وأولئك الذين وعدوكم بالبقاء إلى الأبد..
كيف نقضوا عهودهم ومضوا بهذه البساطة؟!..
لا يا سيدي..
أنت لم تفهم..
إنما كانوا يقصدون أن الحزن هو الذي سيبقى..
وسيرحلون هم..
وقد ذهبوا كما أرادوا..
وبقيَ الوجع كما وعدوا تماما..
فما أوفى الحزن..
، وأصدق هؤلاء..
وما أسفه قلوبنا..
وقد أرداها حسن الظن..
وكثييير من براءة الأطفال..
غدت جرما..
ما استطعنا إلى الخلاص منها سبيلا..
فعلى من نلوم الآن يا سيدي؟!..
أقلوبنا التي لم تفهم؟!..
أم أحلام بقيت عالقة في معابر الصغر؟!..
وحينما عبرت بعد كل هذا التعب..
وجدت أمامها كل هذا السراب..
كل هذا الفراغ..
ألف درب للخراب..
والكثييير من الكذب..
إيييه يا سيدي..
تبا لقلب عرَّشت على ضفافه أمنيات كاذبة..
توشحت حين القدوم زي الإيمان..
فلما أثمرت..
كان الحصاد كفرانا..
وخيباتٍ كُثر..
في قسوة سقوطٍ..
، وقْع انفجارٍ..
ولهب لظى..
ترتدي سواد الموت..
ووجع طعنةٍ في عمق الروح..
لا تقوى بعدها أن تلفظ أنفاسَك الأخيرة..
أو تعانق أحلامك الكثيرة لمرة أخيرة..
ولو على سبيل وداع يتيم..
فما أطول ثوب الخيال يا سيدي..
وما أقصر دروب الخذلان..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..