في كتابهِ “الخطايا السبع المُميتة” يروي “سولومون شيمل”، أنَّ رجلًا طمَّاعًا ورجلًا حسودًا التقيا بأحدِ الملوك.
فقالَ لهما الملك: يَحِقُّ لكلِّ واحدٍ منكما أن يسألَني شيئًا، شريطة أن أُعطيَ ضعفه للآخر!.
لم يُرِد الحسود أن يكونَ هو السائل الأول، لأنَّ هذا يعني أن يسمحَ للطمَّاعِ أن يحصلَ على ضعفِ ما حصلَ هو عليه!.
ولم يُرِد الطمَّاع أن يكون هو السائل الأول، لأنه كانَ يُريدُ أن يحصلَ هو على الحصةِ الأكبر!.
وأخيراً ضغطَ الطمَّاعُ على الحسودِ أن يكونَ هو البادئ.
فقالَ الحسودُ للملك: أُريدُ منكَ أن تقلعَ لي إحدى عينيَّ!.
سبحان الله.. الحسدُ والطمعُ هما أصلُ الشرورِ في هذا العالم.
فالحسدُ هو أول ذنبٍ عُصِيَ الله تعالى به في السماء، حيثُ رفضَ إبليس السجودَ لآدم عليه السلام حسدًا على المكانةِ التي حباه اللهُ تعالى إياها.
والحسدُ هو أولُ ذنبٍ عُصِيَ الله تعالى به في الأرض، حيثُ قتلَ قابيلُ أخاه هابيل لأنه أرادَ أن يتزوجَ المرأة الأجمل التي كانتْ من حقِّ أخيه.
وعن الحسدِ قالوا:
- الحسدُ يأكلُ الحاسدين كما يأكلُ الصدأُ الحديد “أنتيستيس”.
- إن الحسد يُطفئُ نورَ الحسنات “أنس بن مالك”.
- كلُّ الناس أستطيعُ أن أُرضيه إلا حاسد نعمة، فإنه لا يُرضيه إلا زوالها عني “مُعاوية بن أبي سفيان”.
- الحسدُ ألمٌ حارقٌ يفتكُ بهمةِ صاحبهِ ثم يفتكُ به “ديوجينس”.
- الحسدُ عاطفةٌ مُفعمةٌ بالجُبنِ والعارِ بحيث لا يجرؤ إنسانٌ على الاعترافِ بها “روشستر”. أما الطمعُ فمُشكلته أنه جوعٌ في النفسِ لا يشبع، مهما شبعَ البطنُ تبقى النفسُ جائعة، ومهما امتلأَ الجيبُ تبقى العينُ فارغة.
وعن الطمعِ قالوا: - ما الخمرُ بأذهب لعقولِ الرجالِ من الطمع “عمر بن الخطاب”.
- العبدُ حرٌ إذا قنع، والحرُ عبدٌ إذا طمع “الإمام الشافعي”.
- يا بُنيَّ إياكَ والطمع، فإنه فقر حاضر “لُقمان الحكيم”.
- الطمعُ كماءِ البحر: زِدْ منه شُربًا تزداد عطشًا “مثل يوناني”.
- من لزمَ الطمعُ عُدِمَ الورع “مثل عربي”.
- الطمعُ يجعلُ الأغنياءَ فقراء “فرانكلين”.
ويقول رسولنا الكريم:
“اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لاَ يُسْتَجَابُ لَهَا)،
إياك والحسد والطمع يا صديقى لأنهما مقبرة النعم، ونازعى البركة فى الحياة الدنيا.. فلقد رأيت بعينى ماذا يفعل سواد القلب وجوع الطمع بصاحبه.. وكيف يسلط الله عليه نفسه فيعرى أفكاره وسلوكه، ويجعله يستمر فى ارتكاب سلسلة من الموبقات والخطايا التى لا تنتهى فينال احتقار وبغض الناس، ويصبح عبرة لمن يعتبر.