يديه وعلى لسانه وعليه أن يتحمل هذه الامانة بصدق ويدرك أنه محاسب علي كل حرف سيكتبه وكل كلمة سيلقيها..
فهو محاسب بين يدي ربه فسيفني الدهر ويبقى ما كتب ، وما نطق
فكل كاتب سيفني
ويبقى ما كتبت يداه
فلا تكتب يمينك
ولا ينطق لسانك
غير شىء يسرك
يوم العرض أن تراه