الاخبارية – وكالات
عاد التوتر إلى ساحات المسجد الأقصى يوم الأحد بعد يوم من الهدوء عقب أحداث الجمعة الثانية من شهر رمضان التي أصيب فيها عشرات المصلين واعتقل المئات إثر مواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني يوم الأحد إن طواقمه تتعامل مع عشر إصابات في الأحداث التي يشهدها المسجد الأقصى ومحيطه في مدينة القدس مع تجدد المواجهات بين المصلين وقوات الأمن الإسرائيلية.
وأضاف الهلال الأحمر في بيان “الإصابات كانت في منطقة باب الأسباط (أحد أبواب المسجد الأقصى).. 8 إصابات اعتداء بالضرب نقلت للمستشفى وإصابتان بالرصاص المطاطي تم نقلهما للمستشفى”.
وأظهرت لقطات فيديو من داخل المسجد الأقصى تعرض عدد من الشباب للضرب بالهراوات واعتقال شخص واحد على الأقل.
وقال أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي على تويتر “خلال ساعات الصباح الباكر قبل أن تبدأ الزيارات إلى جبل الهيكل/الحرم القدسي الشريف التي تقام أسبوعيا وفقا للمعتاد منذ سنوات عديدة بدأ مشاغبون فلسطينيون في جمع الحجارة في ساحة الحرم القدسي لمحاولة القيام بأعمال شغب. الشرطة تعمل على تفريقهم”.
ويدخل اليهود إلى ساحات المسجد الأقصى ضمن ما يعرف ببرنامج الزيارة من باب المغاربة ولا يسمح لهم بأداء طقوس دينية أو الدخول إلى المصليات المسقوفة في المسجد الأقصى مثل قبة الصخرة والمصلى القبلي.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت تسعة فلسطينيين يوم الأحد في مدينة القدس.
وأضافت في تغريدة على توتير “القبض على 9 من المشتبه بهم برشق الحجارة والإخلال بالنظام العام وأعمال شغب عنيفة في منطقة الحرم القدسي والبلدة القديمة في أورشليم القدس صباح اليوم”.
وأظهرت لقطات فيديو عددا من الشبان يرشقون بالحجارة حافلات إسرائيلية في محيط البلدة القديمة في القدس.
وقال فلسطينيون إن الشرطة الإسرائيلية منعت مؤقتا دخولهم إلى الحرم بعد صلاة الفجر للسماح بزيارة كانت مقررة سلفا ليهود قاموا بجولة في الموقع سيرا على الأقدام وسط الحراسة.
ويُمنع مثل هؤلاء الزوار من الصلاة أو الاقتراب من المسجد الأقصى لكن الفلسطينيين يعتبرون هذه الزيارات استفزازا.
وقال أبو بكر شيمي من عكا، وهي بلدة يعيش فيها اليهود وعرب إسرائيل “رأينا مجموعتين منهم وبدأنا في الهتاف وحاولت القوات (الإسرائيلية) اعتقالي”.
وقالت الشرطة إنها اتخذت إجراءات لمنع تعطيل الزيارة من قبل “مئات” المتظاهرين، بعضهم ملثمون، الذين شوهدوا وهم يكدسون الحجارة في مجمع الحرم.
واتهمت الرئاسة الفلسطينية إسرائيل بمحاولة تقسيم المسجد الأقصى “زمانيا ومكانيا” بين المسلمين واليهود.
وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس “نطالب شعبنا الفلسطيني بشد الرحال للأقصى، للدفاع عنه، والتصدي لهذا التصعيد الإسرائيلي الخطير”.
وأضاف في بيان “نحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد، ونطالب الإدارة الأمريكية بالخروج عن صمتها ووقف هذا العدوان الذي سيشعل المنطقة بأسرها”.
وتابع قائلا إن “شعبنا الفلسطيني لن يسمح بتمرير هذه المؤامرة مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات.
وحذرت وزارة الخارجية والمغتربين الأردنية في بيان لها “من أن استمرار إسرائيل في خطواتها المستهدفة تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك /الحرم الشريف وفرض التقسيم الزماني والمكاني فيه يمثل تصعيد خطيرا وخرقا مدانا ومرفوضا للقانون الدولي ومسؤوليات إسرائيل.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن المقصود بالتقسيم الزماني وهو أن تكون هناك أوقات محددة لليهود في المسجد الأقصى دون أن يكون هناك تواجد للمسلمين في ذات الوقت، فيما يعني التقسيم المكاني تخصيص أماكن محددة لليهود وأخرى للمسلمين.
ويتولى الأردن بموجب اتفاقية مع السلطة الفلسطينية المسؤولية عن الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان اليوم الأحد “المسجد الأقصى خط أحمر والاحتلال يتحمل مسؤولية اعتدائه على المصلين والسماح للمستوطنين بتدنيس باحاته”.
وأضاف البيان “نحمل في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاحتلال مسؤولية اعتدائه على المعتكفين والمصلين داخل المسجد الأقصى المبارك فجر يوم الأحد، كما نحمله تداعيات السماح للمستوطنين باقتحام وتدنيس باحات الأقصى، وهو الذي يشكل استفزازا لمشاعر الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين كافة”.
وفي الفاتيكان، دعا البابا فرنسيس في عظته بمناسبة عيد القيامة إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط “الذي مزقته الانقسامات والصراعات منذ سنوات”.
وأضاف “في هذا اليوم المجيد لنطلب السلام للقدس والسلام لكل محبيها المسيحيين واليهود والمسلمين”.
وتأتي هذه الأحداث بعد يوم من الهدوء في أعقاب المواجهات التي شهدتها ساحات المسجد الأقصى في الجمعة الثانية من رمضان مما أدى إلى إصابة العشرات بالرصاص المطاطي واعتقال المئات جرى الإفراج عن معظمهم في وقت لاحق.
ويعود جزء من أسباب تصاعد التوتر هذا العام لتزامن شهر رمضان مع الاحتفال بعيد الفصح لدى اليهود.