الغربة تسكن روحينا
صرنا أغرابا..
والوجع جليس يبكينا
والليل يضمد اهاتي
وهنا وسرابا..
لا من يحتضن الأشواق
ولا من يفتح عنك الباب
كل الأوهام تراءت
في الأفق المهجور..
وزجاجة عطري
يسكنها شبح مغرور..
يحمل في كفيه خطابا
يروي للصبح أغاني الموت
يداعب قلبي المكسور..
ثم يدور يدور..
وينفث في صدري
فيحا من جور..
يتجذر في عمقي
ويعيث خرابا..
وشريعته الحمقاء قضت
بالشنق على أحلامي البور..
الروح مصفدة ثكلى
و مدينتنا العطشى
عابسة الخطوات
تائهة
في صحراء الزمن المقهور..
لاشيء يفيد..
والأنفاس تحشرج
والنسيان بعيد..
ذابت أحلى حلقات العمر
وأنا أنشد خاتمتي
لاشيء جديد..
هو محض حصاد
ألقينا زرعه بالأمس
فغدا يبحث عن وطن
يرويه شهيد..
صرت غريبة هذا الوطن
هذا الزمن
هذا القلب الموزور..
أبحث عن ريش
أتوارى به عن أخطائي
وحمولة قلبي تتعبني
وتمزقني الآهات
فألفظ انفاسي
آخر رمق من صبري
أبذله جاهدة
لاغرو بأني في الحرب
قتيلة حب خيب ظني
أعلن ميلاد وفاتي
فهنيئا لك ياحب
زمن الخذلان..
وهنيئا للكذب يعمّر
بقلوب النكران..
وهنيئا لي
أن لاوطن في وجه الشمس
يشير إلى قبري يطويه النسيان..