كرم الله الأمهات في كتابه الكريم كما كرم الآباء وحث الأبناء على طاعتهم ومد جسور التوصل والمودة اليهم طوال حياتهم وحتي بعد مماتهم فخصهم بالدعاء ” وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا” , كما جاءت سنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بكثير من الأحاديث ذات الصلة ولعلني أذكر قول الرسول الكريم حينما سأله أحد الصحابة عن أفضل الناس بحسن صحابتي قال له الرسول الكريم ” أمك , ثم أمك , ثم أمك ثلاث مرات ثم أبيك ” فالأم كما يقوم الشاعر مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق, فهي التي تحمل طفلها بين جنباتها طيلة تسعة أشهر , وحينما تضعه تسهر على راحته ورعايته حتي يصبح رجلا فتياً لكنه مهما كبر سنه أو حجمه يظل في قلبها كالطفل تحمل دائماً لهفة الشوق إليه والخوف عليه , شوقاً إليه حين يهل عليها من عبق الطريق, وخوفاً عليه حين يتألم فلا يغمض لها عين حتي يتعافى , وهذا المعين من العطاء الذي لا يكل ولا ينضب جعل الله الجنة تحت قدميها تقديراً لها وهو تأكيد أيضاً على أن الله رفع قدر المرأة وعظمها بين خلقة , فهي من تربي أولادها على القيم والأخلاق وحب الوطن فتخرج الأبن الضابط الذي يقدم روحه فداءاً لوطنه والطبيب والمهندس والمعلم …, وتغرس في بناتها هذا المعين الطيب فتمتد سلاسل العطاء دائماً , لذا فالاحتفال بيوم عيد الأم إنما يمثل رمزاً لتكريمها فهي مكرمة في كل وقت وحين , واهتمام الدولة بالأمهات وتوفير الرعاية للمعيلات من أبناء الوطن والعفو عن الغارمات وغيرهم يمثل دعماً لقدرتهم على تأدية واجبهم تجاه أبناءهم وتجاه وطنهم , فالمرأة باتت تشارك الرجل بل تتفوق عليه في كافة المجالات وتولت العديد من المناصب القيادية وأثبتت جدارتها ورغم ذلك فهي الأم التي تحوي الجميع وتمثل أساس بناء الأسرة والمجتمع , فتحية لكل أم في عيدها.